Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
التقيؤ الوطني!!
الاثنين, أيلول 1, 2014
د. صادق السامرائي

الأوطان تعيش في أعماق أبنائها , قبل أن يعيشوا فيها , إنها حالة نفسية فكرية وجدانية روحية موروثة , فلكي تكون منتميا للوطن لابد للوطن أن يكون فيك.
ولكي تعادي وطنك يجب أن تتقيأه أولا , وتفرغه من دنياك , وتستحضر الطاقات العاطفية والإنفعالية اللازمة لتعزيز طرده , وإدامة حالة الإستفراغ الوطني المطلوبة لتحويلك إلى عدو لوطنك , وما فيك من الطاقات الفكرية والثقافية والروحية والإنسانية , وذلك بإقرانها بالوطن المُتَقيّأ.
فكيف يتقيأ الناس أوطانهم؟
هناك الكثير جدا من المقيَّئات الوطنية , التي يتم العمل بموجبها لتطهير الأعماق البشرية من أوطانها , والشائع منها أن تسقي الناس مادة مقيّئة وتكرر ذلك حتى تتطهر أعماقهم من الوطن , فيتحولون إلى كرة متدحرجة تركلها أقدام المصالح والتطلعات الإفتراسية في غاب الوعيد الحضاري.

وتقنيات تحقيق إنتزاع الوطن من البشر تكاد تكون متشابه بآلياتها وقوانينها وقواعدها , وخلاصتها أن تضخ الأعماق بأحداث إضطرابية عنيفة مُزعزعة لكل ما يمت للوطن والإنسان بصلة , مترافقة مع شحنات عاطفية شديدة جدا , ومُنفرة من الوطن وما يرتبط به , وبتكرار هذه الآلية يتحقق ترسيخ فعّال ومؤثر لطرد الوطن من دنيا الإنسان , فيترك الجَمل بما حَمل , ويمضي هائما في أرض تزداد ضيقا أمامه , لأنه لا يمكنه أن يحقق إحلالا وطنيا بداخله , فما فيه من موروثات كامنة تلسع أعماقه وتدمي دنياه الداخلية , فينزف روحه على سفوح الأيام.

وما يجري في العديد من المجتمعات لَهُوَ تطبيق شرس لآليات تطهير الأعماق البشرية من أوطانها , والإستحواذ الوحشي عليها , وإمتلاكها بالمطلق.

وتبدو الحالة وكأنها وسيلة تجارية مهينة , فالمُشتري يحاول أن يوهم البائع بأن بضاعته فاسدة , ولا تصلح للشراء والمنفعة بل ويبرز عيوبها ونواقصها , حتى يجعله يبيعها بأبخس الأثمان , وربما يرميها في الشارع , فيفوز هو بها.

ووفقا لهذا المنطق , يمكن تحويل الأوطان إلى أوعية للويلات والملمات والتداعيات والآثام المتوحشة الفتاكة , التي تحيل الأيام فيها إلى جحيمات مستعرة , ومواطن للخوف والرعب والهلاك , حتى ليخشى البشر من البقاء حتى في بيته , لأنه لا يدري متى ستزوره وحوش الغاب الشرسة , المُضَللة بالأوهام والتوجهات الدموية , وعندها يكون الوطن مصدرا للمشاعر السلبية والتداعيات السيئة , التي تمنع جميع الخيارات البقائية وتدفع إلى الرحيل والهجرة.

ومن الواضح أن أبناء المنطقة العربية يرزخون تحت ضغط هذه الآليات , التي تريدهم أن يَسْتفرغوا أوطانهم , وتصغيرها عندهم , بل وتحويلها إلى عدوة لهم , فيأخذون بمقاتلتها , وتدمير ما فيها , وهم يَستجمعون الأسباب والمسوغات التي تديم سلوكهم العدواني ضدها.

ولا ننسى دور الإعلام الفعّال في تنمية قدرات إقتلاع الأوطان من أعماق مواطنيها , وحفر الخنادق العميقة ما بين الوطن وأهله.

ولا بد من الإنتباه للمُقيّئات الوطنية المدسوسة في الطعام والشراب , والتي تتسرب إلى الناس عِبر جميع حواسهم , ووسائل إتصالهم وتواصلهم.

وعندما نتساءل عن الحل , يكون الجواب واضحا , ومعروفا , وهو الإعتصام بالوطن , والإبتعاد عن كل ما هو دونه من التوصيفات والمسميات , لأنها الوسيلة الكبرى لصناعة جميع أنواع المُقيّئات.

فالوطن لا يتقيأ أبناءه ولكن الأبناء يتقيؤن وطنهم , أو يُرغَمون على ذلك لتهاونهم بإعلاء شأن وطنهم , وإندساس مفترسيهم بينهم.

وعندما يتحول الوطن إلى مصدر للآهات والأوجاع فأنه يخسر ويخسر أهله كافة.

فهل سيربح الوطن وأهله أم سيعجز الناس عن إيقاف نواعير الثبور؟!!

 

مقالات اخرى للكاتب

تعليقات
#1
د. علي الخطيب
01/09/2014 - 04:38
بلادي وان جارت علي عزيزة
سلمت يداك لهذا المقال الذي يعبر عن حجم معاناة ما في دواخلنا
فلا خير في وطن تعبش فيه ولا يعيش فيك
 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44084
Total : 101