لا نعلم فيما إذا كان قد حل و هل زمن الحظوظ و قمة الأضحية و النذور لمواسم " القاعدة " الدموية القائمة على قدم و ساق في العراق ، حيث الخراف الساهية و اللاأبالية تقدم نفسها طواعية و راضية للذئاب الضارية ، وهي تنهش و تفتك بها مثلما تريد و تشاء؟!..
و إلا فهل من المعقول كل هذه الضحايا المقدمة و بشكل مجاني و عبر مجالس عزاء و بدون أي معنى أو منطق ؟!..
سيما إن معظم العراقيين باتوا يعلمون ويعرفون منذ سنوات طويلة بأن تنظيم " القاعدة " الإرهابي يستهدف بكل شهية دموية ووحشية مجالس العزاء المقامة في الشوارع الفرعية و الأماكن المفتوحة ، و ذلك لسهولة ضربها أولا و لإيقاع مزيد من الضحايا ثانيا ..
و قد سبق أن تعرضت مئات من مجالس العزاء لعمليات التفجير أغلبها بالحزام الناسف و السيارات المفخخة ، و مع ذلك لم يتعظ المواطنون من هذه الظاهرة الدموية و المتكررة و لا أخذوا عبرة ، و إنما استمروا في إقامة مجالس عزائهم في" الهواء الطلق " أي في الأماكن المفتوحة في وسط الشوارع الفرعية ليصبحوا فيما بعد عرضة و فريسة سهلة لذئاب القاعدة الشرسة ..
وهو أمر محير حقا لا يفهمه لا عقل سليم و لا يستوعبه منطق قويم ، أن يموت المرء موتا مجانيا ورخيصا ا مع طرح السؤال التالي :
ـــ يا ترى لماذا هذه الاستسخاف بالحياة و تقديمها هدية رخيصة لذئاب القاعدة على صينية من الذهب؟ ..
فماذا يحدث لو أقيمت مجالس العزاء هذه في أماكن مغلقةــ كالبيت مثلا ــ لتكون مقتصرة تحديدا على الأقرباء و الأصدقا فقط ، بدلا من الإصرار على إقامتها في شوارع فرعية وبزحمة تعج بمئات المعزيين وهي قابلة للهجوم و التفجير و التدمير في أية لحظة كانت ، لكون الإرهابيين ينتظرون مثل هذه المناسبات الثمينة جدا بالنسبة لهم لينقضوا عليها بكل وحشية و بربرية ؟!..
و ماذا يحدث لو أقيمت مجالس العزاء في البيوت و على نطاق ضيق يقتصر على الأقرباء و الأصدقاء فقط ، و أن يؤدي الناس طقوس عبادتهم في بيوتهم بدلا من الذهاب إلى الجوامع و الحسينيات ؟!..
طالما أن النيات طيبة و حسنة ....
و ذلك من أجل تفويت الفرصة على الإرهابيين أو على الأقل بهدف التقليل من أعداد ضحاياهم العُزل ..
مع العلم إن الإفراط بالحياة أو الاستهانة بها أمران يتعارضان تماما مع مفاهيم و قيم الأديان ..
ناهيك عن العقل السوي و المنطق السليم ..