يرفض بعض المسؤولين الشرقيين والعرب يتقدمهم "نوري المالكي" التنازل للداخل "الشعب". يفضلون تصغير أنفسهم وبلدانهم وشعوبهم أمام موظفين في الخارجية الأميركية أو البيت الأبيض، يطلبون الرِضى، وليسوا عملاء بالضرورة ولكنهم يعرفون أحجامهم جيداً في "لُعبة القوة" الأميركية وحضورها الذي حقق نتائج مضمونة سلفاً، ما كان لأي حربٍ أن تحققه بهذا الشكل والمضمون. طهران تنازلت وتعرض أوراقها للبيع بدءاً من النووي والنفوذ والأدوات. المالكي يتوسل أميركا وأوروبا البقاء. عُقدة الأجنبي والضعف أمامه تُلازِم المالكي والعديد من الزعماء، إلا أولئك الذين يحترمون شعوبهم وأنفسهم.
يختلف هؤلاء الصغار عن حُكام (الغرب) فهم نتاج ثقافتهم ومرحلة تطورهم. الغرب تحكمه شروطه الإقتصادية والثقافية وكفاحه الطويل من أجل الحرية. المالكي تحكمه هستيريا "الحزب- السلطة- الدم".
إذا كان في (نظر المالكي) التدخل الغربي وغطاؤه السياسي للثورات العربية مرفوضاً، فهل إستنجاده بـ"البيت الأبيض" أو ما يمارسه هو ونظامه من قمعٍ وقتلٍ ونهبٍ للثروات الوطنية صحيح ومشروع.
إزدواجية واشنطن..
تسير السياسة الأميركية في موضوع العراق على خط مزدوج. فهي مع "الثورة" إذا استطاعت حسم الأمر في شهور وأسقطت حكومة المالكي بتوحد فصائلها وانتقالها إلى الوسط والجنوب العراقي. شرط أميركا على المعارضة العراقية أن تحسم أمر (القاعدة والنُصرة).
وفي خط آخر تسير واشنطن مع التسوية بين المالكي والمعارضة. من خلال تقاسم "السلطة- الخراب- وماتبقى من العراق لأجل ماسيبقى". أو تسوية على النفوذ والنووي الإيراني مع طهران وبقدر من التوافق مع روحاني راعي نظام المالكي وحاميه الإقليمي. على الأرض يتقرر أي الإتجاهين سيكون الممسك باللعبة وأيهما سينتصر .
مقترح "البيت الأبيض" إقامة نظام مشترك بين المعارضة والنظام يعقب إنتهاء ولاية المالكي ولا يحق له الترشح للإنتخابات مجدداً حقناً للدماء ومنعاً لتوارث الثأر بين العراقيين، ويعتبر إستضافة المالكي في واشنطن وتبلغه بذلك مدخلاً لتغييره بتسوية.
طهران تتهم المعارضة بأنها مشتتة. والمالكي نظام واحد. واشنطن تؤكد أن تعدد المعارضة نتاج تعدد برامجها وفي الإختلاف رحمة، ويظل الهدف واحد بإقامة نظام ديمقراطي تعددي. وأن سرعة إنتشار المعارضة وتمسكها بسلمية نشاطاتها يكفل إنتصارها على المالكي وتغيير المعادلة. واشنطن تريد فريقاً من المعارضة وترفض آخر.
في الجدل بين واشنطن وطهران حول المالكي، يبدو واضحاً أن روحاني يريد أن يحتفظ بموقع لطهران بعد تغيير نظام المالكي. المراقبون يعتقدون أن اللعبة كبرت وأن العراق هو أرض إختبار..؟!
مقالات اخرى للكاتب