كان من بين ضحايا التفجير الإرهابي الإجرامي الذي وقع أول أمس أمام ( مصرف ) في منطقة ( الفيصلية ) في الساحل الأيسر لمدينة الموصل ، ( صبيّ يتيم ) كان ( والده ) قد استشهد هو الآخر كذلك قبل عام بسيّارة مفخّخة ، تاركاً له ( 8 ) شقيقات ، فوقع على ذلك الصبي البالغ من العمر ( 14 ) عاماً عبء إعالة ومعيشة شقيقاته الثمانية ، وكان يعمل ( عاملاً ) في ( مخبز ) يقوم بتوزيع الخبز على ( المطاعم ) القريبة من الفرن الواقع خلف المصرف ، وقبيل الإنفجار طلب الصبي من صاحب الفرن واستأذنه أنه سيقوم بتوزيع آخر وجبة خبز ، وبعدها يذهب إلى ( متوسطته ) ليدرك بدء الدوام المسائي ، لكنّ حظّه العاثر والتعيس لم يمهله ، فما أن اجتاز بالمصرف حاملاً أرغفة الخبز ( بيدٍ ) و ( حقيبة كتبه ) باليد الاخرى ، حتى حصل الإنفجار المريع بسيّارة ، لتحيله إلى أشلاء وتمزّقه ، ولتكون مأساته ( صرخة تحكي للعالم قصّة ضمير ميّت و حقّ أخرس ضاع بين أهله ) فيمجتمعنا الخانع القاتل والمشارك في ( صناعة الموت ) بسكوته المطبق اللعين هذا ؟ !
- رحم الله ذلك الصبي - وأعان ( شقيقاته الثمانية ) على الصمود أمام - مستقبل مجهول في بلد ممزّق وشعب عدواني ! ؟
مرثية لصباحات ومساءات الموت
ياقو بلو
-1-
اتسألني؟لست صاحب هذا الوجه
اكتسيت به،قبل طلوع آخر نهار
يحمل وطنا مسجونا على كتفيه،
ويفرش طريق الموت الى السماء
بورق ورد الربيع على وجنتيه.
-2-
اتسألني؟رأيته اولا،نجم مسجى
يلم بين بسط ذراعيه انين الدم
وتسع ازواج عيون حوله تصرخ:
من يكسر في ربيع خاطره المثلوم
قضبان الموت في سجن هذا الوطن؟
-3-
اتسألني؟لم اعرف اسمه الاول،
ولا عرفت ما ضير،او نفع الاسماء
اعرف وجه الله في وجوه البشر
اسمه محمد،ربما بطرس،او عيدو
كل الاسماء في وطني المصلوب
مجرد شهود موت الطرقات.
مقالات اخرى للكاتب