Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
البكاء على الاحياء
الأحد, تشرين الثاني 1, 2015
عبد الله السكوتي



نحن الاحياء في العراق نستحق البكاء اكثر من الاموات، لاننا ندفن في هذا البلد احياء، تثقلنا الديون والاوزار، عبادتنا مضطربة، لاندري من نعبد، اختلفت علينا الاهواء، وصار الصحيح الذي نعرفه خطأ يعرفه الآخرون، صارت حياتنا تنهار بجميع مجالاتها، فرحنا بسقوط صدام وصرنا نترحم عليه مع زخات المطر، كنا نبكي لموتى حزب الدعوة وهانحن نبكي من احيائهم، لاندري باية طريقة نستطيع الخلاص من الديمقراطية، اتفقنا نحن الاحياء الا نخرج للانتخابات ثانية، لكننا نخاف من التزوير، واتفقنا ايضا، ان ندعو مراقبين دوليين للاشراف على الانتخابات ونجلس في بيوتنا جميعا نحن الاحياء.
وحين يتم تزوير الانتخابات ستبدو اللعبة سمجة وواضحة، عندها فقط نستطيع ان نطالب برئيس ديكتاتور ثانية، ليخلصنا من ديكاتورية العشائر والحكومة والدين، ديكتاتور يؤمن بما يؤمن به الشعب بشكل جمعي، لايبحث عن طائفة او دين او مذهب، ودائما مايكون الديكتاتور هكذا، دموع الله التي سقطت علينا فاغرقتنا، لم تكن امطارا، كان بكاء واضحا لما ستؤول اليه احوالنا، اننا على مفترق طرق مع الاموات، لكننا اجبرنا ان يمسك كل منا يد ميت من الاموات ويدفن معه في لحده، الميت سيكون مرتاحا، اما نحن فسنعاني الحياة بقبر ضيق، لايستوعب حلما من احلامنا، ولم يرتق يوما لمستوى طموحنا، ان يكون الوطن مترا من الارض، الوطن قبر جماعي بالبندقية والكهرباء والتظاهر والمطر والمستشفى.
نحن الاحياء في العراق، نقدم وثيقة موتنا امام العالم، تنقلها شاشات الفضائيات، الطفل الحي والنازح الحي والمطر الميت، الذي سقط سهوا، كان يريد انعاش الارض، لكنه كصوت الدفانين آذن بموت الاحياء، ملك عادل كبر وهرم، فاقصاه ابنه عن التاج، رحل الملك الى بلاد اخرى، ومر بطريق باناس يبكون على الاحياء، تعجب، ذاك الميت مسجى وتبكون على حي يجلس قريبا منه، فقالوا ان الموتى يرحلون، وقد استوفوا حياتهم، ولكن الاحياء لماذا يرحلون، فسألهم: الى اين يرحلون، فقالوا: لدينا ملك جبار، كلما مات واحد، امر بدفن احد الاحياء معه، وهؤلاء الذين يبكون على الحي اهل الحي واهل الميت.
من كل قلبي اتمنى ان يبكي العالم على الشعب العراقي، ويوزع هناك الطعام رحمة على ارواحهم، لانهم ليسوا على قيد الحياة، لقد امرت حكومة العراق، وحكوماته المتعاقبة، وقررت ان يدفن الشعب مع الموتى، ومنذ تاريخ سحيق، نحن الاحياء الموتى نبكي كل عام كثيرا، ويبكي العالم من حولنا لعمق مأساتنا وصعوبة علاج امراضنا، نبكي لاننا لانعرف الضحك، هل تؤمنون بالقمر، القمر لدينا ينبىء بسرعة موتنا او ربما يؤجلنا الى اجل مسمى، كل هذا ولم نر ملكا عادلا احلناه على التقاعد، ولاجنرالا مخلصا لم يسلم اراضينا منذ فجر الاسلام وحتى اميركا العظيمة التي رأت فيما رأى بوش، ان نتعذب ونجوع لكي نرى ان الشيطان هو من اوحى اليه بقتل العراق، وليس صوتا سماويا رصينا.
ايها العالم المتحضر، نحن نموت في العراق، نحن الاحياء نموت لاتفه الاسباب، نموت في بيوتنا، بعد ان نقفل الباب والنافذة، نموت ولانملك الاموال، ولانتكلم في السياسة، ولانرفع البنادق، نموت فقط لاننا احياء، وكلما مات ميت في وطني، يصبح البكاء رفيق الاحياء، لانهم يبكون على من وصل اليه الدور، ويرددون: اننا ننتظر يوما لابد منه، ونعيد بكاءنا حتى صرنا مدمنين على البكاء، صار صوت النحيب يطربنا اكثر من الاغاني، فالغناء رحل، ولم تبق الا اهازيج الموت امام تنافس الشعراء الموتى في حق الموتى، ويبقى الاحياء ينتظرون يوما لابد منه.



مقالات اخرى للكاتب

تعليقات
#1
ابو سجاد
02/11/2015 - 12:50
رد
نعم والله ياسيدي نحن اللذين نستحق البكاء فنحن احياء واموات سريريا
عندما اختلي بنفسي واستعرض الاحداث التي مرينا بها لم اجد لها تفسيرا وهذه هي ام المصائب ان لم تجد مبررا لكل تلك الماسات التي نعيشها وصدقت ياسيدي حتى عبادتنا اصبحت مضطربة وايماننا اصبح يضمحل شيئا فشيئا بعدما تكالبت علينا الكلاب من كل حدب وصوب دون وجود المنقذ والرحيم
 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36114
Total : 101