انتخابات الحزب الاخيرة والتي طال انتظارها من قبل العديد من المراقبين. والمتابعين ومن توجهات فكرية مختلفة. وحتى من قوى خارجية مهمة ومؤثرة في الوضع السياسي العراقي والسني. تحديدا. جاءت مخيبة للامال واثبتت عجز الشيوخ في قراءة الواقع بصورة دقيقة ليبقى الحزب يراوح ويتراجع الى الوراء. خاسرا فرصة تاريخية لا يمكن ان تتكرر او تأتي مجددا. كما اكدت الانتخابات الاخيرة للحزب من جديد الرغبة في السيطرة والنفوذ من قبل من يمسكون بزمام الامور من القيادات القديمة متناسين ما يخاطبون به اعضاءهم من الرغبة بالتجديد. ودعم الشباب وتقديمهم للقيادة.
ان ما جرى مؤخرا. لابد ان تنظر له قيادة الحزب من زاوية جديدة لطالما غفلت عنها وتصرفت معها على طريقة النعام في تجاهل ما يحدث حولها. فالحزب مستهدف دوليا وممنوع من الدعم الخليجي والتعاطف العربي . ولعل التواجد الامريكي والغربي في العراق لم يكن يثق بقيادات الحزب ولم يتعامل معها الا اضطرارا وفي حالات نادرة. وفقط عندما كانت تلك القيادات في السلطة فقط . بسبب الصورة الذهنية لدى تلك القوى عن الحزب و انتماءه الاسلامي.
واليوم وبعد مرور اكثر من 12 سنة على التغيير الذي شهده العراق والاوضاع الحالية وجدت القوى الدولية فرصة للتعامل مع بعض الشخصيات القيادية في الحزب بسبب الموقع الرسمي لها ولأنها لمست منها رغبة وجدية في العمل وتقاربا في وجهات النظر كون تلك الشخصيات من جيل الشباب الذي يمكن التعامل معه. ولعل تلك القوى ومعها شرائح واسعة من كوادر الحزب وأعضاءه وجدت فرصة في الانتخابات الداخلية لتتجاوز تلك العقدة وان تعمل على اعادة التعامل في ظل قيادات شبابية منفتحة لا تحمل عقد الماضي وتعقيداته. لكن الإصرار من القيادات القديمة في البقاء وتصدر المشهد تحت كثير من الحجج والتبريرات وبفعل عدم تقدير الموقف وقصر النظر في رؤية الامور كما ينبغي. أدى الى إعدام الحزب وتاريخه وحرمانه وجميع أعضاءه من فرصة تاريخية للانفتاح على المحيط الدولي والاقليمي وخصوصا العربي السني. لقد اصبح الحزب اليوم بعيدا عن المشروع الغربي العربي الذي كان مستعدا للتعاون والانفتاح.
عادت من جديد رغبة السيطرة والنفوذ والتحكم لأشخاص محددين لتصادر مصالح ومستقبل وتطلعات. وامال آلاف الأعضاء ومن خلفهم السنة عموما. وختاما نسال. هل تستطيع قيادة الحزب ان تحصل على إذن لزيارة دول الغرب او الخليج او تركيا او غيرها. ؟؟ الدولة الوحيدة المرحبة بالقيادات القديمة هي ايران فقط وفقط ايران. . فباي ميزان كانت القيادات القديمة تزن الامور. ؟؟ لقد فاز اياد السامرائي وخسر الحزب الاسلامي.
مقالات اخرى للكاتب