همش مؤتمر الحوار شريحة مهمة تلعب دورا رئيسيا في إنجاح هكذا مؤتمرات من خلال كتاباتها .. والشريحة التي همشت هي منبراً وطنياً عاماً يناقش كل القضايا التي تدور في أذهان الأمم والشعوب والأديان .
أقول : إن أدوات الصحفيين والكتاب والإعلاميين والشعراء والفنانين والأدباء هي القلم والكلمة والصورة , وهذه الأدوات لا تقل خطورة عن القبلة الذرية أو راجمة الصواريخ أو المقاتلة النفاذة فلو استخدمت سلبا فإنها تحرق الأخضر واليابس . الصحفيون والكتاب والذين مر ذكرهم هم على تماس دائم مع الشعوب التي تطالبهم بالتعبير عن تطلعاتها وأمانيها وأرائها . كان يفترض حضورهم هكذا مؤتمر والإدلاء بدولهم خاصة وان الجماهير تثق بهم وتسمع منهم أكثر مما تثق وتسمع من السياسيين ولكنهم همشوا . ولا يمكن لكل من تابع مؤتمر أمس أن يقول غير ذلك .. أنا لا أقول أن الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى همشت بالعكس كان حضورها مشهودا بمؤتمر أمس , أنا اقصد تهميش صناع الرأي من صحفيين وكتاب وأدباء وشعراء نعم إنهم مهمشون حتى العظم ، مهمشون بطريقة ذكية ومدروسة من قبل القائمين على هكذا مؤتمرات في العراق كائنا من يكون .. إن كانت مكاتب الإعلام في المنطقة الخضراء أو غيرها .. لا احد يدعو صحفيا مرموقا أو كاتبا تعتز بقلمه أمته لحضور مؤتمر أو ندوة أو مناقشة قضية ما . ولا أتذكر أن صحفيا مهنيا أو كاتبا مستضعفا يحمل هموم الفقراء ويعبر عن تطلعاتهم وآمالهم حضر ندوة أو مؤتمرا في بغداد أو أدرج اسمه ضمن الوفد الذي التقى رئيس الجمهورية أو رئيس البرلمان أو رئيس الوزراء , واعتقد أن بعضهم يعتبر الصحفي الفقير والكاتب المستضعف خارج عن الذوق أو القيم أو الإبداع ، ولا أبداع ولا إعلام ولا صحافة إلا في الدوائر والمؤسسات المحيطة بالمنطقة الخضراء , أو أولئك الموجودة أسماؤهم في قائمة تلفون المسؤول الإعلامي في مكاتب الرؤساء . كل شيء جائز في هذا الزمن الذي يقصي الكل من اجل الجزء .. وهكذا الحال في كل مؤتمر أو لقاء مع الرؤساء ونوابهم بالصحفيين حيث يبدو أن غيمة سوداء تحجب رؤيتهم للآخرين . وهنا أسال :
هل الصحفي الفقير والكاتب الشريف والشاعر النظيف ينتمي إلى فصيلة لا تشبه فصائل البشر مثلا ..؟؟ أو هل ينتمي إلى جنس متوحش يخيف الناظرين أو أنهم من أقوام منقرضة تخجلون من دعوتهم للمؤتمرات والندوات واللقاءات ..؟؟ أم إنهما أبناء الخايبة ..؟؟ ولا اعرف من أعطاكم الحق في ذلك ..؟؟
هل لهما تاريخ غير مشرف مثلا ..؟؟ هل تعرف أيها المتربع على كرسي المسؤولية : أن الصحفي الفقير والكاتب المستضعف والشاعر المتعب والأديب المقهور والإعلامي النزيه إنهم من أقصوا في عهد الدكتاتورية وحوربوا وهجروا وقتلوا وضاعت كل حقوقهم وإنسانيتهم . ولكننا فرحنا بسقوط الصنم لنحيا كالبشر وننام سعداء على وسادة الحرية والديمقراطية وربما يعرف قضيتنا احد من المسؤولين يوما ويعاملنا معاملة تستحق ماقدمناه وما فقدناه من ضرع وزرع ووطن ؟ فيا أيها المعنيون , ويا أيها المنعمون : اعلموا إن الحرية التي تعيشونها صنعها الفقراء بدمائهم وبخسارتهم الموجعة .. إلا يعرف الذين يهمهم الأمر بان العراق فيه أناس يعملون بالصحافة والإعلام والثقافة والأدب والفن من غير الذين يرونهم أمامهم ، لهم تاريخ عريق وحضور مشرف لكي يدعوهم لحضور هكذا مؤتمرات أو لقاء مع رئيس الوزراء مثلا ..؟؟ . الصحفي الفقير والكاتب النزيه والشاعر المقهور والأديب النظيف جزء من ارض العراق وتاريخه وهوائه ومائه وترابه وإبداعه وفكره وإنسانيته .. وهم جزء كبير ومهم من الدماء التي أريقت على ارض الوطن لأجل أن يعيش هؤلاء الذين يقصونهم أو الذين لايعترفون بوجودهم .. ولكنهم سعداء بإقصائهم فقد انبثقت من رؤوسهم فكرة تأسيس تجمع للصحفيين والكتاب والشعراء والأدباء والفنانين والمثقفين المهمشين في العراق أعضاؤه من الفقراء والشرفاء فقط .. رب ضارة نافعة والسلام .