Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
سطو مسلح... وعجز وفساد
الاثنين, شباط 2, 2015
عماد حياوي المبارك

عجز وفساد في حادثة سطو مسلح في وضح النهار

هذه واقعه حقيقية فيها من الدقة 90% ذلك لأني جمعتُ تفاصيلها من بعض ضحاياها عن طريق الهاتف ومن بعض أوراق التحقيق، ولم أحضر أي فصل من فصولها...
كما اني ومراعاةً لمشاعر ناسها، سوف لن اذكر الأسماء وسأكتفي بالأوقات والأماكن.


كانت ظهاري آب تمر بطيئة على الصائمين في رمضان، وما أن (شرّفت) الكهرباء الوطنية حتى أراد الرجل من ولده (م) ذو الـ 23 ربيعاً وصاحب القيام والجسم الضخم والصحة والشباب، البقاء بمصاحبة رفاقه عمال محل الصياغة المجاور من أجل أن ينعم بهدوء وأن يأخذ قسطاً (قيلولة) من النوم بانتظار أن يحين موعد الفطور، كان الابن بغبطة سعادته وهو بانتظار مولوده الثاني، هذا كان يجري في أحد محلات الصاغة في شارع فلسطين ببغداد العام 2009.

في هذا القيظ الشديد ( شمّر) ثلاث من شباب ناحية جسر ديالى عن سواعدهم (السمر) واتجهوا بسيارة (أوبل) بيضاء لأحد محال الصياغة بالمنصور، وكان الهدف محل مجوهرات (...)، ليس لشراء هدية لأمهم في عيدها أو خاتم يُشبع دلال الخطيبة الغالية أو سلسال للأخت يبقى ذكرى أو أسوارة لصلح صديقة طماعة... ولا حتى آية كرسي تحفظ الزوجة أم (الجهال)... 

إذآ لا هذا ولا ذاك، أنما لسرقة المحل بما فيه وتصفية من سيقف بوجههم، ثم توزيع الذهب فيما بينهم لإطفاء لهيب الشهوة والسادية فيهم... 
أما التوقيت فلأن الناس إما نائمة أو (مطفية) بهكذا وقت من النهار. 
ولأن تصادف تواجد سيارة شرطه مقابل هدفهم، كان عليهم تغيير وجهتهم لمكان آخر بسرعة وقبل زوال مفعول حبوب الهلوسة التي تناولوها لتسهل عليهم (العمل).، فكان قراراً سريعاً بالتوجه لأحد صاغة شارع فلسطين أياً كان... فرصدوا محلاً مناسب كهدف جيد، وذلك لموقعه الهادئ عند متاهات طرق تؤمن لهم فرار (ميسر!).

كان العمال الأربعة داخل المحل في حديث استرخاء مع صديقهم (م) متمتعين بالتكييف، كان صاحب المحل قد ترك البلد منذ فترة وعاش ببلد بعيد، وعلى مدى إدارته السابقة للمحل أكد على الانتباه وأخذ الحيطة والحذر على عماله، ولولا كون أربع عوائل تسترزق منه، لكان الأجدى بالرجل غلق المحل على ألمخاطرة ودفع الضرائب والإيجار و ... و ... ، خصوصاً وان وتيرة العمل والوضع الاقتصادي وسعر الذهب والتدهور الأمني لا يدفع للمجازفة، وكان قد أسس لهم مفتاح سري تحت الميز للتحكم بفتح الباب الكهربائي، لكنهم وللسهوله فقد نقلوه لمكان مكشوف !

كانت خطة الهجوم (الطموحة) أن يراقب اثنين من الخارج وهم مسلحين بمسدسات مزودة (بكاتم صوت) أما الثالث فيقتحم المحل، وقد اختاروا أقصرهم للدخول لأن الخطة تقتضي عند الطوارئ أن يصوبوا إطلاقاتهم للداخل بمستوى عال وبشكل عشوائي تؤمن زميلهم القصير من الإصابة. اقتربوا وأخذ الاثنين موقعهما خلف الباب الدفتري من الخارج، وكانت مهمة الثالث بعد الدخول، هي (الإجهاز) بسرعة البرق على كل من بالداخل أياً كان عددهم، بينما يؤمن شركائه حركته فوق الجثث وجمع كل ما يصادفه بلونه الأصفر.
في لحظة واحدة فقط وبينما دفع الباب بشدة وكانت مغلقة تنبّه العمال الأربعة لخطره، لكن (م) كان ظهره على الباب، فضغط على الزر المكشوف دون ملاحظة الخطر القادم من وراءه ففتحت الباب قليلاً، لكنه ما لبث أن تنبه حين صاح الأربعة... (لا تدعه يدخل هذا حرامي) !
ولكن كان الأوان فات، حيث ان الحرامي نجح بإدخال يده... ولمعالجة الموقف استفاد (م) من ضخامته فسد عليه الطريق ومنع فتح الباب ودخول الغريب، لحتى أنه ضغط على يد الحرامي التي نجح بإدخالها، وهنا أطلق المسلحين رصاصةات عليه استقرت احداها برأسه واردته مضجعاً بدمائه أرضاً.

وفي خضم الدربكة أخفى احد العمال نفسه طلباً للامان، بينما صعد آخر لجلب رشاش كانت إطلاقة واحده كافية لكسر جدار الهدوء، لكن وبسبب ارتباكه (على ما يبدو) عجز عن سحب الأقسام، ففضل البقاء فوق.
وبينما دفع المجرم ضحيته بصعوبة، دخل باتجاه العاملين الباقيين وانقض على أحدهما والذي احتمى بفترينة العرض الداخلية مما تطلب لقصر قامة المجرم أن يتسلق المعرض لتصويب مسدسه برأس العامل الذي أخذ وضع القرفصاء، وكردة فعل ودفاع عن النفس وبشجاعة مسك العامل بقوة بالكاتم لغاية ما شتت المجرم كل طلقاته وعجز عن قتل أياً منهما، وهنا استمر زميلاه بإطلاق وابل رصاص هشم الزجاج والبراكيتات وأطفأ الكهرباء...
أحدثَ ذلك ضجة وأصيب العمال بجروح نتيجة تشظي الزجاج، لكن ـ والحمد لله ـ لم يصَب أحداً بطلق نار مباشر لأنهم طرحوا نفسهم أرضاً، وكان لتجمع الناس ولو أنهم لم يحركوا ساكن، اثراً في ارتباك بل وفشل الخطة رغم أن (الحلال) بات منثور وفي متناولهم.
أنسحب الاثنين وتوارا وسط جموع الناس للفرع المجاور دون ان يعتراضهم أحد، ربما خوفاً او تجنباً لردة فعلهم أو من الانتقام لاحقاً، وقد يكون هكذا رد فعل بغياب القانون والحماية في عراق اليوم ... منطقي ! 

وحين حاول زميلهم الثالث اللحاق بهم والهرب، كانت جثة (م) تسد طريقه وأبت الباب الزجاجية أن تفتح لعطب سويج الفتح، ولم يكن أمامه سوى الولوج من كسر في الزجاج أحدثة الرمي، وبسبب ارتباكه واستعجاله وعدم تركيزه، فقد أحدثت قطع الزجاج جرحاً عميقاً في بطنه، فإتجه للسيارة الاوبل التي وحسب الخطة كانت جاهزة للإستخدام بمفتاحها كملاذ أخير خططوا له.
فدخلها وسحب مسدس آخر وساقها باتجاه تقاطع باب المعظم، تاركاً الجميع بذهول تام أمام هول ما جرى وصياح ونحيب والد الضحية المسكين الذي وبوصول سيارة الإسعاف كان قد أوصى أبيه بزوجته وطفليه وتشاهد وفارق الحياة... 
أما السيارة الاوبل فقد ترنح بسياقتها من شدة الألم لافتاً نظر نقطة حرس قريبة من قواة بغداد، مما سهل القبض عليه برغم مقاومته وأصابة شرطي بطلقة ببطنه قبل أن يستسلم... للألم !
× × ×

ربما ونحن نتحدث عن هذه الأحداث، فهي يمكن تصديقها وهي تحدث أمام السلطات والناس كل يوم في العراق (الجديد)، لكن القادم هو ما لا يصدق !

أول رد فعل كان تجمع ثلاث عمال مع عوائلهم مساء نفس اليوم في مكان سري بعيداً عن العيون، للبدء بترتيبات السفر إلى سوريه تجنباً لمضاعفات الحالة أو لمساس آخر بالعصابة التي لا يزال عضوين فيها طلقاء أحرار، بينما قام أهل الضحية بإقامة مجلس عزاء ضخم لابنهم الشاب خصوصاً وان جده رجل معروف.
بقي مسرح الجريمة مقفولا بعد كشف أولي لشرطة القناة، كان يختلط الزجاج ببعض الذهب والدم أرضاً، ولكون أحد الطلقات قد أصاب القاصة و(عوق) بابها، تعذر حفظ الحلال فوضعوه بكيس نفايات واركن جانباً.

في أول أيام التحقيق، قالت الشرطة أن جريمة كهذه وقد تم القبض فيها على احد المنفذين ستساعدهم بكشف خلايا أخرى، وسيهتم مدير الشرطة العام و وزير الداخلية وربما رئيسه شخصياً كونه يحقق نصراً للحكومة !
حاول متطوعون من عشيرة الموقوف التوسط، وشرحوا كيف أن أبنهم برئ وأن آخراً هو من أطلق النار، وهذا دليل بأن الطليقين هم باتصال بأهلهم بجسر ديالى، لست أدري بأي وجه يتحدث هؤلاء الشيوخ والوسطاء وكيف يصفون أبنائهم ؟ 
رفض الأب كل الوساطات والإغراءات المادية، فمصيبته يقول أكبر، فصمم على طلب محاسبة الجاني وإرغامه على كشف زميليه...

مرت الأيام وسافر الأولاد وعوائلهم لسورية مع بعض الصور والإثباتات، وخلال أيام كانوا أمام باب الـ (يو ـ أن) بدمشق. ومع مرور الوقت لم يكشف التحقيق شيئاً مع المتهم الذي تماثل للشفاء، ونسيت الجريمة وسط عدم رفع دعوى من قبل صاحب المحل أو العمال لغيابهم جميعاً، ونامت الأوراق لدى الشرطة بعد أن طلب قاضي التحقيق إحضار الشهود للتعرف على الجاني، لكن كيف يحضرون للإدلاء بشهادة تصل بالموقوف لحبل المشنقة، فالكل مهدد وقد فر، ومن يضمن حياتهم إذاً عادوا أو كيف سيكون موقفهم من طلب اللجوء في حالة العودة لبغداد ؟
كل هذه الأمور دفعتهم للإبتعاد ومحاولة نسيان ذلك اليوم الأسود، لكن ماذا عن والد الضحية، أمه وزوجته الشابة وطفليه؟
× × ×

...بعد ان اطمأن الجناة للموقف وظمنوا غياب الشهود، وبنصيحة محام (متمرس) ورشوة الشرطي المجروح ببطنه، تغير بقدرة قادر المتهم إلى ضحية وغير أقواله بما ملأ المحامي عليه، وادعى انه تواجد مصادفة داخل محل الصائغ وبيده خاتم للبيع وحدثت (مصادفة) أن دخلت عصابة، وكردة فعل فقد خرج عبر الزجاج المهشم لسيارته المركونة أمام المحل ولم يكن هم من أصاب الشرطي بطلق بدليل ما (أكده) الشرطي نفسه !
فدون شكوى وبلا شهود، ويتغير الأوراق بين ليلة وضحاها، عجز الجميع لتصل الوقاحة بالجاني بطلب تعويض من الصائغ حيث ادعى انه (فقد) خاتماً جاء لبيعه !

... لا تزال القضية مركونة منذ خمس سنين في الأدراج، ولا حول لأهل الضحية ولا قوة، حتى للقاضي النزيه متفهم الأمر جيداً لكنه وبغياب شكوى وشهود، لا يستطع الأمر باستمرار حبس المشبوه وقد أمسى... (ضحية).

كم من الضحايا دفعوا وسيدفعوا ثمن هذه الجريمة العمر كله، بينما المجرمون أحرار طلقاء يعيشون فيما بين الناس في عراقنا الجديد !
وان كان هذا لا ينطلي على القاضي (النزيه فعلا) ، فهو لا يستطيع اليوم تمديد حبس (مجرد مشبوه) الى ما لا نهاية امام فقط شكوى والد الضحية الذي لم يكن حاضرآ ايآ من فصول السطو المسلح هذا ، وبغياب جميع الشهود !

الأب... الزوجة... أطفال أيتام، رشى وشراء ذمم...
وبين فساد البعض في جهاز الشرطة وعجز القضاء من جهة وضعف حيلة الأهل وفقدان عزيزهم الشاب من جهة أخرى، لم تحسم القضية ليبقى الضحايا يذوقون المر.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.43976
Total : 101