Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كاظم الركابي وسورية حسين..!!
الاثنين, شباط 2, 2015
نعيم عبد مهلهل




سورية حسين ...صوت غنائي ريفي دهشته تعطر الذاكرة بأطنان دمع أكثر ألف مرة من أطنان الزيت المنتهي صلاحيته الذي أرادوا أن يطعموا فيه الشعب المسكين والقابع منذ سنتين على رصيف ميناء أم قصر .!
اشتركت مع المطربة العربية الخالدة فائزة أحمد في إنشاد واحدة من أجمل أغاني الوجع العراقي ( ما يكفي دمع العين ) التي كتبها سيف الدين ولائي ولحنها الفنان رضا علي غير أن فائزة احمد انشدها بأداء مختلف وبحنجرة مصرية ولكن أداءها كان حرفيا ورائعا لأن إحساس الكلمة الروحي لا يتلائم تماما وذائقة حنجرة فائزة فأدتها كأغنية ناجحة اللحن والأداء ...
سورية حسين غنتها بأداء ساحر وأنشدت في بدايتها موالا يسرق من الألباب كل حزن اليوم القاري في البلاد المنتشية من غرام ذكرياتها ...
في نهاية تسعينات القرن الماضي كان الحصار قد أوغل في الجسد العراقي برماح القسوة الامبريالية و عنجهية المهيب وصار الرغيف مُدافا حتى ببرادة الحديد والذرة اليابسة ونسبة عالية من النخالة والشعير .وضرب الجوع في بطون الصبر حد الأحشاء العميقة ومنهم من كانوا روادا في الفن والرياضة والثقافة .
في هذا العام 1999انتبه الشاعر الغنائي المرحوم كاظم الركابي صاحب الأغنية الأثرية ( يانجمة ) الحان كوكب حمزة وغناء حسين نعمة . إلى هذه المطربة التي لفها النسيان ولم يعد احد يتذكر صاحبة الصوت الشجي حد الرقبة المذبوحة من هيام قبلات عشيقها وراح يفتش عنها ليعمل معها لقاءا لصحيفة الناصرية .ووجدها تعيش في حي فقير في أطراف بغداد وقد ناهز عمرها الثمانين عام ..
وكان ربورتاجا رائعا أنجزه الشاعر الراحل كاظم الركابي مع فنانة هرمة ولكنها تتذكر كل شيء .وكان غناءها لم يزل عذبا كما دجلة والفرات قبل أن يصيرا مقبرة للجثث المغدورة والشحة التي أوجدتها السياسة وحرب المياه والضغوط التي يصنعها عبد الله أوجلان على الحكومة التركية من جهة ديار بكر ، فتدفع أهوار العراق وسومر ثمنها ..!
تذكرت لحظاتها الرائعة مع المطرب داخل حسن ، وقالت أن الحظ لم يخدمها كما بنت الريم وبناتها اللواتي قدمت معه حفلات ريفية رائعة . وبقيت تعيش لهفة أن تأتي الى الناصرية وتنشد مع داخل حلم حنجرته المضيئة بموالها الشطري ، لكن هذا لم يتم.
سوى أنها ذات مرة واحدة أغنيته الشهيرة ( يا ما خذات الولف ، ولفي وأريد وياه )
انتبه العالم أن هذه الملكة التي لم تزل تعيش وأنها تشكوا الفاقة والجوع وليس في غرفتها سوى البساط المفروش ومرآة تراجع عليها زينتها ومكياجها وتعلق فوقها باروكة شعرها السوداء التي ارتدتها في أول أغنية تلفزيونية مصورة لها في خمسينيات القرن الماضي ...!
كان هذا الريبورتاج اقل وفاء يمكن أن يقدم لهذه ( الدوقة ) الرائعة .ولكن احد لم يلتفت إليها فالجميع في سباق مع العيش الأكثرية الساحقة تعلق على بطونها بطاقة التموين والقلة القليلة تنعم بالحرير والمطاحن والأسواق والمقاولات والمزارع .فسحقت ماكينة النسيان سورية حسين حتى بعد ظهور هذا الربورتاج.
غنى داخل حسن حفيد أور نمو ..ونرام سين وحضارة لكش أغنيته الرائعة ( يا ما خذات الولف ..ولفي وأريد وياه ) ولأنه أحس بأن الأغنية تحتاج إلى مساحة صوتية أكثر عذوبة في صوت الأنثى فأعطاها لسورية حسين .فغنتها بمقدمة من أبوذية يدمي القلب و( يذبح ذبح ) وحرصت سورية أن تعطي للأغنية عطرا اوبراليا لنواح سومري عجيب حتى تتخيل إن إيقاع الأغنية يتصاعد مع الألم الإنساني في كل حروب البلاد منذ سقوط أور حتى سقوط بغداد تحت وقع أقدام ارتال المارينز فسماع هذه الأغنية يشيد لنا أبراجا من سريالية التخيل ويعطينا زخما عاطفيا شهيا لنكون ونستعيد بهجة ما كان بعيدا عن هذا الوجع المظلل في واجهات سيارات المسئولين والحضارة العقيمة وفتاوى القتل المبرمج للعقول والمبدعين وحتى الحلاقين ....!
سورية حسين ..حملت اسم سوريا ..لكنها لا تشبهها ..!
سورية اليوم أصبحت في قوافل الراحلين والذين اخذهم النسيان الى قبورهم ، تجرحها عربدة التظاهرات والمطالب وترتفع الأكف والأدعية لتبقى سالمة وأمينة بعيدا هن عبث المتصيدين في أحلام فقراءها لينشؤوا دولتهم الهامشية في وهم تطبيق شريعة التكفير بالسيف والمنشار ومايكروسوفت ..هي لاتشبه سورية ..لان سورية البلد هي لمذاق شامها وعتباتها وأبواب حارتها ، فيما سورية حسين صوتا لعذوبة حلم المواطن الذي وعى كل هواجس عراق القرن العشرين وصار يسمعها في انتشاء وبذات اللحظة يمسك كتابا لجيفارا أو وصايا للينين أو تفسيرا قوميا ، أو حتى بعض المتدينين رأوا إن لحظة لقلبك ويوما لربك وسماع صوتها بعض محاسن تلوين الروح بالشجن.
ماتت سورية حسين ، ومات الشاعر الرائع كاظم الركابي ، وحتما نشيد النغم السومري كان معلقا بدهشة الغجرية التي قال عنها الشاعر الاسباني لوركا : غناء الغجر الأوفياء نافذة لسماء زرقتها قاتلة



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.43769
Total : 101