تسببت أخطاء الحارسين جلال حسن ومحمد حميد في بطولة كأس أمم آسيا بجعل منتخبنا الوطني يحتل المركز الرابع في بطولة أمم آسيا آلتي اختتمت يوم السبت الماضي في أستراليا. حيث كان بإمكان منتخبنا أن يذهب إلى أبعد من المركز المذكور لولا تلك الأخطاء، إذ أن تلك الأخطاء ومنها متكررة كما حصل مع الحارس الأساسي جلال حسن وساذجة جدا كما حصل مع بديله الحارس محمد حميد الذي جعل المركز الثالث يضيع من منتخبنا بسعر التراب بعد أن كان بيد لاعبينا، حيث تسبب حميد بطرد لاعبنا احمد إبراهيم وكذلك بحصول المنتخب الإماراتي على ضربة جزاء صحيحة جاء منها الهدف الثالث.
حقيقة ما حدث أعاد بي الذاكرة من جديد إلى زمن مضى عندما قرر شيخ المدربين الراحل عمو بابا تجديد مركز حراسة المرمى في منتخبنا الأولمبي الذي كان نفسه المنتخب الوطني بعد أن أبعد الحارسين الكبيرين فتاح نصيف وكاظم شبيب، في حين أبعدت الإصابة الحارس الكبير رعد حمودي وذلك في تصفيات لوس أنجلس الأولمبية الأولية عام 1983 حيث استعان بابا بكل من الحارسين قاسم أبو حمرة ورعد شكر، إلا أن مهاجم الإمارات عدنان الطلياني تمكن من ختم مسيرة أبو حمرة مع المنتخب بشكل نهائي بعد أن سجل في مرماه هدفين بدقيقتين، في حين لم يستطع الحارس الآخر رعد شكر إقناع عمو بابا بمستواه، الأمر الذي جعل بابا يستعيد الحارسين فتاح نصيف وكاظم شبيب ثانية للمنتخب.إذ بقي كاظم شبيب مع المنتخب لغاية عام 1984 بينما بقي الحارس الآخر فتاح نصيف يدافع عن مرمى المنتخبات الوطنية لغاية عام 1987 وقد اعتزل مجبرا وكان بإمكانه أن يستمر لمدة أطول.
وفي عام 1993 تكررت الحكاية بعد الأخطاء المتراكمة التي وقع فيها الحارسان عماد هاشم وعمر أحمد في تصفيات كأس العالم في الأردن والصين وقطر ولكن بنمط جديد، حيث منح عمو بابا الذي حل بديلا لمدرب منتخبنا الوطني عدنان درجال في تصفيات كأس العالم التي جرت في الدوحة عام 1993 الفرصة للحارس الشاب يومها إبراهيم سالم بالوقوف في المرمى بدلا من هاشم وأحمد وقد نجح إبراهيم سالم بشكل رائع جدا في الدفاع عن شباك مرمى المنتخب الوطني لتكسب الكرة العراقية يومها حارسا جديدا.
إن ما حصل سابقا يجب أن يحضر من جديد بعد الأداء غير المقنع للحارسين جلال حسن ومحمد حميد في بطولة أمم آسيا، إذ لابد للقائمين على المنتخب الوطني إرسال رسالة تحذيرية شديدة اللهجة إلى الحارسين المذكورين من خلال استدعاء الحارسين الدوليين نور صبري ومحمد كاصد من جديد إلى صفوف المنتخب الوطني، لأن صبري وكاصد ما زالا مؤهلان للوقوف بين الخشبات الثلاث لأسود الرافدين بعد المستوى الجيد الذي ظهرا به هذا الموسم مع فريقي نفط الوسط والشرطة. كذلك لابد من البحث عن حراس مرمى شباب ممن يمتلكون المميزات الجيدة القابلة للتطور في المستقبل حتى يعود الحارسان جلال حسن ومحمد حميد إلى مستواهما السابق، لأنه يبدو إنهما اعتقدا أن لا احد ينافسهما على الوقوف بين الخشبات الثلاث بعد إعلان الحارس نور صبري اعتزال اللعب دوليا وكذلك بعد إبعاد الحارس محمد كاصد من المنتخبات الوطنية خلال السنوات الأخيرة بأمر من مدرب حراس مرمى المنتخب الوطني السابق عبد الكريم ناعم.وعليه اعتقد أن استدعاء صبري وكاصد سيخلق المنافسة والإبداع وسيسهم بكل تأكيد بتطور مستوى الحارسين جلال حسن ومحمد حميد وعودتهما إلى مستواهما الحقيقي في وقت قريب جدا.
كذلك لابد لمدرب حراس مرمى المنتخب الوطني عماد هاشم أن يعيد حساباته من جديد مع حراس المرمى، لأنه لم يستطع طيلة مباريات بطولة أمم آسيا من تصحيح الأخطاء والهفوات الكثيرة التي وقع فيها الحارس جلال حسن ولاسيما في كيفية التعامل مع الضربات الثابتة والتي جاءت منها أغلب الأهداف التي هزت شباكنا والتي بلغت تسعة أهداف وهي نسبة كبيرة جدا تستدعي من هاشم مراجعة الأمر بكل دقة ومهنية.