Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أسرار وخفايا الغزو العراقي للكويت .. بعد نصف ساعة من عودة عزت إبراهيم من اجتماع جدة الفاشل اتخذ قرار غزو الكويت
الاثنين, شباط 2, 2015
بيار سالينجر - أريك لوران

غادر العراقيون السعودية بدون حتى وداع مضيفهم. تركوا جدة قبل الظهر. وبعد أن توقفوا قليلا في المدينة المنورة (لأن سعدون حمادي كان شيعيا تقيا) واصلوا رحلتهم، فوصلوا بغداد في الرابعة بعد الظهر. وتوجه عزت ابراهيم على الفور للاجتماع بصدام حسين الذي كان ينتظره بفارغ الصبر وأطلعه على أسباب فشل الاجتماع بالتفصيل. فاستدعى صدام حسين أعضاء مجلس قيادة الثورة. وقبل مرور نصف ساعة كان قد اتخذ قرار غزو الكويت في تلك الليلة.وفي اليوم ذاته ارتفع سعر البترول 60 سنتا ولم يسمع في العبدلي نقطة الحدود الوحيدة بين البلدين التي تبعد 45 ميلا عن الكويت عن وقوع حوادث. وواصلت السيارات مرورها بشكل عادي. وفي إسرائيل شاعت قصة مسلية عن خبير خطوط طلب منه أن يفحص خط صدام حسين لكن بدون أن يعرف أنه خطه. فقال بعد فحصه: "إن كاتب هذا بحاجة إلى مساعدة طبية نفسانية". وحتى هذا الوقت لم يبد القلق على الاسرائيليين ولم يبدأوا بالتعبئة. ففي ذلك اليوم ذاته تزوج الميجر جنرال أمنون شاهاك رئيس المخابرات العسكرية. وفي حفل الاستقبال الذي أقيم سأله الصحفيون عما إذا كانت البلاد معرضة للغزو العراقي. فاعتبر السؤال مسليا وأجاب بالنفي. وبعد ذلك ببضع ساعات ذهب لقضاء شهر العسل.وصل جيمس بيكر إلى اركوتسك (في قلب سيبريا) الساعة السابعة مساء (حسب التوقيت المحلي) لإجراء محادثات مع نظيره السوفييتي ادوارد شيفارنادزه. ولم يخطر ببال أي منهما أن هذه المدينة اللطيفة ذات الشوارع العريضة والأبنية الداكنة ستشهد أول اختبار حقيقي للعلاقة الأميركية السوفييتية الجديدة. فقد صرح جورج بوش وميخائيل غورباتشوف في كثرة من المناسبات أن "عهدا جديدا قد بدأ". ولم يخطر ببالهما أنها ستبدأ بهذه الطريقة المأساوية. وكانت أخبار ما يجري في الخليج تصل إلى بيكر على خط خاص يصله بواشنطن. فأخذ يشعر بأن الأمور تتخذ منحى خطيراً.
التقى بيكر بشيفارنادزه على عشاء خاص. ومنذ أصبح شيفارنادزه ذو الشعر الأبيض والابتسامة العريضة وزيراً للخارجية قبل ذلك بخمس سنوات أثبت أنه مفاوض رائع. هذا بالرغم من أنه لم يجر إعداده لهذا المنصب. إذ سبق له أن كان ضابطا في المخابرات الروسية (KGB) ووزيرا للداخلية وزعيم جمهورية جورجيا حيث حكم بطريقة قمعية. وجلس الاثنان في المقعد الخلفي لسيارة زيل التي اخترقت شوارع اركوتسك والإعلام الأميركية ترفرف في وجه الرياح الباردة.
أخذت الاحداث تتوالى بسرعة، وبدأت الولايات المتحدة تنفض عن نفسها غبار الخمول وتولي تطور الاحداث اهتماما شديداً. وعقد اجتماع في وزارة الخارجية لمديري مختلف الوكالات المعنية ففشل مؤتمر جدة وحجم الحشود العراقية على الحدود أقنعا المسؤولين الأميركيين بان هدف صدام ليس مجرد الضغط على الكويت. وتلقى المجتمعون معلومات من وكالة المخابرات المركزية مفادها أن غزو الكويت صار وشيك الوقوع.
وفي البنتاغون عقد الجنرال كولن باول رئيس الأركان اجتماعا مغلقا مع كبار العسكريين في غرفة مجاورة لمقر القيادة العسكرية. وكانت الغرفة هي غرفة المؤتمرات المعروفة باسم (المصفحة) هي صومعة نظام الدفاع الأميركي المحصنة ضد أي محاولة للتنصت. 
حتى 30 تموز لم يكن البنتاغون يعتبر الغزو العراقي أمرا محتمل الوقوع. فقد ذهب المحللون بأن العراق يفتقر إلى أربع أمور أساسية وهي: نظام للاتصالات، ومدفعية، وذخيرة ووسائل لوجستية ضرورية لدعم الهجوم. وبالرغم من توافر هذه العناصر في الأول من أغسطس فإنه لم يتنبأ أحد بالغزو. والواقع أن أحد الحاضرين ـ وهو الجنرال نورامان شوارز كوف ـ عاد إلى مقره في فلوريدا.
وفي تلك الأثناء دعا مضر بدران رئيس الوزراء الأردني إلى عقد جلسة مغلقة للبرلمان وسبق لمضر أن رافق الملك حسين في رحلاته إلى العواصم العربية للوساطة. وكان قبل ذلك بيومين قد زار بغداد والكويت بالتعويض عن خفض أسعار البترول. وهو لا يريد الغاء ديونه فقط. إنه يصر على تجاوز الكويت والإمارات الحد في الانتاج عملا أسوأ من الحرب مع إيران.
وواصل عرضه لمواقف العراقيين لمدة ثلاث ساعات. وقال أحد الحاضرين فيما بعد: "كان من الواضح أنه يعرف بأن الغزو سيقع في الساعات القليلة المقبلة وأنه أراد أن يهيئنا لذلك".
ومن المصادفات الغربية أن المخابرات العسكرية الإسرائيلية علمت بأن الغزو وشيك الوقوع من مصادر أردنية بعد ظهر اليوم ذاته. وعملا بالاتفاقات القائمة منذ عدة سنوات قامت في الحال باخطار المركز المحلي لوكالة المخابرات المركزية الأميركية.
كانت الساعة تشير إلى السادسة والنصف مساء في واشنطن عندما خرج ريتشارد هاس المدير الأعلى لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي من الاجماع بوزارة الخارجية وعاد إلى البيت الأبيض للاجتماع مع رئيسه الجنرال برنت سكوكورفت. وهناك قدم تقريرا مفصلا عن مختلف بيانات ووجهات نظر الذين حضروا الاجتماع. وتبين شيء واحد وهو أنه ليس هناك إجماع على أن العراق هو مجرد عرض للعضلات لإجبار الكويت على تقديم تنازلات في المفاوضات.
وبعد نصف ساعة غادر سكوكروفت وهاس مكاتب مجلس الأمن القومي بالدور الأرضي وصعدا للاجتماع ببوش في مسكنه بالدور الأول من المبنى الرئيسي. وبينما كان ثلاثتهم يناقشون نتائج الاجتماع ودلالاته رن جرس التلفون وعندما رفع سكوكروفت السماعة سمع صوت روبرت كيميت سكوكروفت أنه تلقى معلومات لم تتأكد بعد عن وقوع أول إطلاق نار بالكويت.
كان كيميت قد اتصل قبل ذلك بوقت قصير ببيكر في اركوتسك حيث كانت الساعة تشير إلى السابعة من صباح الثاني من أغسطس. وبما أن خط التلفون لم يكن مأموناً بسبب امكان التنصت إليه كان عليه أن ينقل معلومات محدودة بعبارة غامضة. لكن بيكر فهم فحوى الرسالة: جميع الدلائل تشير إلى أن الغزو أصبح وشيكا.
وبعد ذلك بنصف ساعة اجتمع بشيفارنادزه للمرة الثانية وأبلغه ما سمعه من واشنطن. قال بيكر: "إن مخابراتنا تقول بأن القوات العراقية المحتشدة على الحدود الكويتية تتلقى الامدادات باستمرار. ومن المتوقع وقوع الغزو. نأمل كبح جماح العراقيين".
كان وزير الخارجية صديقا لجورج بوش. وكان كلاهما نموذجا صادقا للمجتمع الراقي في الساحل الشرقي وله القدرة على التعبير عن الوقائع الدرامية باسلوب لا أثر فيه للانفعال. وتحدث بيكر عن الأمر مع شيفارنادزه الذي صار يكن له الاحترام بكلمات محسوبة كما لو كان يتحدث إلى زميل له من أيام الدراسة ببرنستون.
واستمع شيفارنادزه إلى بيكر بمزيج من عدم التصديق والاحراج. وأجابه بأن الزعماء السوفييت يعرفون صدام حسين منذ زمن طويل وأضاف وهو يبتسم: "إنه يتعامل معنا. وأنا أثق فيه. ولا أعتقد أنه يعتزم غزو الكويت".
وفي أعقاب ذلك مباشرة عقدا مؤتمرا صحفيا وهما لا يعرفان أن غزو الكويت قد وقع بالفعل.
كانت الساعة تشير إلى التاسعة عندما تلقى الرئيس بوش وزميلاه معلومات اكثر تفصيلا من دوائر المخابرات تؤكد أبعاد الغزو. إذ لم يكتف صدام باحتلال الحدود بل تجاوز إلى اجتياح البلاد.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45856
Total : 101