Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
النزيه ليس له مكان في العمل
الأربعاء, أيلول 2, 2015
ثامر مراد

 

 

لم أتصور يوماً في تاريخ الحياة أن من يعمل بجد ونشاط يكون سبباً في قطع مصدر العيش الذي يعتاش بسببه. نحنُ نعرف أن ألأنسان كلما أبدع أو إجتهد في عملة كلما زادت الفرصة أمامة ليكون له مستقبل كبير في العمل الذي يمارسة على عكس مايحصل في بلدنا الذي تشظى في كل ألأتجاهات ولأسباب كثيرة معروفة للجميع. من خلال السنوات ألأربع التي مارستُ فيها عملي في إحدى القنوات التلفزيونية ألأجنبية شاهدت العجب العجاب في ميادين كثيرة أثناء العمل الميداني والمكتبي . العمل الميداني حينما نكلف بتغطية مواضيع ساخنة أو إعتيادية على مستويات متباينة والعمل المكتبي حينما نعود ونبدأ بترجمة كافة اللقاءات التي كنا قد عملناها مع شرائح مختلفة من المجتمع. للتاريخ ومن أجل توضيح بعض ألأمور لكل من لم يدخل في هذا الميدان من العمل ولتكون شهادة واقعية لتاريخ مضى بالنسبةِ لي ولن يتكرر لأسباب كثيرة. هناك مدير أجنبي وآخر عراقي. مهمة المدير ألأجنبي مهمة – إحترافية مئة في المئة – بعيداً جداً عن المحسوبية أو المجاملة على حساب العمل أو تفضيل فئة على أخرى – مقياسه الوحيد نوعية العمل المنجز ومدى دقته ونجاحة. في حين يكون المدير العراقي- المسؤول عن تنظيم العمل والدخول والخروج وترتيب اللقاءات والحراسات ومراقبة العاملين معه وتوجية السواق وكيفية إدارة مكان العمل بكل تفاصيلة – لأن المدير ألأجنبي لايريد أن يشغل وقته الثمين بتفاصيل المعيشة اليومية لكل من يعمل معه. حينما يريد أي شيء يبلع المدير العراقي ويعود الى غرفتة المحكمة- التي لايصل إليها أي كائن بشري إلا حينما يتعلق ألأمر بشيء لايستطيع المدير العراقي إنجازة أو يكون في حاجةٍ ماسة لقرار من المدير ألأجنبي. هذا ماكان يحدث معنا كموظفين- وقتيين بأمكان المدير العراقي أو ألأجنبي أن يُلقينا في الشارع لأي سببٍ كان. هنا يبدأ الصراع الكبير بين العاملين – أمثالنا- وبين المدير العراقي. الجميع يتملق للمدير العراقي وكأنه ملاك منزل من السماء لايستطيع أحد المعارضة أو إبداء شيء لايتناغم أو ينسجم مع ميول ورغبات وكبرياء المدير العراقي. المدير العراقي الذي كنا نعمل معه يمتلك عدة سيارات خاصة به إشتراها لتكون وسيلة التنقل من مكان الى آخر ..في العمل وغير العمل. يتكلم على طول ساعات النهار حينما كنا نجلس في غرفة – ألأنطلاق من أجل الواجب- . على الجميع ألأصغاء والتفاعل معه – حتى لو كان الموضوع الذي يتحدث عنه تافهاً يخدش أسماع البعض منا-. أحياناً اشعر بالقرف من كل شيء يتفوه به وخصوصا عندما يذكر على الدوامoأنا عبقري ويمكنكم ألأستفادة من عبقريتي- .لا أحد يجرؤ على مجاراتهِ في هذا الموضوع ويقابلون حديثة بضحكات وإبتسامات تزيد من حدة كبريائة وكأنه رئيس جمهورية مسؤول عند كل المشاريع العملاقة وغيرها ومسؤول عن الرعية بكتابها وأدبائها وشعرائها. يوماً هددنا بطريقةٍ غير مباشرة- أنه حزين علينا جميعاً فيما إذا لو فقدنا عملنا في ذلك المكان وأردف – بطريقة التباهي وتلبس ثوب الغطرسة أنه يملك ما يكفية لمدة خمسين عاما من العيش الرغيد دون أن يمارس عملاً ما. في جلسةٍ من تلك الجلسات اليومية – في غرفة ألأنتظار لتلقِ ألأمر بالخروج لأداء الواجب- راح يتحدث بنفس الطريقة – أنا عبقري وماشابه ذلك- وكان أحد المراسلين ألأجانب يجلس معنا كنوع من التسلية والتخلص من أعباء الكتابة المستمرة في مكتبهِ- لم أتحمل الموقف ورحت أتحدث باللغة ألأنكليزية معه كي لايفهم حديثنا بقية العاملين الذي لاينطقوق لغة أخرى غير العربية..تجاهلت المراسل ألأجنبي وطقفتُ أتحدث بطلاقة في لغةٍ أجنبية يفهمها المدير العراقي وقلت له بالحرف الواحد وبدون تردد ” أنت تقول أنك عبقري وهذا شيء جميل جدا ولكنني تمنيت لو أن ألآخرين يقولون هذا وليس أنت..لأن من مدح نفسه ذمها. أعمالك العبقرية هي التي تثبت أنك عبقري. أتمنى أن لاتكرر علينا هذا” . جن جنونة وإتسعت حدقتا عيناها وراح يردد بصوتٍ هامس من بين أسنانه ” ولك إسكت مو هذا ألأجنبي يسمعك” . ضحك ألأجنبي المراسل وعاد الى غرفته وحكى للآخرين ما كان قد جرى. عرفتُ أنني لستُ ذلك الشخص المرغوب فيه وقررت الرحيل الى ألأبد .. لملمت حاجياتي للعودة الى عالم البطالة والتشرد في الطرقات. الغريب أن المدير العراقي لم يطردني في تلك اللحظة ولكنني عرفتُ أنه يبحث عن فرصة أكثر- عبقرية لطردي وطرد ألآخرين جميعاً للثأر لكرامتة الجريحة في ذلك اليوم. كان عبقرياً حقاً في طريقة طرح بقايانا جميعا في الشارع حينما إختار الوقت المناسب والطريقة – السينمائية – التي صنعها ليضفي على قراره طابع – المدير المسكين الذي خذله الجميع-. هناك سبب آخر لمسته بعد تقادم ألأيام . حينما كان يجلب لي قائمة المشتريات الكثيرة لترجمتها من العربية الى اللغة ألأجنبية ألأخرى التي كنا نتعامل بها مع المدير ألأجنبي , كنت أجد فرق كبير في أسعار الخضراوات وكافة ألأشياء ألأخرى – وبطريقة التمييز بين الحلال والحرام حاولتُ أن أذكر له أن هناك فرق واضح في ألأسعار وهذا حرام. جن جنونة مرة أخرى ولم يعد يسمح لي أن أترجم أي قائمة من تلك القوائم. في يومٍ اسود كسواد الليل في بلادي المفتت بجميع الصراعات والويلات جمعنا جميعا وراح يؤكد لنا أن ستة آلاف دور سُرقت من غرفتة وعلينا إعادة المبلغ في غضون عشرة أيام وإلا ستكون النتيجة إلقائنا في الشارع. نظر بعضنا الى البعض ألاخر لانعرف هل نضحك أم نبكي؟ عرفنا أننا نلفظ أنفاسنا ألأخيرة في هذا المكان. أقسمنا جميعاً أمامة على المصحف الكريم أننا لانعرف شيئاً عن هذا الموضوع . طلبنا منه أن يأخذنا الى أي إمام مقدس من ألأئمة ألأطهار ونقسم هناك في حضرته كي نبريْ أنفسنا. لم يقبل. طلبتُ منه أن يسمح لي بألأتصال بمكتب وزير الداخلية لجلب الكلاب البوليسية وأخذ كافة البصمات لمعرفة من هو المتهم. لم يقبل. طلبتُ منه أن يسمح لي بالذهاب الى البيت وجلب مبلغ – 7- ملايين دينار عراقي- الذي جمعته في أقسى ظروف الحياة خلال ألأربع سنوات التي عملتها معه ودفعها له على أن لايخرج أي مسكين منا. لم يقبل. إنتهت العشرة أيام ولم يظهر المبلغ. طردنا جميعا . اصبحنا في الشارع بلاذنب. بلا هوية إعلامية. بلا أي شيء. قبلنا بعضنا البعض عند ناصية الشارع الطويل وأحدنا يبتسم للآخر بصمت ودموعٌ حبيسة تكاد تغرق بغداد من أطرافها الى أطرافها ألأخرى.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45224
Total : 101