جميعنا يعلم ان معركتنا اليوم هي امتداد لمعركة الطف، كونها بانت منها معالم الحق الذي تساءل عنه علي الأكبر، عندما استرجع اباه (ع) وهم على اعتاب كربلاء، ولا يخفى على كل منصف أيضا حجم الدماء، التي تُقَدَم في سبيل الوطنية والعيش السليم، لا لأجل مغانم حرب ولا كنوز لآبائنا تُركت في المناطق الغربية، انما تَفَوجَت الرجال لنصرة الحق والبحث عنه.
هو نداء فخر واعتزاز ونصر، كما هو نداء عتب الى شبابنا وعوائلنا كما انا اول المستهدفين بهذا المقال، لماذا علي الأكبر وحيدا في الوغى؟ هو نداء للشباب الذي تغلب عليهم الكسل والخمول وغياب المثل الأعلى، هو نداء تنافس وغبطة، لماذا ينخرط في صفوف حشدنا عدد كبير من كبار السن، فيما بقي علي الأكبر (أي الشباب) بلا ناصر في الحشد.
تعالوا لنكسر حاجز التهاون الذي غلب على ربوعنا، ونتنافس إيجابا مع كبار السن من المجاهدين، الذين أبلوا بلاءاً حسناً، أ لم تقل المرجعية؟ (على الام ان تحث ابنها وعلى الاب ان يحث ابنه)، لماذا يتسكع اغلب شبابنا بين مقاهي النت وملاعب الرياضة؟ أ لم يخبروا شجاعة الشباب؟.
لماذا لا ندرس عزم الشباب في ندوات تعبئة؟ لماذا لم نتعلم من شباب العباس ابن علي (ع)، حيث يقول مالك الاشتر: "ظننت ان الله لم يخلق لي قلب! لأني لا أخاف شيء الا الله، سألوه ومتى عرفت ان الله خلق لك قلب؟ قال عندما وزع امير المؤمنين المواقع في معركة النهروان، فقال بني عباس انت تقف على تلك القنطرة، فقلت يا امير المؤمنين انه صبي، فرمقني العباس بعينه، وفي تلك اللحظة علمت ان الله خلق لي قلب" اين نحن من هكذا شجاعة؟ ولنغلب الشهادة على حياة الطيش، اين نحن من لا مبالاة علي الأكبر من المنايا، لو وقعت عليه او وقع عليها ما دام يمضي نحو الحق.
خلاصة القول: نحن بحاجة الى صحوة تحطم جدران التهرب من ميادين الوطنية، والانزواء في خندق الابتعاد والاكتفاء بدماء الاخرين، جميعنا مسؤول ويتحمل جزء من معاناة وطنه ودينه، ولابد من ثورة لنصرة الوطن والحق والدين، لنصرة علي الأكبر في ميدان الوغى ومعارك الشرف.
مقالات اخرى للكاتب