في سوريا في عشرينات القرن الماضي ، اشتهر المناضل ابراهيم هنانو بمحاربة الاستعمار الفرنسي و قاد عدة انتفاضات و تسبب في احداث خسائر كبيرة في ارواح الجنود الفرنسيين .
و بعد فراره من سوريا الى القدس ألقي القبض عليه من قبل الإنكليز و تم تسليمه الى الفرنسيين الذين أجروا محاكمة له ترافع فيها فتح الله الصقال و اظهر في مرافعته ان ابراهيم هنانو ليس مجرما و لكنه خصم سياسي مستدلا ان سلطات الاحتلال الفرنسي فاوضته مرتين و عقدت معه هدنة .
طالب المدعي العام ( الفرنسي ) في حينها بإعدامه قائلا : ،«لو كان "لإبراهيم هنانو" سبعة رؤوس، بعدد جرائمه، لطلبت إعدام رؤوسه السبعة، ولكنه لا يملك إلا رأساً واحداً» و لكن القاضي حكم ببراءته من التهم المنسوبة معتبرا إياه خصما سياسيا و حسب .
بعد المحاكمة توجه هنانو الى مكتب القاضي الفرنسي لشكره و لكن القاضي رفض استقباله قائلا قولته المشهورة التي سجلها التاريخ
" انا لا أصافح رجلاً تلوثت يداه بدماء الفرنسـيين، عند الحكم كنت على منصة القضاء، أما الآن فأنا مواطن فرنسي."
متى يصبح لدينا قاضٍ لا يدين بالولاء لغير العدل
متى نرى قاضيا يتذكر انه مواطن عندما ينزل من منصة القضاء و ينسى انه فلاني الهوى حين يعتليها .