اكدنا في بيان تضامني مع قيادة وشعب اقليم كوردستان في نفس يوم التفجيرات التي طالت زهرة عاصمة كوردستان الامنة ان هذا العمل يصب في تقويض تجربة الاقليم في التوجه الديمقراطي وعبرنا عن استنكارنا من هذه الاعمال الاجرامية واكدنا على تطوعنا الى جانب الحق ما دمنا نشم هواء كوردستان ونشرب من مياهه الصافية، هذا التضامن ليس من شخص وحسب وانما من الهيئة العالمية للدفاع عن سكان مابين النهرين الاصليين ومن توأميها (شبكة "اتحاد" منظمات حقوق الانسان في الشرق الاوسط + محكمة حقوق الانسان في الشرق) وجميع منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني المنضوية تحت خيمة الشبكة الحقوقية البالغة اليوم منظمة واعضائها، وهذا واجب كل حر شريف من البناء شعبنا العراقي
نحترم جميع وجهات النظر
بعد البيان وصلتنا مئات الرسائل والردود ولفت نظرنا الرد التالي "لماذا هذا الاهتمام باربيل، هناك تفجيرات في كافة المحافظات ومنها بغداد لا تثير اهتمامكم هكذا" انتهى الرد
هنا نود مناقشة وجهة نظر هذه بموضوعية حقوقية، نعم هناك فرق بين تفجيرات التي طالت عاصمة الاقليم "أربيل" وبين تفجيرات التي طالت عاصمة الوطن "بغداد" وكذلك المحافظات الاخرى، ماهو الفرق يا ترى؟
اولاً: ان اربيل هي البصرة ودهوك هي نينوى وبغداد هي السليمانية وكركوك هي الانبار وصلاح الدين وهكذا!! انه العراق، واي قطرة دم تنزف هي عراقية، والقاسم المشترك بين جميع الشهداء هو كلمتين لا غير (عراقيون وابرياء)
ثانياً: هناك بوم شاسع بين تفجيرات اربيل وبين تفجيرات بغداد والمحافظات الاخرى! وهذا الفرق يتجلى:
آ- ان تفجيرات في مناطق العراق سببها الاساسي هو تصفية حسابات السياسيين وحتى رجال الدين بدليل هناك تفجيرات قام بها المحسوبين على الجهات الرسمية!حسب ما كشفته التحقيقات مؤخراً - اظهار القوة - فرض واقع حال - خلق فوضى للابقاء على الفساد والسرقات لان الاستقرار يكشف المستور - القاعدة والاسلام المتشدد يقول: ها انذا، انا هنا
ب - هل تفجيرات "زهرة كوردستان" اربيل ينطبق عليها ما جاء اعلاه؟ ليجاوب الاعداء قبل الاصدقاء على سؤالنا هذا قبل ان نجاوب نحن كحقوقيين ومستقلين عليه! ونؤكد
هناك حسابات بين سياسيي الكورد ولكن الفرق لا يوجد ما يسمى (تصفية حسابات)
ج - في العاصمة العراقية ومعظم المحافظات الاخرى عدا محافظات الاقليم هناك صراع طائفي ومذهبي وقومي ايضا، هذا الصراع يظهر في احيان كثيرة في صورة العنف، بينما في كوردستان العراق لا يوجد هناك صراع مذهبي وطائفي يذكر، اما القومي فالجميع متفقون % على هذا الجانب، وهذا ما يحسدون عليه
ثالثاً: نتيجة ما جاء في (ثانيا / آ و ب و ج ) يتضح للجميع بعدم وجود تجانس فكري بين قادتنا وسياسيينا في العاصمة والمحافظات الاخرى، واستمرت الفوضى والقتل والتفجيرات منذ 2003 ولحد اليوم ونسمى شهر ايلول المنصرم بـ (ايلول الاحمر) لانه شهر الدم! حيث سقط فيه 100 شهيد كمعدل يومي! وهذا التنافر الفكري (الطائفي والمذهبي والانتماء) ادى الى فقدان الامن والامن وعدم الاستقرار الى امد بعيد، اليس واضحا جوابنا؟ نعم هناك تجانس فكري عند قيادة كوردستان من ضمنها المعارضة ايضا (فهل هناك توجه طائفي للمعارضة الكوردية؟ الجواب بالنفي! هل هناك توجه مذهبي لها؟ الجواب كلا، هل يوجد شخص او حزب او منظمة مجتمع مدني او حقوق انسان ضد القومية الكوردية؟ الجواب الف لاء! هذا ما نعنيه بالتجانس الفكري الكوردي، ونحن ندرك جيدا وجود خلافات فكرية وسياسية بين الاحزاب الكوردية، وهذا طبيعي جدا كونها موجودة في كافة دول العالم منها الدول المتقدمة والمتحضرة وخاصة في تطبيق حقوق الانسان، والتي تسبقنا بـ 800 سنة في تطبيق مبادئ وفكر حقوق الانسان اذا اعتبرنا ان عام 1215 الميثاق الاعظم في انكلترا هو بداية تطبيق فكر حقوق الانسان
أسباب تفجيرات "زهرة كوردستان" اربيل
نعتقد انه صار واضحا امامنا اسباب تفجيرات عاصمة الاقليم، فمن المحللين يربطها بما يحدث في سوريا - ومنهم من عزا ذلك الى انفتاح اربيل على المحافظات ودول الجوار - خلق ازمة سياسية في تشكيل الحكومة الجديدة - تعكير صفو نتائج الانتخابات - تقويض الامن والامان الموجود في الاقليم اسوة ما موجود من فوضى في المناطق الاخرى من العراق - استمرار تدفق اللاجئين السوريين من الاسباب في خرق الجهد الامني في اقليم كوردستان، نعم ان جميع هذه الاسباب مجتمعة تكون وراء تفجيرات عاصمة كوردستان
هل نقدر ان نضيف سبب او عدة اسباب اخرى؟
نعتقد ان تقويض التوجه الديمقراطي كمرحلة انتقالية في اقليم كوردستان هي من الاسباب الرئيسية لما حدث! لانها تجربة تمثل نموذج ليس في المنطقة فقط بل في الشرق الاوسط كله، ومن يتهمنا بالمبالغة نحاججه ونقول له: هل يوجد في الشرق الاوسط اقليم وحتى دولة تسير بخطوات لتنفيذ المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية مثل الاقليم الكوردي في العراق؟ وهل توجد دولة فيها الامن والامان والعيش المشترك مثل ما هو واقع حال الاقليم؟ نعم هناك سلبيات كثيرة وكبيرة ولكنها واجبة الحدوث عند كل دولة تمر بهذه المرحلة! وبالفعل قد مرت بها معظم الدول الغربية المتقدمة علينا ب 8 قرون كما اشرنا، لنترك الجواب لمن يدعي عكس ذلك
مقالات اخرى للكاتب