تعلم الإنكليزية بدون معلم ، او الإسبانية او الفرنسية عناوين كتب انتشرت في المكتبات التي كنا نزورها يوميا ، بحثا عن آخر اصدارات الكتب والمجلات ، حينما كانت بغداد وبقية المدن تفاخر بمكتباتها، وكان للعراقي يوما يعطي بعضه للقراءة أو التجوال والنزهة والمتعة .
بعد مجيء التتار للعراق 2003صارت البلاد تصلح لأصدار كتاب واحد فقط عنوانه ؛ كيف تصبح أرهابياً بدون القاعدة ..؟
حكم الأضداد الطائفية أعطى تجانساً مدهشاً في ألفة اللصوص من الشيعة والسنة ، في الإحتيال على الشعب وسرقة ثرواته وهدر كرامته وتعرضه للإستباحة والقتل اليومي .
يتوافق زعماء الطوائف على تقاسم الخلاف والمناصب والثروات والمنصات والخطابات والكواتم والمفخخات وممتلكات الدولة والفساد وتجارة البغي واسواق الضمير وكل شيء ..!
اما المواطن الشريف النظيف فليس له حق في المال العام ، ولافي الوظائف ولا بالكرامة ولابالحقوق ولابالأمان ولا بالعمل ولابالمستقبل ..، ليس له سوى السجون والخراب والتهجير والموت ..!
الشباب يتخرجون من الجامعات فلا يجدون سوى البطالة ، مليارات النفط تسرقها الطبقة السياسية الحاكمة ..!
البطالة تدفع بالخريجين الى مهن رثة في بسطيات او سواق لسيارات تاكسي يتم شراؤها بالدين والأقساط ، فتحرق السيارة بالإنفجار ، وصاحب البسطية تلاحقه الشرطة بقرار من الأمانة او البلدية كما حدث في الكرادة وبغداد الجديد وبقية اسواق مدن العراق .
العوز والبطالة والشعور باليأس وفقدان الإحساس بالأمان وانتحار صور المستقبل تغلق أمام الشباب أبواب الأمل ، وتبقي باباً واحدة فقط هي باب الجريمة ..!؟
الطبقة الحاكمة وخطابات السيد نوري المالكي لايهمها ان تحول الشعب كله بإتجاه الجريمة ، ولايعنيهم ان كانت الجريمة أخلاقية أم جنائية أم أرهابية تنتقم من المجتمع ..! المهم انهم يسيطرون على السلطة والثروة ولهم النفوذ و{الشرف} المحصن بالمنطقة الخضراء .
لودققنا بعشرات او مئات من بنات الهوى ستجدهن ضحايا الفقر والعوز و الطبقة السياسية والفساد الإداري والمالي والسياسي لهذه الحكومة .
لو كان لنا قضاءاً عادلا لنشر أسباب ارتكاب مئات الشباب لأعمال أرهابية بدافع الحصول على المال وثأراً من وطن تعامل معهم وكأنهم كلاب سائبة ..!
الواقع العراقي في ظل غياب العدالة والتنمية وانتشار البطالة والفساد صار يدفع بقوة لتكون ارهابيا ، واصبح مناخا خصبا لتوفير جيش جاهز للقاعدة والميليشيات والجماعات الإجرامية ، وهذا هو طموح الحكومة كما يتضح في السنوات العشر الماضية التي هشمت ماتبقى من حياة عراقية كريمة .