صديقي طبيب من سكنة احدى المدن الشعبية في العاصمة الحبيبة بغداد يحب الهدوء كثيرا ويدعو الى التفكر المستمر ومغرم بالادب والثقافة ,,يعشق الفكر القراني الحركي ويدعو الى تمثلية في ميدان الحياة له اذا افتقدتة في ليلة الجمعة ستجدة يتقلب على القبر الطاهر لسيد الشهداء علية السلام
ينزعج كثيرا من الانتماء الديني الشكلي الخالي من الحركة والوعي ولدية نشاطات في مجال العمل الاسلامي في وزارة الصحة وقد ابتلي هذا الدكتور بجار مزعج الى ابعد الحدود نغص علية حياتة في بيتة"
اطفال هذا الجار يتسلقون فوق بيتة مرار وتكرار .. وصيحات الاطفال والعراك امام منزل هذا الدكتور مستمرة دون ان ينهرهم الاب "المتدين" ..ناهيك عن الصفير وتلقي الحجر على بيتة بسبب هذا الجار المزعج ولم يكن هذا الدكتور الوحيد في المنطقة ليشكو من هذا الجار المزعج بل حتى زوجتة وأمة كانت تشكو منه دون جدوى !!
عانى منهم اشد المعاناة وكان يشكو لي دأئما عن معاناتة من هذا الجار وكان يهون على نفسة ببعض الروايات والاحاديث على الصبر على اذى هذا الجار ولكن ما كان يفقد اعصابي واعصابة ان هذا الجار عندما يحين شهر محرم الحرام يظهر بلون أخر ..يتظاهر باخلاق الصالحين.. ويتعامل بتصرفات المتدينين.. ويحضر مجالس المعزين .. ويلطم على الصدر مع الاخرين ...ويضرب الراس بالقامة مع المطبرين ..
يقضي ليلة ونهارة في الموكب ولا يسلم جيرانة من سماع المونتيربو الذي وضع فيه عشرات اللطميات من الصباح الى وقت متأخر في الليل
ولكن سرعان ما يكون هذا الـ "حسيني " الى وحش ضاري بعد انتهاء محرم الحرام
قبل يومين وانا في طريقي الى منزل الدكتور العزيز صادف ان رأيت صديقي منهمك بالحديث مع جارة "الحسيني" بادرت بالسلام وليتني لم أسلم علية لأنة بعد رد السلام انفجر امامي كالقنبلة بكلمات الاستياء والاستنكار والاستهزاء تارة والاستفزاز تارة اخرى لمشروع القانون الشرعي الجعفري الذي طرحة وزير العدل الشيخ حسن الشمري " لم اود الانجرار الى اسئلتة واستفزازتة لكن اجبت باختصار العموميات وانصرفت والدهشة تملى وجوهنا فلم نجعلة في صنف الاعداء ولكن تأملنا في حديث للامام الصادق (ع ( الحمد لله الذي جعل أعدائنا من الحمقى (
ولأ اعرف ما الملازمة اني تذكرت كلمة المفكر علي شريعتي عندما قال " اذا ارتدى الزور والمكر لباس التقوى ستقع اكبر فاجعة في التاريخ"
شهر محرم سيتحفنا بنماذج من النفاق الحسيني التي ابتلى الله الامة بها بشعائر وطقوس شكلية سرعان ما تنتهي بانتهاء الشهر الفضيل وهم يثيرون العجب عندما ينادون بهتافات الامام الحسين و الذي صرح في بداية نهضتة (أني لم اخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرجت لطلب الإصلاح اريد ان أمر بالمعروف وانهى عن المنكر ) ولو اطلعت عليهم لوليت فرارا من خلو تفكيرهم بطلب الاصلاح فعندما تواجه متعصّب منهم, يرفض سماعك ومحاورتك .. فيكفّرك ويتهمك بالضلال ويطلق الإتهامات ضدك .. اعلم أنه عاجز !! وعجزهم لأ يقف عند احقية رأيك وما القانون الشرعي الجعفري الذي طرحة وزير العدل العراقي عنا ببعيد فقد بانت تضاريس بعدهم عن النهضة الحسينية عندما نتفأجا ان هائولاء "الحسينيون" يتسابقون قبل غيرهم الى رفض ومحاربة تطبيق قانون اهل البيت عليهم السلام في المحاكم العراقية التي عاث فيها القانون الوضعي بمخالفاتة الصريحة للفقة الاسلامي للأكثرية المسلمة في العراق منذ سنين والمسلمين في العراق يتجرعون العناء وسط تمني ان يتصدى من انتخبوهم الى تمثيل حقوقهم في سن القوانين التي تحترم وجودهم وشريعتهم الإسلامية كمكون أساسي في الصبغة الاجتماعية
ولكن ما عشت ارى الدهر عجبا !!!
فلم يكتفوا هائولاء بسكوتهم وصفقاتهم السياسية على حساب دينهم ومن انتخبهم بل اتخذوا النفاق الديني منهجا لمسيرتهم في الوقوف ضد من يطالب بابسط الحقوق المدنية في تطبيق بعض مبادى الشريعة الاسلامية في القانون مع احترام الطوائف الاخرى وقوانينها فهم_اي السياسيين_ يصرفون جهداً كبيراً في اطلاق الشعارات العاشورائية والانتماء الى المذهب ، ولكن لم يحالفهم الحظ في الادعاء عندما كان القانون الشرعي الجعفري هو الاختبار الصعب والفرقان في ان يضيع شعاراتهم بالانتماء الى جعفر بن محمد فلم ينطلق الدين الاسلامي والمذهب فيهم روحاً وعقلاً وقيمة،
لقد كان سر المذهب الجعفري منطلقا من حياة علي علية السلام الذي وصفة القران : {ومن الناس من يشري نفسه - يبيع نفسه - ابتغاء مرضاة الله}.. ورأيناه وهو يتحدث مع الناس زمن خلافته، فكان يقول لهم: "ليس أمري وأمركم واحداً - إن آفاقي تختلف عن آفاقكم، لأن آفاقكم تضيق في دائرة أنفسكم، أما آفاقي فإنها تتسع لله - إنني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم"، لن أكون لكم بحيث أعصي الله لترضوا، ولكني عندما أكون لله، أكون لكم، لأخدمكم وأوجّهكم وأعظكم، ولأفتح لكم طريق الاستقامة الذي يؤدي بكم إلى الله.. هكذا كان عليّ (ع) وهكذا تعاملت الامة بقسوة وظلم لعلي كما ظلم الكثيرون اليوم
وعكس ذلك كانوا السياسيين المدعين الانتماء لعلي والحسين عليهما السلام الذين اغرقوا الحسين (ع) في بحار الدّموع الّتي تبكي المأساة، فلم يبكوا من خلال عمق معنى الإنسانيّة في المأساة. ولم يحتجّوا على الّذين صنعوا المأساة في كربلاء، حتى ضاع احتجاهم مع الّذين يصنعون مأساة المستضعفين في العالم، لا أن نبكي ونلطم على الحسين(ع) في كربلاء ونلعن الّذين صنعوا المأساة، ثم نخضع لألف يزيدٍ ويزيدٍ ولكلّ الّذين يسرقون الأمّة ويصادرونها
الإمام الحسين(ع) في كربلاء يؤكّد للناس الذين تجمّعوا حوله، أن الإسلام ليس مجرد عاطفة، وأن الولاء ليس مجرد حالة نفسية .. الحسين عقيدة وكلمة وموقف اجتماعي وسياسي وفكري يضمن تطبيق الهدف الحسيني السامي وهو "الاصلاح" فمن افتقد هذة الصفة فلا يتعب نفسة في الطقوس الشكلية فلا بد له ان يصارح نفسة ويقف كما يقف صاحب السيارة المسرعة ويراجع حساباتة في الدخول الى الحسين وعاشوراء دخول وعي وانفتاح عقل لأ مناسبة تقليدية يعيشون فيها تقاليد ابائهم كما هو الان عند جار صديقنا "الحسيني "