لم يفوّت محافظ الموصل أثيل النجيفي مناسبة أو غير مناسبة إلا و طالب بمغادرة قوات الجيش العراقي " الاتحادية " من الموصل ، وترك مسألة أمن الموصل لأهل المدينة ،على أساس أن هل مكة أدرى بشعابها ، و كأن قوات الجيش العراقي قوات محتلة !! ، في الوقت الذي لم يكن يمضي يوم واحد دون وقوع عملية إرهابية على شكل انفجار أو اغتيال أو هجوم على المراكز الأمنية و الإدارية للدولة ، متسببة وقوع العديد من القتلى و الجرحى ، بتواز مع أخذ " الخوة " من رجال أعمال و أصحاب محلات بالتهديد و الوعيد والقتل العديد ، حتى تكون عبرة لكل من لا يدفع " خوة " إسلامية " لعناصر " القاعدة " المهيمنة هناك ، والمتلقية المزيد من التعاطف و التعاون والدعم من حواضن موصلية ذات اتجاه سلفي أو بعثي متباكي على انقراض النظام السابق ..
و كان الصحفيون و الإعلاميون هناك أكثر عرضة لهجمات واستهدافات الإرهابيين ..
و في أثناء ذلك كان تنظيم " القاعدة " يوّسع قوة وحجم نفوذه و مساحة هيمنته على معظم المناطق هناك بهدف السيطرة عليها ، إلى درجة كبيرة و ثقة بالنفس شديدة ، بحيث تتجول عناصر القاعدة علنا أمام أنظار القوات الأمنية المحلية المتفرجة بكل روحية استسلامية خائرة ومتزعزعة و متهالكة فاترة ..
وها هم : نواب مصلاويون يولولون و يستغيثون *بعد سقوط مناطقهم تحت هيمنة و سطوة " الداعش " و كأننا بهم يصيحون ويستجدون ب" يا معتصماه " ! ..
طبعا بعد فوات الأوان ، أي بعد خراب البصرة ..
على أية حال : لا بأس ولا غضاضة في ترك هذه المدينة التي كانت أغلبية الضباط الجيش العراقي السابق تأتي منها وتذهب إليها ، نقول لا بأس في تركها برهة من الزمن لتتذوق مجددا حكم وسلطة دولة الخلافة الإسلامية تحت قادة وزعامة " الداعش " والناعش و الناهش !! ..
لِمَ لا ؟! .. ففي النهاية هؤلاء هم " أخوة مجاهدون " جاءوا ليبنوا ويشيدوا دولة الخلافة الإسلامية المنشودة و المنتظرة !!..
كما إن التجربة شيء حلو ولطيف ، أليس كذلك ؟!..