الحاجة والضرورة القصوى , العلاقة مع امريكا , في مجالات التقارب والتعاون والتنسيق , في مواجهة التحديات التي تعصف بالعراق , وخاصة الارهاب الدموي العنيف , وهذا يتطلب التنسيق الامني والاستخباري , لمواجهة هذا العنف الدموي . الذي يحصد المواطنين الابرياء بشكل يومي من تنظيم ( داعش ) الاجرامي , الذي تشرس اكثر من اي وقت مضى , ومستغلا الازمة السياسية الطاحنة في العراق , وان قادة العراق السياسيين يدركون بدون مساعدة امريكا , لايمكن التغلب على الارهاب الدموي , وكذلك مساعيهم السياسية وطموحاتهم واحلامهم , يجب ان تمر من خرم الابرة الامريكية , في مقدمتها التزكية الامريكية , باخذ الضوء الاخضر , لتدعيم مجدهم وحلمهم واطماعهم السياسية , من هذا المنطلق شد الرحال السيد المالكي , بعد ان استعد لها بشكل كامل , حتى تساهم في تحقيق تبليط الطريق للولاية الثالثة , لابد ان يمر بالعاصمة الامريكية , حتى تهب رياح النشوة وعطر النجاح , الذي يصب لصالح الولاية الثالثة . لكن بعض الاحيان تجري الرياح بما لاتشتهي السفن , رغم السيد المالكي , أبتدأ بوضع البهارات حلوة المذاق والنكهة , حتى تفتح شهية الادارة الامريكية , فقد قرر زيادة اضافية , لمشتريات الاسلحة والمعدات العسكرية بمقدار ثلاثة مليار دولار , اضافية تضاف الى العقود الموقعة سلفا بين الطرفين , والتي تتجاوزت اكثر من 14 مليار دولار , اضافة ان السيد المالكي , ظهر بانه مستعد ان يبدي كل التسهيلات المطلوبة , التي يتقدم بها الجانب الامريكي , بدون اية اعتراض ومناقشة , بل بالتنفيذ الكامل ليرضي الادارة الامريكية بكل طلباتها , وكذلك حث الجانب الامريكي في المساهمة الفعالة , في مجابهة تنظيم القاعدة الارهابي , وخاصة وان ادارة السيد المالكي , فشلت فشلا ذريعا , في وقف القتل اليومي وذبح المواطنين الابرياء , في هذا الجانب يمكن ان نقول الى حد ما نجح , بان الامريكان يشاطرونه , في مجابهة تنظيم القاعدة الاجرامي بالتنسيق الكامل , كما عبر عنه نائب الرئيس الامريكي ( جو بايدن ) بالتعهد الى الحكومة العراقية , في التنسيق الكامل في مكافحة الارهاب , وتقديم كل التسهيلات اللازمة في هذا الاطار في محاربة الارهاب بلا هوادة . ولكن السيد المالكي شعر بوضوح بالامتعاض الامريكي , وجوبه بالنقد الحاد والعنيف , لنهجه السياسي الذي ادى الى تفاقم الصراع الطائفي والمذهبي , وتمزق الوضع السياسي , باتباع سياسة غير ناضجة ومتصلبة ومتشددة , تجاه الازمة السياسية وتعامله مع شركاءه السياسيين , في استخدام اسلوب الاقصاء والتسلط , وان حكومته تتعثر كثيرا في اصلاح الاخطاء والنواقص والخلل , وسمع ايضا كأنها جرة الاذن , بان التشدد في مواقفه , قد تجر العراق الى عواقب وخيمة , ووجد السيد المالكي نفسه محشورا في زاوية ضيقة , من ستة اعضاء بارزين من الحزبين في مجلس الشيوخ في مقدمتهم النائب ( جون ماكين ) , فقد جوبه بنقد لاذع وحاد , بان سياسته غير الرصينة , تقود الى المزيد من الانزلاق نحو الهاوية , والتي اسهمت في زيادة ارتفاع معدلات العنف الدموي , واشاروا اليه بالصرحة الحادة , بانه اي ( المالكي ) وحكومته واقعة تحت تأثير كبير للنفوذ الايراني , مما عمق سياسته الطائفية المتسلطة , التي عمقت الانقسام الطائفي والمذهبي , وان حنكته السياسية , تفتقد الرصانة والنضج والحكمة والخبرة . وكذلك سمع هذا الكلام بشكل مباشر او غير مباشر , عند مقابلته مع الرئيس الامريكي ( باراك اوباما ) ولا يختلف في توجيه النقد وعدم الرضى والقبول , وطالب الرئيس الامريكي من السيد المالكي . ان يتخذ العراق مزيدا من الخطوات الملموسة في اتجاه البناء الديموقراطي , وحل الخلافات السياسية بالطرق السلمية , بدلا من استخدام العنف , وشدد على انتهاج سياسة مرنة تجاه شركاءه السياسيين , وعدم جر العراق الى حرب اهلية , واكد الرئيس الامريكي ( اوباما ) على ( نريد عراق لا يقصي احدا ,وخاليا من العنف , وان الولايات المتحدة , تريد من العراق اقرار قانون انتخابي , يستطيع العراقيون مناقشة قضاياهم بالحل السياسي ) , وخلال هذه الاجواء الوخيمة والثقيلة , والتي لم تكن في الحسبان من الادارة الامريكية ومن الصحافة التي شمرت عن سواعدها في تقريع سياسة المالكي السلبية والطائشة والمتصلة , مما اضطر قطع زيارته في اليوم الرابع ليرجع بخفي حنين ,بعد ما كانت مبرمجة ومقررة لخمسة ايام , اذ لم يحتمل جرة الاذن والنقد الحاد , وزاد من فساد وتلف الطبخة السياسية , التي اعدها السيد المالكي مع مستشاريه , بان تكون هذه الزيارة نسمات ربيعية نحو الهدف المنشود الى الولاية الثالثة . بان الادارة الامريكية عازمة على دعوة ومقابلة الرئيس الامريكي , السيد رئيس البرلمان العراقي ( اسامة النجيفي ) والسيد ( مسعود البارزاني ) قريبا في العاصمة الامريكية.
مقالات اخرى للكاتب