قال سبط ابن الجوزي" وهل لكم في شيء؟ قالوا: وما هو؟ قال: عندي عشرة آلاف دينار تأخذونها وتعطوني الرأس يكون عندي تمام الليلة وإذا رحلتم تأخذونه. قالوا: وما يضرّنا، فناولوه الرأس وناولهم الدنانير، فأخذه الراهب فغسّله وطيّبه وأدخله في صومعته، وأقبل يبكي الليل كلّه، فسمع صوتاً ولم ير شخصاً قال: طوبى لك وطوبى لمن عرف حرمته، فرفع الراهبُ رأسه.."
مهما كانت نسبة دقة الكلام هذا فنحن نؤمن بوجود حادثة او حالة واقعية حدثت عند راهب الدير ورأس الحسين! لهذا نؤكد الرابط الروحي والاجتماعي مع الاسلام بشكل عام، لتكن صدفة حسب ما يقول البعض! ولكن هذه "الصدفة" اصبحت رواية في كتب المؤخرين والكتاب مما يؤكد مصداقية الواقعة! لذا نكون في صلب موضوع العيش المشترك وبالتالي بعيدين عن الفكر الواحد والوحيد وخاصة عند داعش واخواتها
رأس الحسين يتمثل برأس الحرية! حرية الفكر عن طريق فكر المظلومين، انه فكر حقوق الانسان، اذن هي حقوق الفقراء! فكر الحسين ورأسه سيبقى حافرا في ذاكرة التاريخ المعاصر ليعطي شهادة التضحية والوفاء وحب الاخرين، كما فعل راهبنا في غسل وتطييب ورسمه لرأس الشهادة التاريخية، وبعد الغسل ووضع طيب على هذا الرأس يعني ما يعني هو قبول الاخر كل الاخر مهما كان دينه ولونه وشكله! بدليل بسيط جدا هو ان الراهب بقي راهبا على مسيحيته ورأس الحسين والحسين نفسه اصبح رمزا لحقوق الانسان كل انسان
مقالات اخرى للكاتب