العراق يواجه معضلة بناء الدولة والتي انتهى فيها البلد الى عمليات تخريب مستمرة، وازداد من لا يعرف نفسه ضمن هوية الدولة، وزاد الهدم، حتى وصل الى معدلات لا توصف ولا نعرف ماتريد المرجعية من الاصلاحات التي تطالب بها هل تريد ان تعالج معضلة فكرية محددة، متعلقة بكون العراق يعاني في نظامه السياسي من ضعف في البناء الدستوري وعدم انسجامه مع مقتضيات وضع دولة، وهي التي صاغت الدستور ونظامه السياسي والذي كان بلا هدف، والصياغة تمت في مرحلة كان يفترض ان يتجه العراقيون خلالها الى بناء دولته فكيف الحال ببناء دولة خرجت من رحى عدة ازمات متتابعة؟ اوصلته الى وجود نظام سياسي مشوه غير قادر على احتواء او تمثيل العراق كدولة وشعب، انما صار ينذر بحدوث ازمة اوسع تاثيرا وخطرا وهذا الحال صار يمهد لتفكك العراق اكثر مما يمهد لبناءه.لان الحكومة تفتقر الى تطبيق نظام التكنوقراطي، بمعنى ان المشكلة الاخرى التي تواجه بناء الدولة العراقية هي ابعاد الكفاءة والعقول في ادارة مفاصل الدولة العراقية، فنظام تولي المناصب يسمح بالتغالب والتكالب واعلاء الولاء على حساب الكفاءة، وهو ما ينعكس سلباً على بناء دولة مؤسسات..وهنا، يرى الشارع ان استمرار الاداء السياسي الحالي للقوى السياسية، وعدم الثقة بينها، وعدم ايمانها بالعراق كمشروع دولة، يجعل العراق مقبل على انهيار مؤسسات الدولة والنظام السياسي، وعلى المدى المتوسط يتوقع تفكك الدولة العراقية،هذا نعرفه ولايمكن اصلاحه؟ اذن اين يمكن الاصلاح؟ لماذا لا تعطي المرجعية ورقة حلول بالإصلاحات المطلوبة ليقوم الشعب بدوره بإرغام السياسيين على تنفيذها ؟ فاذا كانت هي الراعي الحقيقي للشعب فالمفروض أنها تعرف الخطوات الإصلاحية المطلوبة وبالتالي ما عليها إلا إعلانها ... في كل خطبها تطالب العبادي بالاسراع في الاصلاح وهي من بؤته هذا المكان ..ولكن اي اصلاح تريد منه. فاقد الشي لا يعطيه.. يقول السيد القبانجي، وهو من البيت المرجعي ان "الاصلاح خطوة صحيحة ومطلوبة، ولن يدخل العراق في نفق مظلم ببركة وعي الشعب العراقي وتوجيهات المرجعية والمخلصين"، مشيرا الى ان"الاصلاحات يجب ان تسترشد برأي المرجعية والمؤسسات المختصة". (اصلاحات ويجب ان تسترشد برأي المرجعية )...اي اصلاحات يريدون؟ وقال السيد أحمد الصافي، معتمد المرجع الشيعي الأعلى إن الحاجة إلى الاصلاح ملحّة وضرورية، تقر بها غالبية المسؤولين، لكنه لمح الى عدم رضاه عن وتيرتها.. مؤكدًا على أن المهم الآن هو وضع خطة عمل للاصلاح الحقيقي، والقيام بخطوات اكثر اهمية وجرأة من الخطوات المتخذة حتى الان (اكثر اهمية وملحة وضرورية)...أي اصلاحات يريدون؟ ودعا المرجع الديني الشيخ أسحاق الفياض، الحكومة الى .الى ضرورة اسراع الحكومة فيما وعدت به من الاصلاحات وان تكون فعالة وجدية تلامس تغيير الواقع المنحرف فعليا قبل فوات الاوان". (اصلاحات فعالة وجدية تلامس تغيير الواقع المنحرف)...أي اصلاحات يريدون؟ ان الخلافات بين العراقيين هي خلافات بين قابضين على السلطة، ولا يمثلون الا انفسهم، مكنوا من قبل الولايات المتحدة لادارة العراق او اجزاء منه، فاستخدموا الاعلام والمال والسلطة لكسب نقاط ضعف المواطنين بكل اطيافهم واهما هو الطائفة ..فكيف سيدب الاصلاح فيهم؟ الفساد طغى حتى عد العراق اكبر ساحة للفساد في العالم ضمن التاريخ الحديث والمعاصر، وبشهادات منظمات دولية، والاخطر مما فيه هو انه فساد محمي سياسيا ومن دول الجوار ومن قبل الولايات المتحدة، بقصد ادامة ما موجود من اوضاع سياسية غير طبيعية. صار العراق ينتقل من سيء الى اسوء، لكون من يدير الشان العام الكلي او الجزئي لا يريد ان يستقر حال انما ان يسير الامر باتجاه الاضطراب ليستمر في السرقة وتكوين امبراطوريات المال، التي ستشتري سلطة بعد انتهاء دعم محتمل أي كان امريكي او ايراني او تركي او عربي، .والاغرب، ان ما ينفذ في العراق هو مشروع خارجي بامتياز ولا يحتاج الى جهد واجتهاد لاثباته، .ان اغلب من صعد لم يكن مؤهلا لذلك، لهذا لعب على اوتار الانتماءات والعنف، اما الحديث عن وعي الشعب فهو محض افتراء لان اللعبة اكبر كثير منه ..فأي اصلاح تريدون. اصلاح واصلاح..واصلاحات. هل تعي المرجعية ماهو هذا الاصلاح . أن الحكومة غير مخولة إصدار هذه الاصلاحات٬ وأن الخلل هو في أصل بناء العملية السياسية واصل رأس الحكومة التي فرضته المرجعية؟؟ أما الكلام العام و أنها طالبت بالإصلاح؛ فحتى البرلمانيون الفاسدون ينادون به وهم مع الاصلاحات التي تصب في مصلحة المواطن وهم اكثر حرصا وخوفا اي السراق واللصوص من حرص المرجعية وخوفها على المواطنين و . ان "بعض جوانب الاصلاحات تحاج الى سنوات للتنفيذ" .ولابد ان تكون هناك فرصة زمنية ومعقولة وكافية لتطبيقها.بحسب مكتب العبادي وان مسؤولية الاصلاح تقع على عاتق الحكومة لكنها هي لوحدها لن تكون قادرة على انجاز الاصلاحات بشكل كامل وسريع وبما يلبي . فهل هذا الطرح واقعي في ظل الحالة التي يشهدها الوضع الامني ستنعكس حزمة الإصلاحات الجديدة على أداء الحكومة سياسيا ان المشكلة قد تكون قابلة للحل لو كانت هي متعلقة بالعراق والعراق حاضر فيها لذاته، انما تكمن المعضلة في التدخل الخارجي في العراق، والذي يعد بمثابة المعضلة الكبيرة في تحقيق التوافق السياسي الداخلي بين التيارات السياسية، حيث ان التدخل الخارجي يزيد من حالة عدم الاستقرار السياسي بين الفرقاء السياسيين بسبب مخاوف بعض السياسيين في ما بينهم مما اعطى للتدخل الخارجي فرصة كبيرة من اجل تحقيق بعض المكاسب السياسية في ساحة خصبة تسهل امكانية التوسع الاقليمي على حساب ارض وشعب العراق. وقد عبرت المرجعية عن طريق وكلائها بدعم الاصلاح في جميع مرافق الحياة”.الاتعلم ان هناك .، جهات سياسية تعمل على تأزيم العملية السياسية وبقاء الخلافات وتعيش على الازمات عكس الجهات الداعيه الى حل الخلافات والخروج من الوضع السياسي الحالي. فبموجب كونها صمام أمان العراق (الآمن) كما يراها البعض؛ فالمفروض أنها أقدر على تشخيص المصلحة من الآخرين الذين يجلسون بالمقاهي ويطالبون بالإصلاح ايضاً، فهذا سيكون أفضل لها كثيراً من حقن التخدير التي يحقنوها للشعب من خلال خطيب جمعتهم عبد المهدي الكربلائي. " .الى ضرورة اسراع الحكومة فيما وعدت به من الاصلاحات وان عدم كفاية التناغم مع الإصلاحات "خطابياً" و "إعلامياً"تكون فعالة وجدية تلامس تغيير الواقع المنحرف فعليا قبل فوات الاوان".ولا تعلم المرجعية ولا يعلم المواطنون شيئا عن المبادئ الأساسية لهذه الورقة ومن الضروري طرحها أمامهم وأمام أصحاب الرأي لأنه سيغني المبادئ ويعطي مقبولية للإصلاحات".
مقالات اخرى للكاتب