Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
بوتين حيث الواقعية والبراغماتية
الأربعاء, آذار 4, 2015
جلال سلمي

 

 

عندما تذكر الواقعية أو البراغماتية لا بد أن نعي أننا نتحدث عن علم المصالح الذي لا يمت للقيم والأخلاق بأي صلة. تعتمد كل من نظرية الواقعية والبراغماتية في علم السياسة علي أساس وضع أمن الدولة ومصالحها في نصب الأعين,  واستخدام جميع الأساليب من أجل تحقيق الأهداف الرامية لتحقيق مصلحة أمن واستقرار الدولة مهما كلف الثمن ومهما كانت نوعية الأسلوب وهذا أيضا مايدعي بالميكافيلية الرامية الي أسلوب الغاية تبرر جميع الوسائل الهادفة لتحقيق مصلحة الدولة العامة.  عندما نتحدث عن بوتين نجد أنه الرجل الواقعي البراغماتي الميكافيلي الذي  تعامل حتي مع الشيطان وضحي بأمور عدة من أجل استعادة استقرار وقوة روسيا بعد انحلال الاتحاد السوفييتي وانهياره

سنقوم بذكر العناوين والأفكار الرئيسية لنظرية الواقعية التي تشمل بدورها البراغماتية والميكافيلية وبعد ذلك سنقوم بذكر كيفية توافق  سياسة بوتين مع هذه النظرية وأساليبها

عند ذكر الواقعية لا بد لنا من ذكر أبيها  ثومس هوبس انجليزي الجنسية والذي يعد أحد الفلاسفة السياسيين المهمين الذين لهم دور كبير في رسم قواعد اللعبة السياسة في العصر الحالي. يعبر هوبس من خلال كتابه الشهير ليفيذان والذي يعني حسب التوراة الشيطان, عن أهمية الدولة كمؤسسة حاضنة للشعب ومن دون الدولة السياسية فلا وجود للشعب, فالدولة هي الحامية والمدافعة والعائلة للشعب. لذا علي الشعب أن يقدم الغالي والرخيص من أجل الحفاظ علي الدولة  مهما كلف الأمر. وفي الدولة الواقعية التي يرسمها ثومس لا قيمة للفرد, فالفرد وجد للدفاع عن الدولة وللتضحية من أجلها ولا يملك أي حق للرفاهية أو للتنعم بالحرية أو الديمقراطية اذا كانت الدولة في خطر. أيضا حسب ادعاء ثومس أن العالم الانساني هو بالأصل حيواني فهو أناني وشرس ووحش وان أي انسان يسعي دوما للاستيلاء علي حقوق الانسان الأخر بالقوي والشراسة الحيوانية النابعة من نفسه الداخلية الحيوانية. ولأن البشر ذو نفوس حيوانية نجد دوما الفوضي منتشرة والحياة حياة غاب القوي بها يغلب الضعيف. ويذكر أيضا ثومس أنه لا وجود للحقوق والقيم الانسانية في الساحة الدولية ان وجدت هذه القيم فتكون موجودة لخدمة مصالح الدول القوية لذا يجب علينا ألا نعطي بالا او اي اهتمام لتك الحقوق ونحاول فقط استخدامها لخدمة مصالحنا.   ويقوم ثومس بتطبيق هذه الصورة علي جهاز الدولة السياسي, مدعيا أن قادة هذه الدولة بشر من أصل حيواني وهم أيضا يحاولون دائما السيطرة من خلال أجهزة الدولة  علي مصالح ومقدرات الدول الأخري. لذا يتوجب علي كل دولة مواجهة هذه الأنانية بقوة وحزم من خلال اعداد جيش قوي لا يرحم, الحصول علي ترسانة سلاح مدمرة وتوفير قوة اقتصادية ضخمة بغض عن النظر عن طريق توفيرها سواء كان توفيرها من خلال الاستيلاء علي مقدرات الدول الأخري ونهبهم أو من خلال الاعتماد علي الذات وغلق التجارة المربحة للطرف الأخر بمعني أن يكون الرابح من التجارة المتبادلة طرف واحد  وليس الطرفان المتبادلين للتجارة لأنه يجب علينا دوما ألا نعطي أي فرصة للدول الأخري لتكون أقوي منا دوما يجب علينا العمل علي اضعاف الدول الأخري. جميع هذه الأساليب الواقعية  تهدف بشكل كبير المحافظة علي أركان الدولة وابقاءها قوية قادرة علي الدفاع عن نفسها ضد مطامع الدول الأخري. من خلال هذه النقطة يؤكد ثومس علي أن الشعب يجب أن يقدم لدولته الغالي والرخيص وان كان الثمن رفاهيته وحياته وكل مايملك من أجل الحفاظ عليها قوة لتحميه من الفوضي الموجودة في الساحة الدولية القائمة علي الأنانية والتوحش. 

بوتين طبق هذا المفهوم مائة بالمائة كيف ذلك? تم اختيار بوتين كرئيس لروسيا الاتحادية عام 2000م, تسلم بوتين الرئاسة والدولة خاوية علي عروشها والفساد ناخر في كل عرق بها. لكن بوتين فور قدومه سعي علي استعادة قوة روسيا لجعلها دولة قوية متحكمة وليست دولة منهوبة مستغلة من قبل الدول الأخري.  فبعد قدومه بفترة قصيرة قام بتصفية الكثير من قادة الجيش الفاسدين,  أيضا عمل علي اعداد جندي وطني معتز بنفسه ليس كما في سابق أي في عهد يلتسن حيث كان الجندي الروسي رخيص جدا وكان يمكن شراءه بعدة قروش وكان الجندي الروسي يبيع سلاحه ان احتاج للمال وكانت قادة الجيش فاسدة اكثر بكثير من الجنود حيث كانوا يتفقون مع المافيات لتسهيل أعمالها و كانوا يعيدون الكثير من صفقات السلاح الوهمية الخ,  ولكن عندما أتي بوتين عمل علي تنظيف الجيش من تلك الثغرات وعمل علي اعداد جيش قوي بقادة جدد وترسانة قوية وجند وطني مخلص. كون بوتين رئيس الجهاز الاستخبارتي في السابق ساعده بشكل كبير علي معرفة نقاط الضعف الموجودة في الجيش وازالتها وتحسينها. بعد ذلك عندما رأي بوتين أن أغلب الشركات والمؤسسات الرئيسية في البلاد * مثل شركات البترول والغاز والكهرباء البنك المركزي الخ*  مخصصة وتابعة لجهات أجنبية قام بالغاء جميع اتفاقيات التخصيص التابعة لتلك الشركات ضاربا حقوق الأفراد والمؤسسات الخاصة\ رفاهية الأفراد وحقوقهم ليست مهمة بالنظرية الواقعية كما أسلفنا* بعرض الحائط طبعا الهدف من ذلك هو ايجاد اقتصاد ذاتي غير تابع لأي طرف أجنبي للحفاظ علي استقرار البلاد الاقتصادي من خلال ابعاد الدولة عن أي تبعية لجهات أجنبية ممكن أن تتحكم في قوتها الاقتصادية 

هناك مفكر أخر يعتبر واقعي علي غرار هوبس وهو الأمريكي جون ميرشيمر والمعروف بصاحب المنهج الهجومي; أي بمعني يتوجب علي الدولة أن تكون دوما في موضع الهجوم وليس الدفاع لحماية أمنها وبقائها; وهذا ماطبقه بوتين حرفيا في أوكرانيا بحيث لم ينتظر قدوم الاتحاد الأوربي  وأمريكا الي جانبه ليدخل موضع الدفاع بل سابق هو بالهجوم علي أوكرانيا وهو الأن يحاول ادخال أوكرانيا الي حالة الدولة الفاشلة ليسيطر عليها تماما ويحمي نفسه من أي خطر أمريكي مداهم لأمنه. أيضا عندما قامت جورجيا بالهجوم علي الاقليم الانفصالي أوستيا الموالي لروسيا قامت روسيا بالانقضاض مباشرة علي الجيش الجورجي, وكذلك مساعدتها للنظام السوري والايراني الخادمين لمصالحها فتدخلها في هذه الازمات كان علي أساس واقعي بحت لم يمت للحقوق والقيم الانسانية باي صلة وكل هذا كان من أجل مصالحها الخارجية وأيضا من اجل الدفاع عن مصالحها عن طريق الأسلوب الهجومي الاستباقي وليس الوضع الدفاعي 

من ناحية البراغماتية بمعني ترك بعض المبادئ مؤقتا والتعاون مع أيا كان من أجل مصلحة الدولة, طبق بوتين هذه النظرية عن طريق عقده عدة اتفاقيات اقتصادية قوية بين البلدين علي الرغم من معارضة تركيا لكثير من مبادئ روسيا السياسية وخاصة مبادئ دعم النظام السوري ضد الارهاب ولكن بوتين تجاهل معارضة تركيا لهذه المبادئ وتجاهل لدعمها للجيش الحر وتجاهل تشكيلها خطر كبير علي مصالح روسيا في سوريا وقبل أن يعقد معها عدة اتفاقيات اقتصادية من أجل مصلحة الدولة *خاصة بعد الحصار الاقتصادي المفروض علي روسيا من قبل الغرب*

أما الميكافيلية فهي أن الغاية تبرر الوسيلة وأنه لا يوجد أي قيم انسانية أو أخلاقية أثناء تحقيق مصالح الدولة وتثبت ميكافيلية بوتين في دعمه للنظام السوري والمصري علي الرغم من انتهاكهم القانون الدولي والقوانين الانسانية والحقوقية وذلك كله من أجل مصالح دولته الاستراتيجية في كلا من سوريا ومصر فعلي الرغم من دراسة بوتين للقانون الدولي الذي يستعديه ليكون مثالي وصاحب أخلاق قانونية الا أن ميكافيليته وواقعيته غلبت علي مجال دراسته وجعلته شرس ووحش فكره وهمه الوحيد هو مصلحة دولته واستقرارها وبقائها القوي

كما راينا قمنا بشرح النظرية الواقعية بشكل مبسط وبعد شرحها قمنا بملائمة الأمثلة التطبيقية لبوتين علي هذه السياسة التي يقوم بوتين بتطبيقها واتباعها لكل حذافريها ودون أي تفكير فبوتين وضع نصب عينيه فكرة ارجاع التاريخ الروسي الاوراسي التليد ومن أجل ذلك لا يسعه الا أن يتبع هذه الطريقة التي تعتبر الطريق الوحيد له في تحقيق أهدافه

 

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48501
Total : 101