وهذه كناية عمن يريد الخدمة والعناية ويبخل بالبذل، ولما ثار نصر بن شبث العقيلي على المأمون، طلبوا منه ان يبايع لأحد العلويين، فقال: ابايع واحداً من اولاد السوداوات، فيقول انه هو الذي خلقني ورزقني، وكان نصر من القواد الذين جمعهم عبد الملك بن صالح بالشام لتأييد الامين ضد اخيه المأمون، فلما قتل الامين، اظهر نصر الخلاف وجند جيشاً كبيرا، وقوي امره في الجزيرة،فكلمه نفر من شيعة الطالبيين، وقالوا له:
انك قد وترت بني العباس، وقتلت رجالهم، فلو بايعت لخليفة ، كان اقوى لأمرك، فقال: من اي الناس؟ قالوا: تبايع لواحد من آل علي بن ابي طالب، فقال: ابايع واحداً من اولاد السوداوات، فيقول انه خلقني ورزقني، فقالوا: بايع لبني امية، فقال: اولئك قوم ادبر امرهم، والمدبر لايقبل ابداً، ولو سلّم عليّ رجل مدبر لاعداني ادباره، وانما هواي في بني العباس، وانما حاربتهم محاماة عن العرب، لانهم يقدمون عليهم العجم.
ولا اعتقد ان احدا منا يريد عودة البعث، لأن اولئك قوم ادبر امرهم، والمدبر لايعود ابدا، وهذه الحجة ساقطة بيد من يريد ان يدعيها، وقد بايعنا العلويين منذ اكثر من 12 عاما، فصيروا رئيسنا كرديا، ونوابه متوزعين، والرئيس ونوابه يطلبون منا العبادة والرزق، فلقد قال وزير الاتصالات حسن الراشد، ان رئاسة الجمهورية ضغطت عليه باتجاه فرض الضرائب على كارتات الهاتف النقال، لتأمين مرتب رئيس الجمهورية ونوابه الثلاثة، رفض الرجل في البداية، ولكنهم هددوه بانهم سيقومون بهيكلة الوزارة، فاذعن اخيرا وفشل.
مايعني ان الرئيس ونوابه يطلبون من الشعب العراقي الرزق والعبادة، وهذا لايصح، لانك ان عبدت احدا توجب عليه ان يؤمن لك رزقك، ولكن مايجري في العراق لايخضع للقاعدة المعروفة، لقد فشلت الضرائب التي فرضت على كارتات الهاتف النقال، وتراجعت الوزارة، لكن الحملة في مقاطعة تعبئة الرصيد ستستمر، وهذا مورد مهم من موارد الدولة ستخسره بعد الحركات الصبيانية التي قامت بها رئاسة الجمهورية، اصبح التقشف من جميع الاتجاهات، وهذا هو الذي جاء بالمثل: المايعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره.
أ سمعت ايها الشعب العريق العظيم الكبير ، صاحب الحضارة، يامن علمت الناس الكتابة، وعرفتهم القانون بمسلة حمورابيك، ترليون ومئات المليارات، مرتبات الرئيس ونوابه، احسب حجم الزيادة وضع امامها مرتبات الرئيس وثلاثة من نوابه، مع العلم ان هؤلاء الثلاثة ليسوا في الخدمة، بعضهم خارج العراق، وحماياتهم يتعدى تعدادها اربعة افواج من الجيش، ماذا تستطيع ان تفعل، اللصوص من امامك وداعش من خلفك، وليس لك الا الصبر، الصبر الذي صار يداف بسم الكلمات.
لقد (طلعت علاكة) الرئيس بضرائب الهاتف النقال، (علاكة) رئيس الوزراء ونوابه ، من اين ستطلع، ربما من كراجات النهضة وباب المعظم والعلاوي وباب الشرجي، زين واذا طلعت علاليك ذوله، علاكة النائب المحترم من اين ستطلع، ليست ( علاكه) ، وانما هي حقيبة،هذا والتظاهرات على الابواب وقد دخلت التيارات الدينية بقوة، لتحرف مسيرة المتظاهرين ، ولتجير الامر باسمها، وهذا مانبهنا اليه وتحدثنا حوله، فقط اريد ان تصل الفكرة الى رأس فؤاد معصوم والعبادي، (عمي تره ماكو هيج قاعدة، اعبدني وارزقني).
مقالات اخرى للكاتب