Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ولا يزالون مختلفين
الأحد, تشرين الأول 4, 2015
مثنى الجبوري

 

إنّ الواقع الذي يشهده بلدنا العزيز قد أتعبنا واستنزفنا وجعلنا في مستنقع الدول المتخلفة التي لا يؤبه لها ولا تجد مَنْ يهابها أو يحترمها.

والأسباب التي أدّت إلى ذلك كثيرة إلا أنني سأذكر سببا واحدا فقط لأنّي أراه والله تعالى أعلم أنّه من جملة الأسباب الرئيسية التي أوصلتنا إلى هذا الحال: ما هو هذا السبب؟

إنّه عدم فهمنا لسنّة الاختلاف، وترتب على هذا: عدم تقبّلِ وجهةِ نظر المخالِف، والنتيجة: خلافات وخصومات ونزاعات وانقسامات.

فالاختلاف سنّة كونية سنّها ربّ البرية جلّ جلاله إذ قال (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ  إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ —) سورة هود  الآيتان (118 –  (119.

تأمّلوا قوله )وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ( أي خلقهم ليكونوا مختلفين، مختلفين في ماذا؟

مختلفين فكريا، ومذهبيا، وعِرْقيا، وخُلقيا، وخَلقيا، قال سبحانه )وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) سورة الروم الآية (22).

ومن الاختلاف الذي قدّره الله جلّ وعلا بيننا هو الاختلاف في المذاهب والمشارب، وهذا يفهم من قوله عزّ وجلّ )وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*( سورة البقرة الآية ((148.نعم فالوجهات تختلف لكنّ الغاية ينبغي أنْ تتّحد، المذاهب تختلف في الأقوال والآراء، فكلّ واحد منها يبدي برأيه وقد يصيب وقد يخطئ لكنّ الغاية من اختلاف أقوالهم وآرائهم: الله سبحانه وتعالى، لهذا قال )فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ( فقد تختلف الوجهات لكنّ الغاية واحدة وهي الوصول إلى ربّ الأرض والسموات من خلال التسابق في الخيرات.

إذن: لا يجوز لهذا الاختلاف أنْ يجرّ إلى الخلاف، لماذا؟ لأنّ الاختلاف محمود والخلاف مذموم، لأنّ:

1- الاختلاف معناه أنْ يكون الطريقُ مختلفا والمقصودُ واحدا, والخلاف يعني أنْ يكون الطريقُ والمقصودُ كلاهما مختلفين.

2- الاختلاف من آثار الرحمة، والخلاف من آثار النقمة.

3- الاختلاف ما يستند الى دليل، والخلاف لا دليل له إلا الهوى )— وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ —( سورة القصص الآية ((50.

هذا هو الأصل الذي غاب أو غُيِّبَ عنّا، وهذا هو الحق الذي لا يريد أعداؤنا أنْ نهتدي إليه لنبقى متناحرين متقاتلين، وصدق الله تعالى إذ قال )— وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا —( سورة البقرة الآية ((217.

وقال )أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ( سورة النساء الآية ((44.

وقال )وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً —( سورة النساء الآية ((89.

وقال )— يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ( سورة التوبة الآية ((47.مشكلتنا اليوم في هؤلاء السمّاعين للفتنة.

فيا أيّها العراقيون انتبهوا واستيقظوا واعلموا أنّ:

الاختلاف قائمٌ في المذهب الواحد، فقيامه في الدين الواحد من باب أولى لأنّ الدين أعمّ من المذهب.

الاختلاف قائمٌ في البيت الواحد، والأسرة الواحدة، بين الآباء والأمهات، والأبناء والبنات، والإخوة والأخوات، والأقارب والعائلات، فوجوده في الوطن الواحد من باب أولى لأنّ الوطن أكبر من الأسرة والعائلة. فالمطلوب إذن: التعايش مع الآخر وإنْ كان مخالفا لك في مذهبه وفكره وانتمائه، والعلم بأنّ التطرّف لا دين له سواء كان لمذهب أو قبيلة أو عشيرة أو غيرها، قال نبيّنا الأكرم صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم )ليْسِ منَّا مَنْ دَعا إلى عَصَبِيّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيّة.(

وإذا لم نصحِّح هذه المفاهيم لم نَجْنِ إلا مزيدا من الخراب والدمار والتخلّف والدم.

كثير من البلدان اليوم يدينون بغير دين الإسلام، والبلد الواحد منها فيه ديانات مختلفة وطوائف متعددة ومع ذلك ما جرى بينهم كالذي جرى ويجري بيننا.

فالنصارى أربع طوائف رئيسة وفيها مذاهب كثيرة، وكذلك اليهود طوائف متعددة ومذاهب مختلفة، بل هناك أناس يعبدون الشجر والبقر والفأر وغيرها من المخلوقات ومع ذلك يحترم بعضهم بعضا لقناعتهم أنّ الدين والمذهب قضية متروكة لحريّة الفرد يختار منها ما يشاء، ولا يجبر على شيء في ذلك، وهذا ما صرّح به كتاب ربّنا جلّ ذكره إذ قال )لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ —( سورة البقرة الآية ((256.

وقال )لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ(  سورة الكافرون الآية ((6.

ونحن الذين نعبد ربا واحدا، وندين بدين واحد، ولنا كتاب واحد، وقبلة واحدة، وأكرمنا ربّنا بنبيّ فاق وساد جميع الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والتسليم، يقـتل بعضنا بعضا، وينتقص أحدنا من الآخر، لماذا؟ لاختلاف المذاهب، أيّ دين هذا؟ وأيّ فهم هذا؟ اختلاف المذاهب رحمة فجعلناه نقمة، اختلاف المذاهب حضارة فجعلناه تخلّفا، اختلاف المذاهب تنوّع في الاجتهاد فجعلناه اختلاف تضاد، وترتّب على هذا فسادٌ وإفساد.

جعلنا عبدة البقر والفأر والشجر والحجر يضحكون منّا، يقولون: انظروا إلى أصحاب الدين الواحد ماذا يصنعون بأنفسهم وكيف يتقاتلون فيما بينهم.

أسخطنا ربّنا إذ لم نأتمر بأمره الذي قال فيه )وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ( سورة آل عمران عليهم السلام الآية (103).

قوله )ولا تَفَرَّقُوا( لا يعني عدم الاختلاف، بل يعني اختلفوا لكن لا تجعلوا هذا الاختلاف سببا لفرقتكم، اختلفوا ولكن لتكن قلوبكم سليمة من البغض والحقد والكراهية.

أحزنّا نبيّنا صلى الله تعالى وسلم على ذاته وصفاته وآله وصحابته إذ لم نعمل بوصاياه لنا فقال )المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لَا يَخُونُهُ وَلَا يَكْذِبُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ، عِرْضُهُ وَمَالُهُ وَدَمُهُ.(

وقال )لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا —.(

وقال )مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى.(

وقال (لا تَرجِعوا بَعدي كفَّاراً يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعض)

وقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام أنّ أعمالنا تعرض عليه، فتصوّروا الحزن الذي يعتري قلبه الشريف لما يرى من أحوال أمّته.اللهمّ أصلح أحوال الأمّة، واكشف الغمّة، وبدد الظلمة، ووجّه نحوك القلوب والهمّة، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهمّ احفظ العراق والعراقيين، واجعلهم إخوة متحابين، بكرمك يا أكرمك الأكرمين.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44499
Total : 101