هناك مقولة شعبية بغدادية صارت وياية بالمكلوب ...البغادة الاصليين ( اهل بغداد القديمة ) ومن اقوالهم وعقايدهم الشعبية انه اذا حكتك حرحارة ( باطن الكف ) أيدك اليمنى ...هذا يعني راح تجيك فلوس كومة من حيث لاتدري ولاتحتسب ...اي بشارةخير وبركة ..
وفي صباح احد الايام الماطرة والمطر يبشر بالخير ( وللاسف هذه الايام يبشر بانقطاع الكهرباء وغرق الشوارع والاحياء في بغداد )...وقبل ان اركب السيارة ...بدأت حرحارة ايدي تحكني بشكل لافت ..ولا اكتمكم سرا وانا البغدادي (اب عن جد) غمرتني فرحة ما بعدها من فرحة ..وتفاءلت بالبشارة العفوية ..على اساس الفلوس راح تجيني من حيث ادري ولا ادري.. واني بذاك اليوم كنت مفلس ودايخ بالايجار وقسط السيارة ..وضاربني الهبري مثل مايكولون ..
وبعد خروجي بالسيارة للشارع واني فرحان ومطنش واضحك وي نفسي ووي الهوا ...وما اشوف روحي ..الا والتاير مال السيارة يطك طكة فززتني ونستني الفرحة ونستني ايدي اليمنى واليسرى ..
استعذت بالله وحمدته على كل مكروه ..وكلت لنفسي ..سهلة هذا اول الخير ..و كان الشارع في تلك اللحظة مزدحم على دينه وكل السواق طالعة رواحهم وزهكانين ..فبدأوا يصيحون ...اطبك على صفحة ..واني ضايج من الصياح والطربكة وجا اطبك على الجانب ..واذا بسيارة يسوقها اعمي كلب وارعن وسوء حظي ..ويصدم سيارتي ويفلش الجاملغ الايمن والصفحة كلها .. وطبيعي انا سكتت وما حجيت ..اخاف لا يروح يطلع السايق ..رجل امن ,,او من المليشيات ..اومن حملة مسدسات كاتمة الصوت ..وانا رجل من عامةالشعب وفقير وماعندي ظهر يسندني ..المهم اكلت الدعمة وسكتت وكنت اناقشه بادب المساكين وحوار المفلسيين ..
والمصيبة وجماله فوكها ..الاخ ( والظاهر شبعان وملغلغ وما داير بال مو مثلي )ما سيطر على سيارته ..وصعد الرصيف وسحك مرة ورجال من المارة واكفين على الرصيف ..وتبين فيما بعد بالمستشفى واحد منهم انكسرت رجله ..والمرة انكسرت ايدهه ..
وبعد ان اخذتهم اني والسايق الاخر ( اللي جان بطران ومادير بال ) للمستشفى ..انقلبت الدنيا علينا وجاء اهالي وممثلي عشاير الرجل والمرة ... وعشيرة السايق الداعم يصيحون ويعيطون ويهددون ويطالبون بالفصل العشائري وكعدة العشاير ..واني بيناتهم وحيد اتلفت ..مثل الاطرش بالزفة ..اهدأ بالمتصايحين والمهددين ..وبين لحظة واخرى ..يدفعني أحدهم ..
واني اردد مع نفسي ...ياربي .. هاي وين جانت الي ..وهذا شلون مصباح اكشر ..اللي صبحت بيه ..ساعةالسودة اللي حكتني بيها ايدي ..واتحسس ايدي محاولا التذكر ..جانت يدي اليمنى لواليسرى ؟؟
وفي نهاية النهار .. حسبت الخسائر التي اصابتني وحلت بمدخراتي المالية ..وجدت نفسي ممددا علي بساط الفقر والديون لعدة اشهر ..اندب حظي واترحم على مشاعر المنكوبين والفقراء ..ولعنت الساعة التي حكتني فيها حرحارة ايدي اليمنى ..
و احجيها الكم بصراحة ..هنا بدأ الشك يساورني ...هل المقصود بالمقولة البغدادية الشعبية كانت اليد اليمنى اواليد اليسرى ..وبعدالاستفسار من الشياب والعجايز ..اجمعوا على انها تخص اليد اليمنى وهي المقصودة وانا لست غلطان ..ولكن الكل لاموني وادعوا انني انا المتوهم لان الحكة كانت بسبب بكة (بعوضة )ملعونة ..
وعندها ومن ذلك اليوم المشؤوم عقدت العزم مع نفسي ان لااخرج من باب الداراذا صدف وحكتني حرحارة ايدي اليمنى اواليسرى ..بل وسعت النطاق تحريم الحك بحيث شملت حرحارة قدمي اليمنى واليسرى ..ولا تلوموني ..النار ما تحرك ..الا رجل واطيها ..
مقالات اخرى للكاتب