Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كيف أضاعت تركيا فرصتها لقيادة المنطقة؟
الاثنين, تشرين الثاني 4, 2013
باتريك كوكبرن








ترجمة – أنيس الصفار

ترى كيف تبدّدت تلك الفكرة التي كانت تصوّر تركيا بأنها القوّة الصاعدة في الشرق الأوسط , باقتصادها المتنامي ونظامها الديمقراطي المستتب في ظل حكومة ذات طابع إسلامي مخفف ، ذلك النظام الذي ربما كان سيصبح أمثولة للدول العربية في العام 2011 وهي تنضو عن أنفسها عقوداً من حكم الدولة البوليسية ؟
بعد مرور سنتين على تلك الانطلاقة لم يعد أي من هذه الأوصاف الجميلة منطبقاً على تركيا ، وهي اليوم تشكو قلّة الأصدقاء في الشرق الأوسط . لقد وفقت تركيا ، وبضربة واحدة ، في كسب عداء القوى الشيعية الأربع الواقعة إلى الجنوب والشرق من حدودها ، وهي إيران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان، إلى جانب سخط الأنظمة الملكية السنيّة الخليجية باستثناء قطر . 
فهاهم الطيّارون الأتراك يتعرّضون للاختطاف في بيروت ، وسائقو الشاحنات الأتراك يعتقلون في مصر بعد أن أثار الدعم التركي لرئيس مصر المعزول محمد مرسي وجماعة الأخوان المسلمين حفيظة النظام القائم في مصر إلى حد جعله يتدخّل لوقف عرض المسلسلات التركية على التلفزيون المصري . 
الأخطر من كل هذا هو أن تورّط تركيا في دعم الطرف الذي يبدو مرجحاً لخسارة الحرب الأهلية السورية لم يعد على تركيا إلا بالوبال . ما كان ينبغي أن تمضي الأمور على هذا المنوال : فعندما اندلعت الثورة السورية كانت أنقرة في موقع طيّب يؤهلها للقيام بدور التهدئة في الأزمة بفضل حسن العلاقة بينها وبين الرئيس بشار الأسد، بالإضافة إلى امتلاكها قدرة الضغط على الثوار الذين يعتمدون على بقاء الحدود التركية السورية ، التي يتعدى طولها 900 كيلومتر، مفتوحة لهم . بيد أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان غامر أكثر مما يجب في لعب أوراقه مفترضاً أن الأسد سرعان ما يهوي مثل معمّر القذافي في ليبيا ، وعلى أساس هذا الافتراض قدّم دعماً كاملاً للثوار . 
لقد ارتكبت حكومات كثيرة هذه الغلطة، ولكن فشل الثوار في تحقيق انتصار حاسم ارتدّ على تركيا بأبلغ الآثار وأخطرها . وأياً يكن ما تخيّلت تركيا أنها فاعلة في سوريا فهي قد فشلت في تعاملها مع المقاتلين الجهاديين كما فشلت مع سواهم من غير الجهاديين الذين يعيشون في سوريا اليوم في ظل خوفهم من بعضهم بقدر خوفهم من حكومة الأسد . لم تعد المسألة اليوم متعلّقة برحيل الأسد عن سدّة الحكم في سوريا قدر تعلّقها بقدرة الثوار على البقاء والعمل على أساس أنهم أكثر من مجرّد عصبة من أمراء الحرب .
الفجاجة السياسية التي مارسها أردوغان ، ومعه حزب العدالة والتنمية ، في كلا سوريا والعراق تأتي متنافية كل التنافي مع القدرة والصبر اللذين أبداهما في السيطرة تدريجياً على مقاليد السلطة في تركيا خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية . ولعل أفضل تفسير لهذا هي الغطرسة النابعة من الانتصارات التي أحرزها أردوغان في انتخابات الأعوام 2002 و2007 و2011 حين تمكّن بدهائه من التغلّب على الجيش التركي الذي كان خصماً لدوداً للحكومات التركية الاسلامية السابقة المنتخبة ديمقراطياً . 
إلا أن غريزة أردوغان السياسية التي لا تخيب خانته خارج حدود الوطن فإذا به يصبح سيّد الحسابات الخاطئة حين زجّ بتركيا في الحرب الأهلية الضارية الدائرة في سوريا وأقحمها في أوضاع العراق المعقّدة . حتى السياسيين العراقيين وجدوا أنفسهم يتأرجحون بين الحيرة والذهول ازاء هذا التدخل المتخبّط .
لقد كان بوسع تركيا أن تلعب دوراً بنّاء يعزّز موقعها ونفوذها ويدخر أرواحاً كثيرة أزهقت لو أنها اتخذت موقفاً أكثر توازناً وحياداً يسمح لها بالتوسط بين الأطراف المختلفة ، بيد أن الذي فعلته كان العكس تماماً حين انضمت إلى تحالف من القوى السنيّة يشمل أطرافاً فطرت على الطائفية مثل السعودية . بذا صار في حكم المؤكد أن تستعدي القوى الشيعية وتدفعها إلى النفور منها . وحتى في داخل هذا التحالف كانت تركيا تعاني العزلة بسبب تأييدها للأخوان المسلمين في مصر . 
وكان الثمن الاقتصادي الذي ترتب على ذلك باهظاً، حيث أغلقت بوجهها خطوط التجارة عبر العراق وسوريا ، كما ذكرت التقارير أن الإمارات العربية المتحدة قد ألغت استثمارات في مجال استخراج الفحم تقدّر بـ 12,5 مليار دولار كان من شأنها خلق نحو 4 آلاف وظيفة . ويشعر المستثمرون في دبي والكويت الآن أيضاً بالقلق من أن تتمادى تركيا فتوغل في تورطها إلى ما هو أبعد .
إلا أن سموم العداء الطائفي في سوريا آخذة بالانتشار ببطء في تركيا بسبب الطائفة العلوية هناك التي يتراوح تعداد أبنائها بين 15 و25 مليون شخص ، وهم متعاطفون مع أخوانهم علويي سوريا. فشجب أردوغان لحكومة دمشق ، التي يهيمن عليها العلويون ، بدأت تظهر انعكاساته على العلويين الأتراك الذين كانوا يجأرون بالشكوى منذ وقت طويل من التمييز الذي يتعرضون له على يد الدولة السنيّة التي تمنعهم من ممارسة حقوقهم الدينية . 
هذا الشعور بالتفرقة لا يزال أمامه شوط طويل قبل أن ينقلب إلى نزاع طائفي مخضب بالدم مثل الذي تشهده سوريا وما شهده العراق ، إلا أن احتمال الانفجار مستمر في التصاعد ، ومتى ما اندلع العنف سيكون من الصعب إيقافه لأن الحرب الأهلية السورية تلقي على الخلافات السياسية العميقة الجذور في تركيا ظلالاً أقوى توحي بالأزمة .
أياً يكن هذا الذي يحدث فإن فرصة تركيا في الشرق الأوسط آخذة في الإفلات كما يبدو بسرعة غريبة، وربما تكون هذه واحدة من أعظم الفرص الضائعة في تاريخ المنطقة. أما الشعارات العثمانية الجديدة ، بغض النظر عن عمق المقت الشعبي لحكم الامبراطورية العثمانية القديمة في قلوب رعاياها، فقد باتت اليوم وهماً من الأوهام ، ومن الممكن أن تسوء الأمور أكثر . 
فالعلاقات بين تركيا وإيران تلوح عليها معالم التحسن الآن، ولكنها إذا عادت إلى التدهور من جديد فإن إيران سيكون لديها الحافز آنذاك على تقويض أي تفاهم قائم بين الحكومة التركية والكرد الأتراك . ففي هذا الأسبوع يعتزم أردوغان أن يعلن عن بعض التنازلات التي ترغب الحكومة في تقديمها للعلويين والكرد، وهي بالطبع لن تكون بالقدر الذي يتمنونه ولكنها قد تكفي لإشعارهم بأنهم حققوا مكسباً على طريق نيل حقوقهم المدنية الكاملة .
أخطاء أردوغان الفادحة في مستنقع الطائفية السياسية الممتد من إيران إلى البحر المتوسط يذكّرني بمغامرات توني بلير العاثرة في الشرق الأوسط. فبلير، مثل اردوغان ، سياسي لا يشق له غبار داخل وطنه وذو إحساس سياسي مرهف لا يخيب، كما انه مثل رئيس الوزراء التركي قد فاز بثلاث دورات انتخابية متتالية ، وكان معتاداً أيضاً على التعامل مع زعماء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي . ولكنه حين جاء إلى العراق ولبنان فارقته حنكته وغررت به غطرسته . 
الصورة التي يعرضها بلير في مذكّراته عن عراق ما بعد التغيير تكشف عن هزال مذهل في فهم ما كان يجري ويدور. فالقاعدة وإيران تظهران في تلك المذكرات فجأة من حيث لا يدري أحد مثل مخلوقات غريبة هبطت من كوكب مجاور لتوقعا الفوضى والارتباك . وعلى مثال هذا يبدو لنا أردوغان غارقاً في سحابة من الحيرة والاستغراب لا يدري كيف آلت مغامرته في الشرق الأوسط إلى كل هذا السوء والخراب . 

* عن صحيفة الغارديان


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44009
Total : 101