تتفاعل قضية تجسس الولايات المتحدة على سجلات المكالمات الهاتفية للأشخاص والحكومات في اعقاب تسريبات Edward Snowden ألعميل المتعاقد مع وكالة NASA، وكالة القومي الأميركية مطلع حزيران 2013 . يشار ان كالة الأمن القومية National Security Agency واختصارً NSA، وكالة أمريكية فيدرالية مختصة بشؤون جمع المعلومات المرسلة عن طريق أنظمة الاتصالات المختلفة، وتحليلها بواسطة تقنية متقدمة. أنشأت في 4 نوفمبر، 1954 بغرض جمع المعلومات عن الاتصالات الدولية وتحليلها. ومقرها الرئيسي في" فورت ميادي"بولاية ماريلاند الأميركية .
وكشفت بأن العملية التي بدأت بعد هجمات 11 أيلول توسعت تحت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وسبق إلى "سنودن " Snowden أن توجه يوم 24 يونيو 2013، إلى موسكو من هونغ كونغ وحصل على اللجوء ألسياسي. وذكر" سنودين" بان وكالة NSA متورطة باكثر من 61 الف عملية قرصنة على شركات وأشخاص وحكومات. وذكر Snowden بأن وكالة الامن القومي الامريكية ومكتب التحقيقات، FBIلها ألقدرة للوصول مباشرة الي الخوادم المركزية التسع شركات أمريكية الرئيسية للأنترنت من خلال برنامج سري للغاية معروف باسم Prizm " بريزم"يستخلص الصوت والتسجيلات المصورة والصور ورسائل البريد الالكتروني والوثائق وسجلات الاتصال .
إتفاقيات سرية لوكالة الأمن ألقومي
إن ماتقوم به وكالة الأمن القومي الاميركي من تجسس على مستوى افراد وحكومات وشركات يعتبر مخالفة قانونية تحاسب عليها الولايات المتحدة ، كونها تستخدم الخوادم الاميركية للتجسس. فرغم نفي ألمسؤولين في ألخوادم الاميركية وابرزها Google فان ألمعلومات أكدت بان وكالة الأمن القومي الأميركية لديها اتفاقات سرية ، غير معلنة مع عدد من الخوادم اي محركات الأنترنيت للدخول وتصفح المشاركين في مختلف دول العالم من خلال برنامجها الأستخباري الفني PRISM ، هذا البرنامج يسمح لها التقاط المعلومات من خلال تغذية الملقمات. وشركات الأستضافة والأنترنت لديها القدرة علي تسجيل المعلومات الخاصة بعملائها ونوعية المواد والمواقع التي يتصفحونها، والأحتفاظ بهذه المعلومات علي الخوادم . هذه التسريبات اثارت القلق لدى دول الأتحاد الاوربية اكثر من غيرها وخاصة المانيا وفنلندة التي تعتمد على الخوادم الاميركية وأعادة للاذهان رواية Orwellian language للكاتب Michael Shelden ،عام 1884 والتي حققت مبيعات كبيرة كونها كانت تقوم على فكرة التجسس على الافراد داخليا ، وقضية تجسس نفق برلين مطلع الخمسينيات و الحرب الباردة.
ألمانيا
تفاعلت قضية تجسس NASA ألتابعة إلى وكالة الأمن ألقومي الأميركية، على هاتف أنجيلا ميركل، مستشارة المانيا الكثير من ردود الفعل ألشديدة على مستوى الحكومة والأعلام. وفقا لحديث المؤرخ "جوزيف فوشبوت" مع دوتشة فيلة الألمانية، إن الحكومة الإتحادية سمحت للحلفاء مثلا بحق القيام بعمليات إستخبارية واسعة النطاق على الأراضي الألمانية، بالأضافة إلى حق التحكم في النظام البريدي ونظام الهاتف في ألمانيا الغربية. وأضاف "هذه الأتفاقيات لا تزال سارية المفعول وملزمة لجميع الحكومات الأتحادية المتوالية. وكان برنامج التجسس الأميركي قد بدأ العمل به في عهد ريتشارد نيكسون عام 1969. تعمل الدول الأوروبية على تشريع وتوقيع "اتفاقية حظر التجسس"، تتعهد فيها الأطراف المعنية بعدم التجسس على بعضها البعض وسوف تعمل بريطانيا على ايجاد خوادم خاصة بها. وفي بيان للحكومة الألمانية، أنها أوفدت Gerhard Schindler "غيرهارد شيندلر"رئيس الإستخبارات الخارجيةBND Dr.Massen، الإستخبارات الداخلية Bundesamt für Verfassungsschutz (BfV) ومنسق الاستخبارات الفيدرالية. إلى واشنطن " للوقوف على حقيقة عملية التجسس عبر القنوات الإستخبارية.
ردود فعل
وفقا الى"وول ستريت جورنال" 29 أكتوبر2013، إن وكالة الأمن القومي الأمريكية أوقفت عملية التنصت على هاتف" ميركل"، وذلك بعد تحقيق داخلي أجري بتكليف من الحكومة الأمريكية في وقت سابق من هذا العام 2013. ويأتي هذا، بعد أن اعترف مسؤولون في الحكومة الأمريكية بالتنصت على المستشارة الألمانية إلى جانب نحو 35 من قادة العالم. وفي أعقاب هذه العملية، ألغت ألمانيا في 3 أغسطس 2013 اتفاقا للتجسس كان يربطها مع الولايات المتحدة وبريطانيا منذ الحرب الباردة ردا على التسريبات المتعلقة ببرنامج مراقبة الأنترنت الذي تديره واشنطن وألذي يعود إلى 1968-1969، وقال مسؤول ألماني، إن الأتفاق لم يفعل منذ إنتهاء الحرب الباردة عام 1990.
إستجواب مدير الإستخبارات" كلابر" James Clapper
أكد مدير الأستخبارات الوطنية الأمريكية" جيمس كلابر" James Clapper في 30 أكتوبر، 2013 على أن التعرف على نوايا زعماء الدول الأخرى هدف رئيسي لأنشطة الأستخبارات الأمريكية. ووصف "كلابر"، في كلمة أمام لجنة الأستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، عمليات التجسس بأنها "ركيزة مهمة" لسياسة بلاده الأستخباراتية. وأعتبرت رئيسة لجنة الأستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي"ديان فينشتاين"، أنه كان من الخطأ أن تتجسس الولايات المتحدة على قادة دول صديقة.
تحقيقات لجنة الأمن في ألكونغرس
ومع بداية دخول أوباما البيت الأبيض، أستجوب الكونغرس مسؤوليي وكاله الأستخبارات خلال فترة بوش، ابرزهم "تينت" مدير ال سي اي ايه رغم ان ألتحقيقات أكدت بأن الوكاله كانت مهنيه، وتقاريرها تتقاطع مع صقور البيت الأبيض " ديك تشيني وكولن باول"، ولم تؤكد إمتلاك العراق لأسلحه الدمار الشامل. و أمتدت قائمه المطلوبين بالتحقيقات الى عدد من الصحفيين الذين عملوا لصالح البيت الأبيض وابرزهم الكاتبه الاميركيه جوديث ميللر سيئة الصيت، المعروفة لدى الأستخبارات العراقية ماقبل 2003. وتصاعدت فضيحة البيت الأبيض كشفه اسم عميلة للإستخبارات الأميركية "فاليري بالمي" Valerie Elise Plame Wilson ـ من قبل تشيني ـ انتقاما من زوجها السفير جو ويلسون Joseph Wilson ـ قائم بالأعمال الأميركي في بغداد حتى حرب الخليج الثانية 1990ـ1991، الذي انتقد مبررات الحرب الاميركية على العراق. Valerie، التي أعترفت في أعقابها، بأنها لم تستطيع تجنيد حتى مصدر واحد داخل العراق رغم مسؤوليتها على فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة.
لقد كان بوش رئيسا مشاكسا في حياته وفي سياسته، لذا مجيء اوباما الى البيت الابيض، يعني تغيرا في السلوك والسياسه. إن عمليه التغير تحت اداره اوباما شملت إصلاح ال" سي اي ايه"، واتبع إستراتيجيه الحفاظ على اسرارالوكالة. وأصلح اوباما الحلقه المفقوده مابين النتاغون وألوكاله الأستخباريه باعتماده فرق من المحلليين والعملاء العسكريين داخل الوكاله لتغذيه البنتاعون بالمعلومات المصنفه وخاصه قواعدها العسكريه في الخارج.
ألحرب الباردة
خلال الحرب الباردة، مطلع الخمسينيات، بدأت الـ"سي اي ايه"، ألتنصت على خطوط الهاتف ألرئيسية التي تربط مركز قيادة الـ"كي جي بي" في برلين مع موسكو، بواسطة حفر نفق من داخل برلين الغربية ليصل إلى نقطة وضع أجهزة التنصت على الأسلاك في برلين الشرقية. لقد تم اختراق أسلاك مئات الهواتف الخاصة في حينها، وبدأت الأسرار السوفيتية تتدفق عبر نفق برلين. وسبق ذلك ان الـ"كي جي بي" استطاعت تجنيد احد ضابط الأستخبارات البريطانية وهو "جورج بلاك" George Black، الذي يعتبر واحد من اشهر الجواسيس في العالم من خلال ولائه المطلق الى "الكي جي بي". في يناير عام 1954 زود George Black معلومات تتعلق بمحاضر الأجتماعات السرية التي جرت بين الـ"إس أي اس"،وفي خطوة مبيته تركت موسكو عملية حفر النفق. بعد ذلك كشفت موسكو عن النفق واستثمرته اعلاميا ضد الغرب. رغم ان هنالك روايات مختلفة، تقول تم الكشف عن النفق خلال فترة سقوط الثلوج، وبسبب وجود محركات تدفئة في النفق أذابت الجليد من على سطح النفق مما أثار فضول موسكو. هذه الحادثة اصبحت درسا في المعاهد الإستخبارية.
شبكات تجسس
أدانت محكمة عسكرية روسية في مارس 2012 أحد المهندسين العسكريين في الجيش الروسي في قضية تزويد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA بمعلومات عن تجارب تتعلق بصواريخ حربية حديثة، وأصدرت حكمها عليه بالسجن 13 عاما. كما قامت موسكو وواشنطن في يوليو 2010 بإجراء عملية تبادل سلمت الولايات المتحدة بموجبها عشرة أشخاص اتهمتهم بالقيام بأعمال تجسس لصالح روسيا التي قامت من جانبها بإطلاق سراح أربعة متهمين بالتجسس لحساب واشتطن، تمت الصفقة عبر فينا. وكانت الجاسوسة الروسية "آنا شابمان" من بينهم.
وأفادت وسائل إعلام أميركية في 4 أكتوبر 2012 أن وثائق محكمة في بروكلين في نيويورك تشيرإلى أنه منذ العام 2008، عمل رجل الأعمال الكزاخي المولد "ألكسندر فيشينكو" كعميل غير مسجل للحكومة الروسية مع عشرة أشخاص آخرين لتصدير إلكترونيات خفيفة من شركة في هيوستن بغية توفير قطع حاسوب خاصة بالجيش الروسي. فيشينكو الذي وصل الولايات المتحدة عام 1994، حصل على الجنسية الأميركية عام 2003. ومنذ 1996، كان يتنقل بشكل مستمر بين روسيا والولايات المتحدة.
وسخر الكرملين في 15 مايس 2013 من محاولة دبلوماسي أميركي Ryan Christopher Fogle " ريان فوغل " تجنيد ممثل لأجهزة الاستخبارات الروسية، على الرغم من ألتعاون بعد اعتداء مارثون بوسطن . وضبط وبحوزته وثائق وأموال، يعمل سرا تحت غطاء وظيفته سكرتيرا ثالثا في السفارة الأميركية في موسكو. ولايستبعد ان تكون خطة روسية مبيتة، اي بدفع "ال كي جي بي" المسؤول الروسي، والتي توصف إستخباريا بألخطوة التعرضية. يشار ان عقوية التجسس تصل الى 60 عاما كما حدث مع عقوبة الحكم على الجندي الأميركي" براديلي".
وقامت موسكو بنشر صوره في وسائل الأعلام، وهي خطوة ممكن وصفها خرق للأتفاق الأستخباري بين واشنطن وموسكو.
الخلاصة
إن لجوء سنودن الى موسكو يعيد للأذهان الحرب الباردة من جديد مابين قطبي العالم. وقد شهد مطلع عام 2012 و2013 عملية تبادل جواسيس مابين البلدين، هذه الخطوة تكون دائما إستباقية ماقبل لقائات القمة. وترتبط موسكو وواشنطن بأتفاقية عدم كشف او فضح مسؤولي مخابراتهم في البلدين، والمقصود ممثلي المخابرات عند البلدين وليس الجواسيس. لكن موسكو خرقت هذا الأتفاق مطلع 2013 لتكشف تورط ممثل المخابرات المركزية Fogle لدى موسكو، وقامت بتسريبه إلى وسائل الأعلام، وهي خطوة ممكن إعتبارها استفزازية من قبل موسكو إلى واشنطن.
التجسس، هو نشاط الحكومة الخفية لأي دولة تعنى بحماية أمنها ألقومي، ومهما وصلت ألعلاقات مابين بلدين لايمكن الغاء أو أهمال نشاط المخابرات. فما تعجز عنه الحكومات تحصل علية أجهزة مخابراتها عبر شبكة عملائها في العالم، ويكاد أن يكون التجسس مشروعا. وهذا ماجاء في حديث وشهادة James Clapper "كليبر" امام الكونغرس اللأميركي بقوله "التجسس ـ التنصت ـ ركيزة عملنا" أي عمل وكالة الأمن ألقومي.
أن عام 2013 كان ساخنا الى وكالة الأستخبار الآميركية والبنتاغون، في أعقاب قضية " جوليان أسنج، ويكيليكس،مسرب المعلومات الذي طلب اللجوء الى الآكوادور وكان ألجندي الأميركي برادلي مانينغ متورط معه، والذي حكم عليه منتصف عام 2013 ب بالسجن لمدة ستون عاما.
ليكون عام 2013 عام الأستخبارات وذروة الجاسويسة في الحرب الباردة، التي يعتبرها المراقبون عادة من جديد منذ عام 2010.
يجدر الأشارة بأن وكالة NASA"ناسا" تابعة إلى وكالة الأمن القومي وتخضع لقوانينها. وفي حديث الجنرال General Keith Alexander خلال جلسة أستجواب الكونغرس الأميركي أنكر تقرير الواشنطن بوست ،بأن وكالة NASA تحصل من شبكة Yahoo and Google يوميا معلومات تخضع للتسجيل وتقدر بمئات الملايين من المعلومات، وفقا لتقرير الديلي تلغراف بنسختها الأصلية ـ الأنكليزية في 30 أكتوبر 2013 وألواشنطن ألمقربة من ألبنتاغون ذكرت بأن وكالة NASA لديها برنامج MUSCULAR يتم تشغيله بالأشتراك مع نظيرتها وكالة GCHQ البريطانية. بالدخول بشكل طبيعي على حزم الألياف الزجاجية وبشكل مستمر،هذا البرنامج يمكنها جمع 181 مليون سجل خلال شهر واحد. لكن David Drummond مسؤول الدائرة القانونية في Google أنكر تمرير المعلومات الى الوكالة. ويضيف الجنرال Keith Alexander في مؤتمرا قائلا "أنا أستطيع ألقول باننا لا ندخل على خوادم Google و Yahoo لكننا نسلك الطرق ألقانونيةـ عبر القضاء ـ" وهي عبارة غير مباشرة بأن الوكالة تعترض مرور المعلومات، فقد بات معروفا أن الوكالة تدخل على حزمة الالياف الزجاجية تحت البحار.
ألولايات المتحدة اتخذت قرار في أوكست 2013، بأغلاق العشرات من سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط وافريقيا بناء على أعترافها بأعتراض أتصال ربما يكون هاتفي او عبر الأنترنيت مابين الظواهري وناصر الوحيشي،زعيم تنظيم القاعدة في اليمن .
أن تفاعل قضية تجسس الولايات المتحدة على حلفائها، تعيد للآذهان الحرب الباردة 1941 في أعقاب الحرب العالمية الثانية وتقسيم برلين الى جزء شرقي وغربي، والتي استمرت حتى سقوط جدار بلين وتفكك الآتحاد السوفيتي 19980 ـ 1990. وتعيد للآذهان حادثة تجسس اميركا والحلفاء على موسكو مطلع الخمسينيات عبر حفر نفق برلين والتي أرتبطت بأشهر عميل وهو جورج بلاك. التقارير الأستخبارية في حينها ذكرت، بقيام تسيير رحلة يوميا لنقل المعلومات من برلين الى واشنطن.
ألتداعيات
إن قضية Edward Snowden المتعاقد مع وكالة NASA الخاضعة لوكالة الأمن القومي، أحدثت أضرارا كبيرة في العلاقات مابين واشنطن وحلفائها خاصة المانيا. الولايات المتحدة مازالت تملك قاعدة اميركية قرب فرانكفورت Vision Bade ـ فيسن بادن ـ ولا يستبعد استخدامها لأغراض التجسس وسط أوربا. وبدون شك فأن الأستخبارت الخارجية الألمانية ال BND والداخلية ـ حماية ألدستور ـ سوف تخضع السفارة الأميركية للمراقبة والرصد الفني اكثر،فلا يستبعد أن تكون السفارات الأميركية في العالم أن تمثل محطات تواصل مع وكالة NSA فنيا. يجدر الأشارة الى ان سفارات الولايات المتحدة عبر العالم يكون فيها شعبة اتصالات خاصة، غير ألأتصالات الروتينية، وهذه الشعبة لايمكن الدخول لها من قبل الدبلوماسيين الا العاملين فيها وتكون في طابق معزول.
أن تداعيات هذه القضية على المانيا لها وقع اشد من غيرها كونه تعيد للأذهان عمليات تجسس جهاز مخابرات المانيا الشرقية المعروف تحت مختصر STASI " ستازي ـ والأكثر ان انجيلا ميركل كانت تعيش خلال تلك الفترة في المانيا الشرقية تحت سيطرة STASI، الاتحاد السوفياتي سابقا. لذا كان ردود فعل ميركل عنيفا جدا.
مايشهد العالم الأن من صراعات وتوافقات خاصة في منطقة الشرق تعكس عودت الحرب البارد وحرب الجواسيس بين الطرفين والتي تضرب بتداعياتها حلفاء الطرفين في المنطقة.
جاسم محمد: باحث في قضايا الأرهاب والأستخبار
مقالات اخرى للكاتب