Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الامبريالية تقصف العراق من 100 عام
الثلاثاء, تشرين الثاني 4, 2014
فضيلة يوسف

تؤكد حملة القصف الجوي التي يقودها الرئيس أوباما ضد داعش في العراق وسوريا تصميمه على السياسة الاستعمارية البريطانية قبل 100 عام لتجنب عواقب وضع أعداد كبيرة من القوات على الارض في ما يسمى الآن العراق والصومال وأفغانستان وباكستان واليمن والأراضي الفلسطينية المحتلة.
تحدث مسؤول بريطاني في العراق في نيسان 1919 قائلاً : " لدينا مجال واحد عاجل للتخفيف من اندلاع الثورة هنا أو هناك ، يجب التعامل معهم من قبل الطائرات ... وقد تعاملنا مع كل هذه الاضطرابات القبلية من الجو ... وبالتالي حمينا الجيش من السير عدة أميال أكثر والإنهاك في بلاد سيئة وقللنا عدد الضحايا ".
ولا تزال تلك القوات الجوية الغربية تقصف الدول نفسها استناداً إلى نفس المنطق بعد قرن من الزمن وهو فشل مذهل في السياسة والإنسانية وسيادة القانون.
تاريخ قصف العراق قديم قدم تاريخ القصف نفسه. وصلت الطائرات الأولى من الفيلق الجوي الملكي البريطاني إلى بلاد ما بين النهرين (العراق) في عام 1916، وخاضت القوات البريطانية المعارك مع الأتراك في الحرب العالمية الأولى وكانت الطائرات تستخدم في الأصل للاستطلاع، و سرعان ما تكيفت للقصف، وعلى جبهات أخرى.
كان العراق مكاناً آمناً خلال معظم القرنين ال 18 و 19 على الرغم من موقعه على الحدود بين الامبراطورية العثمانية والفارسية، مقارنة مع تاريخ أوروبا وأمريكا الشمالية الغارق في الدماء. لكن في ذروة النزعة الدموية العسكرية الغربية في الحرب العالمية الأولى سرعان ما اجتاحت العراق تلك النزعة. فبعد هزيمة البريطانيين المذلة واستسلامهم في مدينة الكوت عام 1915، دخلت القوات البريطانية بغداد في عام 1917، ومنحتها عصبة الأمم الولاية لحكم العراق والأردن وفلسطين في عام 1919.
وسرعان ما أصبح القصف سمة أساسية من سمات الحكم البريطاني. وتبنى وزير الحرب ونستون تشرشل خطة لتشكيل أسراب من القاذفات تتمركز في قواعد يمكن الدفاع عنها بشكل جيد، لمهاجمة القبائل المتمردة في المناطق المحيطة بها. وبعد ثلاثة وثمانين عاماً، قام دونالد رامسفيلد بتقليد خطة تشرشل، وصك مصطلح منصات الزنبق لقواعد العمليات الأمامية الأمريكية في العراق وأفغانستان. أقنع مارشال الجو البريطاني Hugh Trenchard القادة البريطانيين بالفكرة الجديدة "لا قوات عسكرية على الأرض" تقنية السياسة الاستعمارية ، وكتب : "إذا لم يجد العرب شيئاً لمحاربته على الأرض ولا شيء لنهبه أو بنادق يمكنهم الحصول عليها، ولا أحد لقتله ، لا يوجد الا الطائرات التي هي خارج متناول أيديهم ... لن يكون هناك خطر وقوع كوارث أو خسائر فادحة مثلما عانت دائماً دوريات المشاة الصغيرة في البلدان غير الحضارية ".
كانت استراتيجية Trenchard "لا قوات عسكرية على الأرض" شديدة الإغواء للقادة البريطانيين لنفس الأسباب التي جعلت الرئيس أوباما يعتنقها، عقيدة الحرب السرية القائمة على القصف من الطائرات بدون طيار والقوات الخاصة والحروب بالوكالة. كما لاحظت صحيفة واشنطن بوست في عام 2010:
وفّرت هجمات الطائرات بدون طيار غير المعترف بها وأعمال وكالة المخابرات المركزية في باكستان، إلى جانب الغارات الأمريكية الأحادية في الصومال والعمليات المشتركة في اليمن- لرئيس ديمقراطي مثل أوباما، الذي تم انتقاده من جانبي الطيف السياسي للعدوان الكثير أو القليل جداً- أدواتاً سياسية مفيدة ".
تولى سلاح الجو الملكي البريطاني دوره باعتباره السلاح الناري للسياسيين في العراق، وسرعان ما بدأ مسؤولون بريطانيون بطرح الأسئلة الصعبة حول السياسة الغربية الفاسدة منذ ذلك الحين. شكى الضباط الاستعماريون أنه على الرغم من فوائد القصف السياسية للمسؤولين في لندن، فإنه بديل غير فعال لمعالجة المظالم المحلية وحل المشاكل السياسية في العراق، وأن القصف ترك وراءه ضحايا غاضبين ومشاكل لم تحل. كانت هناك حركة شعبية "أُخرجوا من بلاد ما بين النهرين" في المملكة المتحدة وتحدث النائب Lansbury George علناً ضد "هذه الطريقة الوحشية في الحرب ضد شعب أعزل". لكن أول حكومة منتخبة لحزب العمال البريطاني في عام 1924 طبقت نفس الحسابات السياسية كما فعل أوباما، واستمر القصف.
خططت بريطانيا أصلاً لإدارة العراق على النموذج الهندي، مع تخصيص ضباط سياسيين بريطانيين ليكونوا زعماء للقبائل في أنحاء البلاد، ولكن التمرد العراقي في عام 1920 قادهم إلى مراجعة خططهم. واستفادت الثورة التي أطلقها الشيعة والملالي من الخبرة العسكرية التي منحهم اياها ضباط في الجيش العثماني السابق وسرعان ما انتشرت الثورة في جميع أنحاء العراق. اعتمدت السياسة البريطانية مثل خلفائهم الأمريكيين، استراتيجية "فرق تسد" لتقسيم المقاومة العراقية. بفارق تعاون الشيعة والأكراد مع الأميركيين بدل السنة الذين تعاونوا مع البريطانيين ، وجلبوا فيصل، الذي كان من المفترض في الأصل أن يحكم سوريا، كملك للعراق، واحاطوه بطبقة حاكمة من الضباط العثمانيين السابقين من العرب السنة، ورحل الملالي بسبب حرمان الشيعة من القيادة.
كافح العثمانيون بشراسة لفرض ضرائب على المجتمع القبلي المستقل في العراق ولم ينجحوا ، ونجح البريطانيون حيث فشل الأتراك. وسرعان ما أصبح القصف البريطاني شكلاً من أشكال العقاب الجماعي للقبائل التي لا تدفع الضرائب، حتى ضد القبائل التي لم تُظهر أي علامات أخرى من التمرد. تمركزت أربعة أسراب من قاذفات سلاح الجو الملكي البريطاني في العراق، وكانت تقصف القبائل التي لا تدفع الضرائب بلا رحمة. وتم توثيق حملة القصف ضد السماوة في عام 1923-1924 بشكل جيد ، حيث أُحرق 144 شخصاً على الاقل حتى الموت.
كان Arthur Harris أحد قادة الأسراب ، وهو المعروف في التاريخ باسم قائد القوات الجوية المارشال "المفجر" أو "الجزار" Harris ، لمشاركته كقائد لسلاح الجو الملكي البريطاني في الحرب العالمية الثانية. بعد مهمته في العراق في عام 1924، ذكر هاريس، "إن العرب والأكراد يعرفون الآن ماذا يعني القصف الحقيقي، ويعرفون الإصابات والأضرار. وهم يعرفون أنه في غضون 45 دقيقة يمكن محو قرية كاملة وترك ثلث سكانها بين قتيل وجريح".
وفي وقت لاحق، وكضابط كبير في فلسطين خلال انتفاضة عام 1936، كتب هاريس ان " قنبلة 250 أو 500 رطل في كل قرية فلسطينية يمكن أن تتحدث بدورها و" وستهتم بالمشكلة الفلسطينية". برر Harris جرائم حربه في العراق وفلسطين بنفس النغمة العنصرية التي يتباهى بها الجنود الأميركيون اليوم، أن "الشيء الوحيد الذي يفهمه العرب هو اليد الثقيلة".
درس جميع الاطراف آثار القصف الأكثر جدية في السعي اليائس لاستراتيجية النصر - خلال الحرب العالمية الثانية- صدم قصف الألمان لمدينة غرنيكا الباسكية في عام 1937 خلال الحرب الأهلية الإسبانية الجمهور الغربي الذي تجاهل المجازر التي ترتكبها القوات الجوية البريطانية في آسيا وأفريقيا. كان لقصف غرنيكا تأثير معاكس، فبدلاً من كسر معنويات شعبها، جمع بين الفصائل المنقسمة الجمهورية السابقة ووحد المقاومة الشعبية. كتب المحللون (المؤيدون والمعارضون) أن نتائج القصف كانت عكسية تماماً.
اتحد أهل لندن بالمثل في مقاومة القصف الألماني في عام 1940، ولكن هذا لم يمنع القادة البريطانيون من وضع افتراضات خاطئة حول الآثار النفسية لقصف المدن الألمانية. أدى تقرير Butt (1941) إلى تخلي المملكة المتحدة عن "الدقة" في القصف لصالح القصف الشامل بعد أن وجدت أن قنبلة واحدة فقط من ثلاث قنابل تضرب ضمن خمسة أميال من هدفها. بعد أول غارة جوية شاملة على هامبورغ ،كتب منفذها Harris:
"إن الهدف من القصف الهجومي الشامل (السجادة)... ينبغي أن يُذكر بشكل لا لبس فيه: أن تدمير المدن الألمانية، وقتل العمال الألمان وتعطيل الحياة المتحضرة في جميع أنحاء ألمانيا ... تدمير المنازل والمرافق العامة ووسائل النقل والحياة ، وخلق مشكلة اللاجئين على نطاق غير مسبوق، وانهيار الروح المعنوية على حد سواء في الداخل وعلى جبهات القتال، خوفاً من القصف الموسع والمكثف ، هدف مقصود ومقبول لسياسة القصف التي نقوم بها. وهي ليست آثاراً جانبية لمحاولاتنا ضرب المصانع ".
رافق القصف الأمريكي للعراق منذ عام 1991 حملة دعائية تعتمد على الخصائص الأسطورية للجيل الجديد من الأسلحة "الذكية". وقد تعاونت وسائل الإعلام الشركاتية مع وزارة الدفاع الامريكية في الالتزام المهووس بتكنولوجيا الأسلحة وإقناع الجمهور بأن القصف الاميركي الآن "دقيق" بحيث يمكن استهداف مواقع العدو أو "الإرهابيين" دون قتل وتشويه أعداد كبيرة من المدنيين.
بحلول عام 2003، والولايات المتحدة والمملكة المتحدة تستعدان لشن حرب على العراق قُتل فيها على الأرجح مليون عراقي، ادعى المغرور Christopher Hitchens: "يمكننا القول اليوم أننا من الناحية العملية قادرين على القتال ضد الطاغية وليس ضد الشعب أو الأمة ". الذريعة الساخرة أن القصف هذه الأيام مختلف نوعياً أو أقل تدميراً من غرنيكا، والغارات على لندن أو تدمير المدن الألمانية واليابانية في الحرب العالمية الثانية هي واحدة من الأساطير جوهر الدعاية الغربية الحديثة.
تم اختبار هذه الحملة الدعائية خلال حرب الخليج الأولى، الابتهاج بفيديوهات القصف البصرية من الأسلحة "الذكية" التي تدمر "الأهداف" ونقلها إلى شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم. وقد أغضب صديقي Anatole Turecki - الذي قاد قاذفات لندن و Wellington في القصف الوحشي على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية- وذلك من خلال متابعته لحملة الدعاية الأمريكية التي تولت عناء تحليل القصف الذي قام به البنتاغون. وتوصل إلى أن قصف العراق تم بشكل عشوائي مثل القصف الذي تعرضت له ألمانيا ( قصف السجادة). وقد ثبت أن تحليله صحيح ،عندما كشفت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت لاحق أن 7٪-;- فقط من القنابل والصواريخ التي أُمطرت على العراق كانت في الواقع أسلحة "ذكية ". وقد وصفت الأمم المتحدة في تقرير لها الأضرار بأنها تقترب من أن تكون " مّروعة"، وأن المجتمع تدهور من مجتمع "كان حضرياً وصناعياً للغاية " إلى مجتمع " ما قبل الثورة الصناعية ".
صنفت وزارة الدفاع الأمريكية في آذار 2003 ،68٪-;- من القنابل والصواريخ التي أُطلقت على العراق وعددها (29200) كأسلحة ذكية دقيقة ، ولكن حتى الآن هذه الأسلحة الذكية غير دقيقة بنسبة 100٪-;-. حدد سلاح الجو الأمريكي دقة هذه الأسلحة بأنها تضرب في نصف قطر من 10-40 قدم (3-13 متر) عن الهدف ، ولكن لديهم قنابل تصل أنصاف أقطار إصابتها إلى مئات الأقدام، استنادا إلى حجم ونوع السلاح، والأبنية المقصودة وعوامل أخرى، ويعني ذلك أنه حتى الضربات الجوية "الذكية الدقيقة" قاتلة وتأثيرها خطير على الناس البعيدين.
لكن Rob Hewson ، محرر مجلة تجارة الأسلحة (Jane s Air Launched Weapons)، قدّر أن 75-80٪-;- فقط من القنابل التي ألقتها الولايات المتحدة على العراق في ضربة " الصدمة والرعب "كانت من الأسلحة الذكية "الدقيقة" وحتى تلك القنابل كانت على درجات متباينة من الدقة. وأن ما لا يقل عن 4000 من الأسلحة الدقيقة لم تُصب أهدافها وأن 9000 منها لم تكن من الأسلحة الدقيقة في المقام الأول، كان ما يقرب من نصف القنابل المستخدمة في " الصدمة والرعب" فعّالة بشكل تقليدي كقصف السجادة. شككت الدعاية الغربية أيضاً بالمسوحات الوبائية الشاملة في العراق، والتي تشير إلى أن نحو مليون عراقي قد قُتلوا وأن القصف الأمريكي كان السبب الرئيسي للموت العنيف والسبب الرئيسي للموت العنيف للأطفال في العراق.
عُلّقت في عام 1985، لوحة مطرزة مستنسخة عن لوحة غرنيكا لبيكاسو عند مدخل قاعة مجلس الأمن الدولي، لتذكير الدبلوماسيين بأهوال القوة العسكرية لمنعها وإصدار حظر لها في ميثاق الأمم المتحدة. وفي شباط 2003، وبناء على طلب من الولايات المتحدة، تم تغطية لوحة غرنيكا بستارة زرقاء لتجنيب زير الخارجية كولن باول والسفير نيغروبونتي الانزعاج أثناء محاولتهم تبرير المزيد من الغرنيكات. وفي عام 2009، تمت إزالة اللوحة.
يبدو هذا رمزاً للرحلة التي سافرت إليها السياسة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت. في عام 1986، وبعد وقت قصير من تعليق لوحة غرنيكا في مجلس الأمن، قضت محكمة العدل الدولية في لاهاي في قضية نيكاراغوا ضد الولايات المتحدة الأمريكية. أدانت المحكمة الولايات المتحدة لعدوانها ضد نيكاراغوا، وأمرت الولايات المتحدة بدفع التعويضات. رفضت الولايات المتحدة قرار محكمة العدل الدولية، في انتهاك للمادة 94 من ميثاق الأمم المتحدة، وأعلنت أنها لم تعد تعترف بالاختصاص الإلزامي للمحكمة. كما كتب البروفيسور في القانون Anthony D Amato في المجلة الأمريكية للقانون الدولي:
"... سينهار القانون إذا كان من الممكن مقاضاة المتهمين فقط عندما يوافقون على رفع الدعوى ضدهم ، وأن القياس المناسب لمنع الانهيار ... "عملية إعادة الهيكلة الضرورية لنظام واسع من المعاملات والعلاقات القانونية مبنية على توافر المحاكم كملاذ أخير. سيكون هناك حديث عن العودة إلى شريعة الغاب ".
وكان هذا واضحاً ليس فقط بتأثير ولكن بعزم الولايات المتحدة رفض الاختصاص الإلزامي لمحكمة العدل الدولية.كتب D Amato "منذ عام 1986، ارتكبت الولايات المتحدة جرائم دولية منتظمة على نحو متزايد، وكانت متأكدة أن أعمالها لا تخضع، لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وأحكام المحاكم الدولية، ولكن لقانون الغابة وفقط قانون الغابة . استخدمت الولايات المتحدة حق النقض " الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد نيكاراغوا عندما طالبت بتنفيذ حكم محكمة العدل الدولية ، وهي على استعداد بتحد تام لاستخدام حق النقض ضد أي قرار يعرّضها للمساءلة على أي من جرائمها.
وفي ثقة تامة في قدرة النظام الاحتكاري لوسائل الإعلام الأمريكية بتوفير الغطاء السياسي لأخطر الجرائم الدولية، اختار القادة الأمريكيون متعمدين التخلي عن سيادة القانون وتبني قانون الغاب. ويعيش الأمريكيون والناس في كل مكان الآن عواقب هذا القرار.
دفع ملايين الضحايا حياتهم ثمناً ل 95000 ضربة جوية أمريكية وجرائم حرب أخرى منذ عام 2001، في حين أن ملايين آخرين يعانون من الإعاقة، والتشوه والألم والاضطراب والمرض والفقر والأمية. مائة عام من القصف تركت المنطقة في حالة من الخراب والدمار والمجتمعات الهشة التي تمزقها شقوق غير مسبوقة والعنف. التنوع العرقي والطوائف التي تعيش في الشرق الأوسط شهادة على تاريخ طويل من التسامح الذي تم تمزيقه إرباً وبوحشية من قبل قرن من الاستراتيجيات الغربية "تغيير الأنظمة" و "فرق تسد". جندت القوى الغربية في كل منعطف، وأطلقت العنان لقوات قمعية ، معادية للديمقراطية لخدمة مصالحها الخاصة، فقط لتبرير المزيد من التدخل والدمار الشامل عندما تخرج هذه القوات عن السيطرة الخارجية وتتحول ضد الغرب. داعش :ليست سوى أحدث مثال على ذلك.
تكمن جذور هذه الأزمة في السياسات الغربية غير الشرعية والهمجية، وليست في الردود اليائسة للضحايا في المناطق المتضررة. إننا نحن الأمريكيون الذين نحمل مفتاح حل الأزمة. لا يمكن الدفاع بالقول أن قادتنا مقيدون "بالواقع السياسي" الفاسد في واشنطن. يجب علينا أن نصر على أن تفي الولايات المتحدة بالتزاماتها تجاه السلام وسيادة القانون، أن يتوقفوا عن القصف ويبدؤا الاستماع.
كتبت Hannah Arendt في أصول الاستبداد عام 1950، " نحن لم نعد قادرين على اتخاذ ما هو جيد في الماضي، وببساطة نطلق عليه تراثنا، وعلى تجاهل الأفعال السيئة وببساطة نفكر به مثل الحمل الميت الذي سيدفن في غياهب النسيان. لقد خرج التيار الجوفي من التاريخ الغربي أخيراً إلى السطح واغتصب كرامة تقاليدنا. هذا هو الواقع الذي نعيش فيه ".
سأل أحد الصحفيين مرة المهاتما غاندي عن رأيه في الحضارة الغربية. فأجاب: "أعتقد أنها ستكون فكرة جيدة." قد تكون فكرة حان وقتها ".
مترجم
Nicolas J.S. Davies



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.41878
Total : 101