عمر شاب عشريني، يرى حقوقه مصادرة وتحتاج الى بعض المقومات لإرجاعها، قياساً بما يشاهده في أقرانه المترفين، فأنه يرى نفسه بحاجة مُلحة الى المال، أخذ يسرق الحاجيات الخفيفة، وما يجده أمام البيوت، لإهمال أصحابها، أو نسيانها بالخارج.
وجده أحد طلبة العلم، وهو يسرق شيء من أمام داره، زهد صاحب الدار بالبضاعة المسروقة، ولكنه مسك "عمر" من كتفه وقال:" بُني إنك بحاجة الى توعية أخلاقية، ستكفيك هذا الجهد الذي تهدره بالسرقة"، إستقرت تلك الكلمات في قلب وعقل الشاب، ورد قائلاً بعد إن إعتذر: "وأين أجد تلك الأخلاقيات يا شيخ"؟ فأجابه الرجل "اذهب وأقرأ الكتب، وطالع تربية النفس بإمعان..!
رجع عمر إلى رشده، بعدما أنبت تلك الكلمات الصادقة ضميره، تذكر أن القرآن أول كتاب عربي إسلامي سماوي، يتحدث بتهذيب النفس، راح يقرأ القرأن الذي في حجرة والدته، فوجده صريح بعقوبة السرقة، وحازم بتحريم الكذب، وجازم بتجريم القتل، إمتعض عمر، وخرج من فوره، يبحث عن كتاب آخر لا يرتبط بالإسلام، أقل حدية وجدية لدرجة تحليل السرقة...!
دخل ذات يوم الى شارع المتنبي، الكتب تملأ الأرصفة والشوارع، فقال مع نفسه، لعلي سأجد هنا أخلاقيات تجيز عملي بالسرقة، فسرق العديد من الكتب، التي تدل على توعية وتهذيب النفس..! لأنه لا يملك ثمنها، وجلس يقرأ فيها لفترة من الزمن، فأكتشف بأن كل الكتب التي قرأها، وعلى إختلاف مسمياتها وإتجاهات وديانات مؤلفيها الغير مسلمين، إلا إنها تنقل نفس مضمون الكلام، الذي قرأه في القرأن، ولا فرق بين من ما دعى اليه الله في كتابه، وما يدعون اليه هولاء في مؤلفاتهم.
الأخلاقيات المحمودة متفق عليها، ويستنبطها الملسلمين من قرأنهم ....؛
إذن لماذا يُحاربون هولاء القرآن في السنتهم؟ ويدينون بما يؤمن به ويدعو له في كتبهم....!
سألت أحدهم فأجاب: "المسلمين حرفوا قرآنهم عن مساره، وصودر مبتغاه خارج الأطر التي ينصها، فتجد القتل والتهجير والجرائم في البلدان، مستنبط منه، وتحت يد الإسلام المكفولة دستورياً، بكتاب سماوي أسمه القرآن....!
هل هذا يعني بأنه لا توجد جريمة في الأديان الأخرى؟ ماذا نسمي الإبادة الجماعية بحق مسلمي بورما؟ من قبل المسيحيين وغيرهم..! ماذا نسمي الإبادة الاميركية لليابان بالقنبلة النووية؟ ماذا نسمي الحرب العالمية الاولى والثانية؟ ماذا نسمي دعم الأوربيين لداعش؟ ماذا نسمي 1200 جريمة قتل وإغتصاب؟ حدثت في أمريكا خلال شهر واحد..! ماذا نسمي نسبة 350 جريمة؟ كمعدل جرائم القتل والإغتصاب في بريطانيا..! حسب ما ذكر التلفزيون الرسمي البريطاني عام 2015..
مصدر الارهاب ليس الإسلام، وإنما هم من يستخدمون الإسلام،غطاء لجرائمهم بالإنسانية..!
الكل يعترف اليوم بأن داعش صناعة أمريكية - إسرائلية، وهذا ما أشار إليه الرئيس المنتخب مؤخرا لأميركا "ترامب"، حيث قال: بأن داعش صناعة الديمقراطيين..! سنحاسب عليها "أوباما" و "هلاري كلنتون" إذن هم من يدعم داعش، في العراق وسوريا واليمن ومصر ولبنان، وهم من يدعم إسرائيل لقتل الشعب الفلسطيني، كل هذه الدلائل والقرائن، تشير الى من هو مصدر الجريمة على الكرة الارضية؟
إذا ما حُرف القرآن عن مبتغاه، وصار الإستنباط بيد بعض مرتزقة آل سعود، والغرب، وإسرائيل، مثل " ابن تيمية" و"محمد عبد الوهاب" و"إبن باز" و"القرضاوي" و"العرعور" وغيرهم، هل يعني هذا بأنهم يمثلون الإسلام الحقيقي؟ وإذا ما كانوا كذلك برأيكم، فلماذا تدفع لهم المرتبات الشهرية الطائلة؟ من آجل تلك الفتوى التكفيرية، التي تطال الأبرياء، لإشعال فتيل الإقتتال الطائفي، في البلدان الإسلامية..!
نصل الى حقيقة بأن القرآن، هو مصدر التشريع للسلام الذي سيعم البشرية، وجميع الأديان تعترف بذلك، ولكن الذي حصل، أن الغرب ينشرون غسيل جرائمهم على حبال الإسلام، بعدما وجدوا حاضنة دينية وسياسية، متمثلة بحكومات الخليجيين وعلمائهم المرتزقة، ومثلما حاول الشاب "عمر" سرقة كتب المؤلفين الغير اسلاميين لتبرير جريمته...! عملت ألدول الغربية على سرقة ضمائر كبار علماء الفتنة في الخليج، وإستخدامها لتبرير جرائمهم، في المجتمعات الدولية الأمنة والشعوب الفقيرة.
مقالات اخرى للكاتب