منذ أكثر من أسبوع تقريباً تتناقل صفحات الفيس بوك ومواقع الإنترنيت خبر مفاده .. قيام  وزير صناعة المشاريع الوهمية وصناعة النفاق والكذب والدجل , الوزير الموالي لحزب الدعوة المدعو (( أحمد الكربولي ) طائرة حديثة فارهة نوع ( فالكون ) تقدر قيمتها حسب المصدر الذي أفاد الخبر بـ ( 22 مليون دولار فقط لا غير ) ؟؟؟,  كما هو في الصور أدناه . كهدية متواضعة بمناسبة عيد ميلاد أبن نوري كامل المالكي .. أحمد ؟؟؟

حقيقة الأمر لقد شكل لي شخصياً وبالتأكيد للكثير من العراقيين هذا الخبر صدمة كبيرة لم نفوق منها بسهولة !؟ , أيعقل بعد كل هذا الخراب والدمار والاهمال المتعمد بأن يصل التمادي والغطرسة بهؤلاء الأوباش إلى هذا الحد من الأستهتار والاستخفاف بمشاعر شعب معدوم مسحوق مقتول مفجوع على مدار الساعة .. حسبنا الله ونعم الوكيل عليهم , عيش وشوف يا عراقي .. يا من تعتاش على المزابل والنفايات , ويا مَنْ تقف ساعات وأيام في طوابير محطات البنزين كي تشتري كم لتر بانزين لعربتك المتهالكة , أو لمولدتك الكهربائية لتأمين ساعة أو ساعتين من الكهرباء لتأمين قسط من الراحة لك ولعائلتك المنكوبة في جميع جوانبها الحياتية , أو يتعذر عليك الوصول لعملك أو لبيتك بسبب حواجز ونقاط التفتيش التي تقطع أوصال العراقيين وليس فقط أوصال مدنهم وعاصمتهم , ويتعذر عليك دفع إجرة سيارة النقل الداخلي أو الخارجي بسبب الفقر والفاقة , أو يتعذر عليك الوصول إلى بيتك وأطفالك بعد يوم شاق من العمل .. هذا إن وجد لك عمل بسبب الازدحام والاختناقات المرورية ؟, ناهيك عن الخوف والرعب والموت الذي يطاردك في كل مكان بواسطة الكاتم والتفجيرات والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي تتربص بك في كل مكان وزمان , وغيرها من الشدائد والمحن التي ألمت بالعراقيين بعد أن تسيد أراذل القوم في غفلة من الزمن التعيس على شعب طيب .. كريم ونبيل   

السؤال الذي يطرح نفسه ..  والذي نتوجه به مباشرة إلى أبناء الشعب العراقي الذين يعيش جلهم تحت خط الفقر .. إذا كانت هدية هذا العام بمناسبة عيد الميلاد الميمون لنجل نوري المالكي عبارة عن طائرة فارهة وبهذه القيمة الفلكية !؟. فكم مليار دولار تم نهبه من قبل هذا االوزير اللص خلال فترة توليه منصب وزير الصناعة في حكومة دولة القانون على مدى ثمان سنوات ؟, في العراق الجديد الذي لايصنع حتى علبة كبريت على مدى عشر سنوات ؟, وكم .. وكم مليار دولار جديد ستتم سرقتها بمناسبة تقديم هكذا هدية متواضعة ... ياترى ؟؟؟, وهل سيحذو باقي الشلة من الوزراء الأشاوس حذو الكربولي بالتسابق لتقديم الهدايا والعطايا والمقاولات لأولاد وأحفاد وأصهار رئيس مجلسهم الوزاري .. لكسب رضىا الوالد الحاكم والمتصرف بأموال وثروات العراق وأرواح العراقيين كيف ومتى ما يشاء ؟؟؟ 

أخيراً نقول : سبحان الذي جلب نوري وأزلامه وولده الوحيد .. أحمد  وأحفاده وأصهاره ووزراء حكومته .. من أزقة ودرابين .. إيران وسوريا ليحولهم في ليلة وضحاها من بائعي بسطيات .. وطالبي لجوء ومساعدات تتصدق عليهم دول العالم .. إلى أصحاب نفوذ وسلطة ودولة كارتونية وقوانين قرقوشية , ورجال مال وأعمال , و أصحاب شركات ومصانع وفنادق وشليهات ومنتجعات سياحية وفلل فارهة وطيارات خاصة ؟, وخيرّهم قبل الاحتلال .. كان غير قادر على أمتلاك ( حمار ) أو ( بغل ) أو ( عربة دفع ) !؟, فسبحان الذي جعلهم .. أي هؤلاء العربنجية بهذه السرعة المذهلة يقفزون من على ظهر أبو ( زنيهر ) ليمتطوا ضهر الأيرباص  والجامبو والبوينغ ... والفاكون الفارهة أدناه ... عيش وشوف يا شعب العراق .. يا مسكين .. و يا مغلوب على أمرك .. وأندب حظك التعيس . وكيف أبتلاك ربك بهذه الشلة والعصابة التي لا ذمة وضمير لها .. ولا تخاف ولاتغشى الله فيك , ليختبرك ربك سبحانه بهم وبظلمهم وبجشاعتهم وشراهتهم في حب جمع المال السحت على حساب فقرك ومرضك .. فهل تسكت على هذا الجور وعلى هذا الظلم ؟, هل تقبل وتخنع وتركع لهؤلاء اللصوص الذين سرقوا الجمل بما حمل ... لا بل أصبحوا يتبارون ويتافاخرون فيما بينهم .. من يسرق أكثر في وقت قياسي مذهل لينضم إلى قائمة أغنياء وأثريا العالم ... في حين يتربع الشعب العراقي للسنة العاشرة على هرم أكثر الشعوب فقراً وتخلفاً في العالم .  

فإياك .. إياك .. يا شعب العراق أن تنتفض وتثور أو تقلب الطاولة على رؤوس هذه العصابة .. ؟؟؟,  أو تُطالب بحقوقك التي كفلتها لك كافة القوانين الشرعية والوضعية , وحقك بالحياة الحرة الكريمة على ترابك الوطني لتتمتع بخيراتك وثرواتك التي منحك الله إياها , وأن تتمتع بالرفاهية وتلحق بركب الشعوب المعاصرة في العالم .. بل وحتى المجاورة والقريبة منك .. كحال أي شعب في بلد غني كالعراق .. وفي بلد يعتبر بحسب آخر الإحصاءىت من أغنى بلدان العالم بلا منازع  ... أخيراً لا يسعنا إلا أن نقول .. لك الله يا شعبي المنكوب ... ولكن في نفس الوقت الذي نفوض فيه أمرنا إلى  الله جلَّ في علاه .. وبالرغم من قوله ووعده لعباده , حيث يقول في الحديث القدسي , (( وعزتي وجلالي لأنصرنك أيها المظلوم ولو بعد حين )) , نعم أنه سبحانه.. يُمهل ولا يُهمل , وسيقتص من القتلة والمجرمين ومن هؤلاء السراق لامحالة , ولكن في نفس الوقت أمرنا وحذرنا ربنا سبحانه على عدم السكوت عن قول كلمة الحق , وأن أفضل الجهاد  (( كلمة حق عند سلطانٍ جائر )) , ووصف الساكت عنه بـ ( الشيطان الأخرس ) , وكذلك حذرنا من الوقوف مع الباطل وعدم مقارعة الظلم ... وأننا كما سنكون يولى علينا .. فهل من متعظ  وإلى متى السكوت .. وماذا ننتظر ؟؟؟