الإنسانُ هو العنوان الديمقراطي , وديمقراطياتنا العجيبة تحسب الإنسان هامشا , ولا تراه بعيون القيمة والدور , وكأن الذي يحصل لا يعنيه.
فلا ديمقراطية إن لم يكن الإنسان فيها هو العنوان.
ففكرة الديمقراطية جوهرها الإنسان وحسب!
وهدفها الإنسان بكل ما فيه وما عليه , وما يراه ويعتقده.
وهذا هو خطها المرسوم , وسكتها التي تسير عليها المجتمعات المعاصرة , ذات الدساتير الديمقراطية والأنظمة المتصلة بها.
هو الإنسان عنوان الحياةِ
ومنطلقٌ لرايات الهداةِ
فلا وطنٌ إذا الإنسانُ يَشقى
بقاسيةٍ وحُكّامٍ عُتاةِ
إن أي دستور لا يتحرر من التوصيفات , التي تزعزع قيمة الإنسان , لا يمكنه أن يكون ديمقراطيا.
ووفقا لهذا فأن بعض دساتير المجتمعات التي تدّعي أنها ديمقراطية , ذات خلل قاتل وفتاك لتدمير الديمقراطية.
فعلى سبيل المثال , فكرة حشر التوجهات التفريقية بمسمياتها وعناوينها المتنوعة , تعدّ مناهضة تماما للديمقراطية , ولا يمكن لدستور يحمل هذه الروحية أن يكون ديمقراطيا على الإطلاق.
وإلا لماذا لم تنهج هذا النهج الدول الديمقراطية العريقة؟!
إنّ مجتمعاتنا المبتدئة ديمقراطيا عليها أن تستوعب فكرة الإنسان كقيمة أساسية , وأن النظام الديمقراطي في أصله لتحقيق سعادة الإنسان في وطنه , وتوفير الحاجات اللازمة لتأهيله للتعبير عن إنسانيته وإستثمار طاقاته , بحرية وتفاعل إيجابي في المجتمع الذي هو فيه.
فاعرفوا الإنسان لكي تصنعوا الديمقراطية , وتنقلوا المجتمع إلى حالة المعاصرة والتفاعل الحضاري المنير!!