الولاية نوعان تكوينية وشرعية، والتكوينية هي التمكن من الاحداث في الكون والتسلط عليها، او القدرة على خرق نواميس الطبيعة، وتكون كرد الامام علي –ع-للشمس وغيرها، اما الشرعية يقصد بها القدرة والتصرف في أمور تتعلق بعالم التشريع والقانون، كالحلال والحرام، والواجب والمباح.
سؤال يتردد كثيراً لماذا جاء الحسين –ع-بعياله الى الطف وهو يعلم انه ومن معه سيقتلون؟ وكانت دوافع السائلين متعددة، فبعضهم من مبدأ الخوف على العيال نابعاً من الحب والحرص على ابن بنت الرسول، وبعض يريد ان يثير جدلاً، وبعض اخر يكون خبيث المقصد! حيث يرجح ان الحسين القى بنفسه الى التهلكة في كربلاء.
كان الجواب من سيد الشهداء "شاء الله ان يراهن سبايا" لكن خلف هذا الجواب يكمن تعليل، هو ان الحسين كان يحمل ورقة فتوى او تكليف شرعي للقيام، بغض النظر عن نتائجها وان كان هو يعلمها، وهذا جواب لمن شكك، لماذا لم يقم الامام الحسن –ع-بالثورة نفسها ووافق على الصلح.
ان الامام المجتبى كان الممهد الرئيس لثورة الطف، ولو اطال الله في عمره لكان قائدها، حيث كانت سنوات الصلح مع معاوية، كفيلة بفضح حكم بنو امية وتعريتهم، وكشفهم على حقيقتهم الخافية عن المسلمين آنذاك، حيث يعد قيام الامام الحسن –ع-قبل كشف حقيقة معاوية وابنه، هي انتحار سياسي وديني، وسيتم بعده القضاء على الدين الإسلامي.
هنا نتيقن ان هنالك ولاية شرعية جعلت الامام الحسين –ع-يأتي بعياله واطفاله الى كربلاء، كذلك كان سيد الشهداء حجة تطاع، ففي ليلة عاشوراء نادى أصحابه " هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا" ما كان ردهم؟ " والله لو علمت انى اقتل، ثم أحيا، ثم أحرق حيا، ثم أذر، يفعل ذلك بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك ".
بعد استشهاد الامام الحسين واصحابه –ع-، والاعداء قد هجموا على المخيم واحرقوه، والنيران كانت مشتعلة، الحوراء –ع-تسأل " ماذا نفعل يا بقية اهلي" منتظرة التكليف من الامام السجاد –ع-.
خلاصة القول: من اهم مضامين الثورة الحسينية، هو الالتزام بالحجة الشرعية والتقيد بأوامرها، حيث ان مرجعيتنا اليوم هي حجتنا بدليل: " وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حُجّتي عليكم وأنا حُجّة الله عليهم"
سلام.
مقالات اخرى للكاتب