لا أدري كيف يتحث رئيس الأئتلاف العراقي ألسيد ألجعفري عن آلأصلاح و درأ الفساد, و هو يُحاول كما في كلّ مرّة إستجماع بعض آلكلمات و آلجمل ألمفككة ألغير متناسقة .. و آلتي لا يفهمها هو نفسه .. أو يدركها على حقيقتها, و إنّما هو آللسان حين يلعق آلدين و يتقوّل ما إستحفظهُ العقل كآلببغاء من شتات هذا آلفكر و ذاك آلفكر أللقيط .. بعيداً عن كلمات القلب الحقيقية ألصادقة ألمعبرة, لتُذبح الحقيقة و بأسوء صورة في هذا الوسط ألفوضوي! إنّه بإمكان أيّ كاتبٍ مخلصٍ صادق؛ إستشفاف ألسّطحية و آلتّراكيب أللغوية ألغير آلمنسجمة للمفاهيم و آلجّمل ألمفككة في أحاديث ألسّيد ألجّعفري – رغم كتابته للمقدمات و رؤوس النقاط الكثيرة .. خصوصاً حين يتعرّض للحقّ و للأصلاح و كيفية مواجهة ألفساد و يصل ببيانه المقرف ذروتهُ حين يُعَرّف [ألعدالة و آلأيثار] و هنا آلطامة ألكبرى و آلنفاق ألمزدوج و التسفيه الحقيقي للمبادئ ألتي سمع بألفاظها من دون وعي غاياتها و مصاديقها يوم كان يتنقل كسائح في آلعواصم الأوربية, كلّ ذلك بسبب ما إستجمعه من شتات آلأفكار أللقيطة و ألسطحية و ما حمله من فكر متخلّف لا يرقى حتّى لمستوى معلم في آلمرحلة ألمتوسطة أو أيّ من الكتاب و أنصاف المثقفين! لقد قال و ركز كثيراً على موضوع العدل و العدالة و آلأيثار في إجتماعه آلأخير بجماعته بقوله: [ألعدل كما قيل: أن تأخذ حقّك، وتُعطي الآخرين حقّهم!] و لم ينسب آلتعريف أعلاه لأحدٍ فآلقائل مجهول, و أنا رغم مطالعاتي لآراء أشهر آلفلاسفة و آلمفكرين ألأنسانين خصوصا الأسلاميين منهم؛ لكنّي لم أقرأ تأكيداً أو تأييداً أو ذكراً لمثل ذلك التعريف ألسّطحيّ ألذي لا يناسب إلا مستواهُ و وضعه و نفسيته و بدنه الذي ما إلتأم فيه اللحم و الدم إلا من دماء آلشهداء و قوت و حقوق الفقراء ألذين يئنون من الجوع و المرض و آلعوز لكل شيئ في عراق آليوم! و الملفت للنظر أيضاً؛ هو تركيزه على أنّ مقوّمات العدل هو [أن تأخذ حقّك أولاً ثم تعطي حقّ الآخرين]! و نحن نتساأل: هل من آلحق و آلأنصاف أنْ تأخذ شهرياً حقوق و مخصات و نثريات و مصاريف و إمكانيات أكثر من 150 عائلة عراقية محرومة كراتب شهري دفعة واحدة!؟ هل فعل آلرسول ألكريم (ص) ذلك!؟ أم آلأمام عليّ(ع) ألذي كثيراً ما كان ينام و عائلته بلا غذاء أو عشاء!؟ بأية شريعة تأخذ و من معك كل تلك آلحقوق و آلرّواتب .. و من آلذي شرّع لك هذا الحق و آلتصرف بحقوق الفقراء و المستضعفين؟ و بأي مسوغٍ شرعيّ تأتي و تسمح لنفسك بعد أكل ونهب حقوق آلاف آلعراقيين ألفقراء؛ أنْ تتحدث عن ألعدالة و آلأيثار و تضع موازين للحق بحسب مقاساتك و أنانيتك و سرقاتك!؟ بل و آلأنكى من ذلك تظهر أمام الناس وتهمر الجالسين في مجلسه بسيلٍ من العبارات ألمفككة و الركيكة و الغير المتجانسة مع دموع آلتماسيح, و آلجميع صمٌ بكمٌ عميٌ كأنّهم جاؤوا من كهوف تورا بورا و لم يقرؤا كتاباً فكريّاً أو تفسيراً صحيحَاً لآيةٍ من كتاب الله أو فكر آلمفكرين أو معياراً واحداً للعدالة و آلحق ألّذي أوّل ما إستبحتهُ هو أنت يا سيّد جعفريّ و من معك في الأئتلاف و آلحكومة من أعضاء البرلمان و الوزراء الجهلة ألذين ختم آلله على قلوبهم و لم يعرفوا كما أنتَ أبسط تعاريف الحق و آلعدالة و آلأنسانيّة حتّى نظرياً ناهيك عن آلتطبيق العملي, سوى حقوقكم ومخصصاتكم و إمتيازاتكم أولاً و قبل كل شيئ ثم يأتي دور الباقين إن بقي لهم شيئاً و كما بيّنا في موضوعات سابقة فأنّ نصف ميزانية العراق تقريباً تُهدر على رواتبكم و مخصصاتكم و نثرياتكم و حماياتكم و موظفيكم أؤلئك ألجّهلاء فكرياً و عقائدياً و إنسانيّاً! ثمّ تتفلسف في جانب آخر من كلامك آللامنطقي.. أللامتجانس فنياً و فكريّاً و حتى لغوياً .. محاولاً ألتّعبير عن "عمق آلأصلاح و معنى آلأيثار" بقولك: [عُمق الإصلاح ليس فقط ألتّجرُّد عن ألأنانيّة، بل مُتوشِّح بتاج الإيثار، و يتقبَّل لنفسه أقلَّ من الحقِّ، و يُعطي الآخرين أكثر من حقّهم بشرط أن يصبَّ تقبُّل الحقّ، و منح الآخرين حقوقهم في الصالح العامّ]! بغض آلنظر عن آلأغلاط اللغوية و آلعروضية و آلفكريّة دقّقوا أيها آلأخوة في قوله: (بشرط أن يصبَّ تقبُّل الحقّ)!؟ ثمَّ نتساءَل بعدها: أين آلأيثار؟ و أكثر من نصف ألشّعب العراقيّ على الأقل يعيش المرض و فقر الدم و قلة التغذية و فرص العمل الشريفة و آلتعليم و الصحة و آلرّفاهية و آلخدمات .. هذا بعد عشرة سنوات من مردودات آلنفظ ألتي تكفي لإغناء عشرة دول مرّة واحدة!؟ بينما تتمتعُ أنتَ و عائلتكَ و مقرّبيكَ في آلعراق و في قلب لندن و آلعواصم ألأوربية بآلنّعيم و آلترف و آلملبس و آلمأكل الفاخر و آلسيارات و آلحمايات و آلبيوت و بكافة آلأمكانيّات و الحياة الوفيرة بسبب ما تسرقونهُ بإسم القانون(ألرّاتب) من حقّ العراقيين و دماء الشهداء و آلسّجناء ألسياسيون, و ترسل ما يعجبك منهُ إلى لندن للترفيه عن عائلتك و ذويك هناك!؟ أهذا هو الأيثار أيّها الظالم الفاسد!؟ أ هذا هو الحقّ أيها المُفسد الذي سقطت قطرة الحياء من جبينك!؟ تباً لك و لدينك و لمذهبك الذي تؤمن به!؟ و أتحداك و كلّ من معك من المنتفعين ألأنتهازيين أن يعترفوا بآلحقّ و آلعدالة و الأصلاح الذي لم نرى سوى العكس منه في آلعراق الداميّ ألنّازف!؟ لقد أفسدتم كلّ شيئ بعد ما بعتم ضمائركم و ركبتم سفينة ألأنتهازيين و هي تجري في بحور من دماء آلشهداء رافعين راياتهم من أجل مصالحكم و رواتبكم الخيالية, حتّى قلبتم الأمور و مَسَخْتُم ما تبقى من آلشّخصية العراقيّة بعد ما أخذ آلبعث ألزّنيم منها مأخذهُ, فكنتم سبباً لردّة آلمؤمنين و كُفرهم بما تبقى من خيوط آلأمل و الأيمان في نفوس آلبعض من آلذين كانوا يحلمون ببناء عراق آمنٍ مستقر! كلّ هذا بسبب ثقافتكم ألسّطحية ألألتقاطيّة و نفاقكم و تزويركم للدّعوة و آلأسلام من أجل بطونكم و شهواتكم و سفراتكم و ملّذاتكم و راحة عوائلكم و أبنائكم على حساب حقوق الناس و الفقراء و دماء الشهداء و آلسّجناء ألذين تتظاهرون بآلبكاء عليهم لكنكم تأكلون حقوقهم و جهودهم و تُسفّهون مآثرهم و ثقافتهم! خصوصاُ و أنت تكذّب علانيّةً و بفخر و بدون خجل أو حياء في جانب آخر في مجلسك حيث قلت: [اللهم اشهد أنّنا لا نُريد أنْ نكسب غنيمةً في المواقع، و الرواتب، والشهرة، والإعلام، و ما شاكَل ذلك إنما خدمة للصالح العامّ]! سبحان الله .. أ وصلت بك القباحة و عدم آلحياء إلى هذا آلحدّ!؟ هذا و آلجميع يعرفون بأنك أولّ من تنعّمت بآلراتب ألذي حدّده آلمستر (بريمر) منذ عام 2003م و إلى يومنا هذا, راتباً لم يسبق له مثيل في جميع حكومات آلعالم الشرقية و آلغربية ألمستقرة و القلقة! ثمّ أنك إذا لم تكن أتيت للراتب و آلمخصصات و آلظهور و التملق للأسياد و حتّى آلبعثيين بتقريبك للعلواني من قبل و للمطلك و أمثالهم لمجالسكم؛ فلأيّ شيئ آخر جئت!؟ عشرة سنوات و أنتم تخزنون آلأموال و آلمخصصات و توزعون الفرص و آلأمكانات على مقربيكم و ذويكم! عشرة سنوات و أنتم لم تُقدّموا للعراق برنامجا صحيحاً لحل مشاكله الماديّة و الخدميّة و على كلّ صعيد! عشرة سنوات و أنتم لم تقدموا برنامجاً تثقيفاً سليماً لتثقيف آلعراقيين أو توجيه النّخبة فيهم, كل ما صدر منكم بيانات كاذبة تخالف حقيقتكم و معيشتكم و مآربكم!؟ حتى وصل آلتّسطُح الفكريّ ذروتهُ و في أوسع مدياته آلأفقية و آلعمودية!؟ و آلأرهاب كذلك تشعّب إلى كل بقعة و زاوية و محل و شارع في بغداد و آلعراق!؟ و آلفساد وصل حدّاً بحيث صار جزءاً من سياستكم و ملبسكم و غذائكم .. و بِتُّم لا تنامون إلا و أخبار الفساد تملأ فضائياتكم و صحفكم!؟ صحفكم و فضائياتكم و مجلاتكم تلك ألتي لم تقدموا فيها شيئاً مفيدا للأمة بسبب أمّيتكم الفكريّة و العقائديّة حتى هذه اللحظة حتى برنامجاً تثقيفاً أصيلاً واحداً! بل سخّرتم جميعها من أجل الدعاية لكم و تغطية آللقاآت الفارغة .. للأعلان عن بطولاتٍ و تأريخ مزيف لم يشهد عليها سوى أنفسكم! كفاكم تمزيقاً و تسطيحاً لحقوق و فكر و ثقافة الأمة!؟ إتقوا الله و كونوا مؤمنين أو مسلمين على الأقل!؟ لقد كنتم أسوء مثلٍ للحاكم في العراق بعد صدام حسين و حزب البعث الجاهل الذي نافق و زوّر الحقائق و كذبّ على الناس من أجل مصالحهم و سرقاتهم - كما تفعلون أنتم اليوم .. لكن بغطاء الدين و الدّعوة و آلدّعوة منكم براء, و آلمُشتكى لله, و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم. ملاحظة: كان آلشهيد حسين جلوغان – أحد قيادي آلدعوة - يعطي بيته للفقراء كي يسكنوه, و كان هو و عائلته يتجولون مدن آلعراق يفترشون آلأرض و يلتحفون آلسماء من أجل تبليغ رسالة الأسلام للناس, بينما آليوم بآلعكس تماماً يسرقون الفقراء من أجل شهواتهم!
مقالات اخرى للكاتب