منذ بدأت عمليات الإرهاب تأخذ شكلها المنظم وأسلوبها المعروف والشهير بكونه الأكثر دموية وبربرية في تاريخ العمليات المسلحة، وخاصة منذ ( التصنيع الأمريكي العربي ) لتنظيمات القاعدة في افغانستان كواجهة اسلاموية لمقارعة السوفييت ومعاداة الشيوعية، والاتهامات تدور حول القاعدة ومموليها ومؤيديها ومستخدميها سواء في المنطقة أو خارجها، وبالذات الإخوة المؤمنين بالله كما يكتبون على أوراقهم الخضراء والذين ساعدوا ودعموا ومولوا ( أمير المؤمنين ) أسامة بن لادن وجماعته ضد ( الملحدين الكفرة ) المعروفين بالرفاق الحمر، حتى تحقق لهم وانهزم السوفييت وانتصرت طالبان وجاء قبطان سفينتهم الأعور خليفة لأبن لادن في مملكة الجمال والتخلف والفقر.
ولم يمض زمن طويل حتى انقلب السحر على الساحر واستبدلت مواقع اللاعبين على مسرح الأحداث، فتحولت أمريكا بقدرة قادر إلى شيطان اكبر على عادة الأخوة الأعداء في بلاد فارس وخراسان، وانغمس الاثنان في صناعة العداوة بينهما حتى أذن الله لأتباع بن لادن في غزوتهم النيويوركية ليصيبوا آلاف المدنيين في مقتلهم، والدعاية تقول أنهم كانوا ( يهودا أنجاس ) يتآمرون على الأمة والعقيدة!؟
وفي العراق العظيم رغم انف شعبه حاول قائده الذي أنقذه من الجوع ووصف ملايينه بالعراة والحفاة، استدراج المجاهدين إلى شوارعه الخلفية معدا لهم خلف الكواليس ما يشبه وعود بن لادن والقبطان الأعور في كابل بأفواج من حور العين وانهار الخمر واللبن والعسل، وأمضى في تدريبهم أشهرا طويلة قبل أن تندفع إليه قوات التحالف الدولي وهو ما يزال يصرخ بالنصر وليخسأ الخاسئون ودباباتهم على مرمى حجر من منبر وزير إعلامه المثير محمد سعيد الصحاف، ما لبث أن ترك ( الويلاد ) يواجهون مصيرهم المحتوم لتسقط بغداد والعراق، لا بيد المحتلين الأمريكان كما تصور الكثير، بل بيد أمراء الذبح من الوريد إلى الوريد تحت صيحات الله اكبر من أقصى العراق إلى أقصاه، ممن لملمهم صدام حسين من كل الأزقة المتعفنة في الدول العربية بالتعاون مع مئات الآلاف من المجرمين الذين أطلق سراحهم قبل الحرب بعدة أشهر، في أقذر عملية عفو عام عن الجريمة والمجرمين، ليحولوا العراق إلى برك للدماء وحفنة تراب ومليارات من الأموال المنهوبة تحت مختلف التسميات ابتداءً بالحواسم وانتهاء بمشاريع الأعمار الوهمية في الطاقة والبنى التحتية والعمولات.
وخلا ل سنوات تحولت تلك العصابات في العديد من المدن والبلدات إلى مافيا تتحكم بمصائر الأهالي، ناشرة الرعب والدماء والتهديد بالموت والتهجير لكل من يعترض على نظامها، مستخدمة شتى أنواع الدعاية والإعلان لمشاريعها الدموية، لكي تفرض إتاواتها أو جزيتها كما تدعي على معظم مفاصل الحركة الاقتصادية والحياتية للمواطن، وربما إن أكثر الأسئلة إثارة واشمئزازا تلك التي تتناول دفع الإتاوات والأقساط الشهرية أو الجزية كما يطلقون عليها في الموصل وكثير من البلدات، لمنظمات الإرهاب العاملة في المنطقة تحت الأرض وفوق الأرض وبمعرفة الأهالي وما يسمى بالحكومة المحلية منها والاتحادية، نراها أكثر جلاءً مع العديد من الدول تغفو على شواطئ الأمان والاسترخاء وتمتلئ حتى أذنيها بالموبقات والأمريكان وكل حلفائهم من تل أبيب إلى طهران إلى بغداد إلى جزر الواق واق، تدفع شهريا ما يبعد شبح السيارات المفخخة والمهوسين بالعشاء أو الغداء مع الرسول انتحارا بعد تمزيقهم لأجساد لا علاقة لها بأي السلطات، من الأرض حتى السماوات!؟
ونعود للدعايات التي نساهم في نقل بعضها لنتبين الحق من الباطل:
يقولون في دعاية إن ( بعض ) المسؤولين لهم علاقات وثيقة جدا بالقاعدة، تشبه علاقة ايران الشيعية بالقاعدة السنية ذات النهج الوهابي؟ طبعا على ذمتهم وادخل على الله؟
ودليلهم على ذلك إن القاعدة تمزق شيعة العراق وتعتبرهم ألد الأعداء لكنها غير ذلك مع الجارة إيران؟
وطبعا على ذمتهم وادخل على الله؟
وفي محفل آخر تقول الدعاية والعياذ بالله إن كثير من الدول المسترخية أمنا وسلاما تدفع للقاعدة شهريا احتياجاتها لكي تبعد عنها ( جهادها ) خاصة وان كل ( أعداء الله ) يسهرون ويصبحون ويقيمون هناك ربما أكثر من العراق وسوريا وأفغانستان؟
على ذمة القائل وأدخل على الله؟