الانسان يحلم باشياء كثيرة تنقصه ، أو يرغب بأشياء أخرى ، وتتملكه دائما رغبة التطلع نحوالأفق، والاشياء الكبيرة المتحققة كانت في يوم ما حلما راود القائمون بها ، ويحدوهم الامل بتحقيقها ، لكن بشرط أن تكون هناك إرادة وإصرار وقدرة تلهم ( الحالم ) العزيمة على ترجمة حلمه الى واقع ..
والامنيات والاحلام هي استطلاع ميداني سريع ، ووصف للواقع والحياة بدون تزويق ، وما هو الأفضل لها ، يوفره ( الحالم ) لأصحاب القرار ، ( كل في مجاله ) ، دون بذل أي جهد ، ومجانا ، ولا يكلفهم شيئا في البحث والتقصي والاعداد ، وعمل إستبيانات ، للوقوف على نبض الشارع ، ومواضع الوجع عند المواطن ، وحلمه المؤجل ، وينتظر من يساعده ، ويأخذ بيده ، لتكون حياته وفق ما كان يتمناه ويحلم به …
وليس مطلوبا من الجهة المعنية أكثر من أن تتابع تلك الامنيات والاحلام وتجمعها وتحللها لترسم الحلول بعد أن تستخلص منها صورة واقعية لوضع البلاد ، وماذا يريد الشعب ، أو شريحة منه ، والحالات الضاغطة على الفرد … وحلمه هو ما ينقصه ، وينغص حياته ، وتحقيقه يغير وضعه نحو الأحسن ..
والاحلام بعضها ذاتي ، واخرى عامة ..
والحلم عند البعض يعبرعن حالة نفسية تضغط عليه ، وتظهر عجزه في تحقيق شيء ما ينقص حياته ويؤثر عليها سلبا ، فيلجأ الى التمني ، والهروب من تلك الحالة الى الحلم ، أو لعله يجد من يسمعه من اصحاب الشأن ليفسره ، أويحققه له … وهنا يأتي واجب السياسي ، ومن يتصدى للعمل العام ، والمسؤول ، وهو كيف يحول الحلم الى حقيقة ، وتكون الحياة بصورة ذلك الحلم ، بافعال ملموسة على الارض ، تنهي تلك المعاناة ، وتوفر للمتمني كل ما كان يتمنناه ..
ومن اطلع على الاحلام في العام الجديد لم يجد جديدا فيها ، وتتلخص في أن يكون خاليا من ( الارهاب والتفجيرات والاغتيالات والقتل والاختطاف والكواتم والفساد بكل انواعه ، والسرقات وسوء الخدمات والخلافات ، والكتل المتصارعة ) ، وتمنيات أن يجد فرصة عمل ، وما الى ذلك من مفردات ثابتة حفظها المتلقي عن ظهر قلب مكلوم لتكرارها على مدى الاعوام ، وجعلته يتمنى أن تعود البلاد الى ما كانت عليه ، في وقت يتطلع العالم الأخر الى أمام ، وكل ما هو جديد في الحياة ، وليس القهقرى ..
حياة العالم تتعقد عاما بعد أخر ، مع هذا التطور الهائل في مفرداتها بكل شيء ، وفي العلم والتكنلوجيا التي توفر الراحة لمن يملك ثمنها ، وفي ما هو كمالي منها ، وخلق حالة من التباين بين عالمين ، والتمايز بين انسانين.. انسان ينعم بالحياة وتطورها ، وأخر يجرب فيه تطوروسائل القتل والدمار ، بمختلف صنوف الاسلحة والتفنن في الابادة ، ومع الاسف نحن الضحايا ..تجرب على أجسادنا ، وفي تدمير مدننا ، وإحراق أرضنا وكل ما عليها … إنسان تسحقه الاعوام وتتقاذفه الاحلام ….
وتمنيات بعام تتحقق فيه الاحلام …
{{{{{{
كلام مفيد :
أنا أسير ببطء ، لكن لا أسير الى الخلف ..( ابراهام لنكولين )
مقالات اخرى للكاتب