جاء في كتاب افواه الزمن للكاتب ادواردو غاليانو، انه في بداية الازمنة، لم يكن خصر النملة نحيلا، يقول ذلك سفر التكوين، حسب النسخة المتداولة شفاها على الساحل الكولومبي على المحيط الهادي؛ النملة كانت مكورة وممتلئة كلها بالماء، ولكن الرب نسي ان يبلل العالم، وعندما تنبه الى سهوه، طلب منها المساعدة، فرفضت النملة ذلك، عندئذ ضغطت اصابع الرب على كرشها، وهكذا ولدت البحار السبعة والانهار جميعها.
في يوم واحد اجتمعت جميع المنظمات الحقوقية، وانبرى جميع الخيرين، ليملأوا الصفحات باعمال الحشد الشعبي والجيش العراقي السيئة، الشرطة المحلية من اهل المدينة، ولذا لم يتطرق احد اليها، عصبت برأس الشروكية ، الصفويين، عملاء ايران، فهم اصحاب الحواسم، وهم من سرق الدولة، وهم من احرق الوزارات، وهم من اتفق مع اميركا لتسليم العراق، وهم من جاء بايران للمنطقة، هم ابن العلقمي، وكذلك ابو رغال، وهم قصير الذي جدع انفه ليوقع بالملكة زنوبيا، وهم من جاء باليهود الى فلسطين، وهم من يسب الخلفاء، ويوزعون الكتب التي تنال من عرض النبي، وهم الذين لايحتفلون بمولد النبي، لان نبي الجنوب علي بن ابي طالب، ولا ادري لماذا يقام هذا الاحتفال بابي حنيفة ولايقام بالامام الكاظم، على اعتبار ان الكاظم ابن بنت رسول الله.
كل الخراب الذي تعرض له العراق سببه اهل الجنوب الشيعة، مصر تريد احتلالهم، والدخول عن طريق الانبار، للاقتصاص من الشيعة الذين قتلوا السنة، والسعودية في طور تكوين جيش عربي لضرب العراق وليس اليمن على وجه التحديد، وتركيا من هناك اعدت الجيوش للدخول، وايران التي تدعم الشيعة لم تحرك ساكنا في حرب اليمن الاخيرة حتى الآن، ولانعلم ماذا اعطتها اميركا ثمنا لهذا الصمت، اهل الجنوب من الحشد الشعبي والجيش الذي هو شيعي مئة بالمئة، هم من فخخ تكريت وليس داعش، وهناك التحقيقات التي تقول ا ن اهل الجنوب هم من اضاع الموصل.
لم يكن بيد 24 الف شرطي من اهل المدينة اي خيار سوى تسليم اسلحتهم لداعش، والمطلوب من ابن العمارة ان يموت دفاعا عن الموصل ومن ثم يتهم بوطنيته بعد ان يذهب شهيدا، ربما هذا مايريده الرب من الضغط على اهل الجنوب لتكوين البحار السبعة والانهار التي اختلطت بدمائهم، في اول ممارسة خاطئة، لم تكن فيها
ضحايا تذكر فالمنازل فارغة حتى الان كما قال النائب مشعان الجبوري، لم يقتل احد ولم يسبى احد، ولكن جهود الحشد الشعبي والجيش مسحت تماما، انها فرصة كان يترقبها البعض وقد احضر كل مراسيم الطعن والتعريض، وكانت الصحف حاضرة بمصوريها والمنظمات الحقوقية التي اغلقت عيونها عن جرائم داعش.
انه يوم الظفر، لقد سرق احدهم مبردة والآخر عربة للاطفال، واحترق منزل بفعل ثارات عشائرية تكريتية ، تكريتية، ولكن لمن تقول هذا الكلام والجميع ينتظر فرصة النيل من الحشد، ليداري سوأته في نكوصه وجبنه في الدفاع عن الوطن، نعم لقد جبن الجميع، وانبرى اولاد الملحة وفاء للارض فحرروها، فكان نصيبهم الفعل والشهادة، ونصيب الآخرين الخزي والكلام فقط، الكلام الفارغ الذي لايغني عن جوع، يوما ما سنضغط على بطن النملة وليأتي الطوفان بسبعة بحور او اكثر، ولينفعكم نفاقكم يامن ترسلون التقارير، لانكم اعتدتم على كتابتها منذ عهد صدام.
مقالات اخرى للكاتب