اهدار وتبذير اموال الشعب , بالتبرع بها الى اطراف عربية ودولية , لاتخدم مصالح الوطن , هي نهج وسلوك وممارسة اتبعها ونفذها , النظام السابق , فقد شحذ جهوده وطاقاته , بصرف اموال الوطن وخيراته , في سبيل تلميع وتبيض وجه الدكتاتور السابق , وتبجيل وتعظيم شخصيته خارج الوطن , لاغراض اعلامية ودعائية , وقد فاق بكرمه وسخاءه بالبذخ المسرف والمفرط بشكل جنوني , بينما يحرم الشعب المظلوم منها , لذا تقاطرت وكثرت فرق الطبالة والمدحين والوصولين والانتهازين , ومن ضعاف الذمم , الذين يبيعون شرفهم وضميرهم وكرامتهم وانسانيتهم , مقابل حفنة من المال , فتجندت الاقلام المدفوعة الثمن , وهرول قادة الدول , الذين باعوا شرفهم وعذريتهم في سوق النخاسة , وهم يزفون بنفاق سخيف وممج , باعلان ولادة قائد عربي فاق على كل العصور والدهور , وحملت جيوبهم وكروشهم بالمال والذهب , بينما الشعب العراقي محروم من ابسط متطلبات الحياة العامة , ومحروم من الخدمات بكل اصنافها , من الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية , فانتشر الفقر في السواد الاعظم من الشعب , لان اموالهم وخيرات الوطن تذهب لغيرهم , برعونة وطيش , بالافراط بالتبرع والهدايا والمنح والقروض والمساعدات المالية بدون حساب ومراقبة , ظلت هذه السياسية والسلوك حية وقائمة , بعد سقوط النظام السابق , في سرقة اموال الفقراء , وتفريط باموال خزينة الدولة , دون وخز ضمير , او ضخ هذه الاموال في التغلب على شبح الفقر والعوز , من يتذكر قمة بغداد للعرب , كيف كان البذخ الجنوني , من اجل تحسين صورة القائد الاعظم , وقد كلفت هذه القمة او ( القمامة ) مبلغ 450 مليون دولار حسب تصريح وزارة الخارجية , وحين وصلوا مبعوثي القمة او ( القمامة ) الى بلدانهم حتى وجهوا سهامهم ومؤمراتهم بعنف وحقد وكره , ليس له مثيل , بل تخطى اضعاف ما كان في السابق . وكذلك تبرع الحكومة العراقية الى الاردن 100الف برميل من النفط سنويا , اضافة الى عشرات ملايين دولارات الاخرى , وموقف الاردن من العراقيين معروف , باعتبارهم حشرات معدية فوق اراضيها , وكذلك الى مصر زمن مرسي العياط المخلوع . تجاوزت المئات الملايين الدولارات , بهدف حضورهم الى قمة بغداد , بحجة تصفيات المتعلقات المالية السابقة , وكذلك التبرع الى سورية واليمن والسودان بمبلغ 25 مليون دولار , واخرها ليس اخرالمطاف لان القائمة طويلة بالكرم الحاتمي , التبرع الى جمهوريتي جزر القمر والصومال بمبلغ 29 مليون دولار . اضافة الى البذخ الداخلي على مكاتب الحزبية للحزب الحاكم ( الدعوة ) والتي فاقت مليارات الدنانير , وعلى المنظمات والجمعيات التابعة لهم , ان هذا الافراط والاهدار باموال الشعب , من اجل شراء سمعة زائفة , وشهرة سخيفة , تمثل سياسة غير ناضجة , ينقصها الذكاء والعقل والحكمة , وينقصها الحرص والمسؤولية . لانه لايمكن ان يترك صاحب البيت , عائلته تئن وتتضور من الجوع والفقر , ويتبرع بقوت وخبز عائلته الى كل من هب ودب من الزعانف والثعابين , ولا يمكن التبرع باموال الدولة وخيرات الشعب , وربع سكان العراق تحت خط الفقر , ان هذا الصرف والاهدار العشوائي للحكومة ورئيسها , تمثل سياسة طائشة ورعناء وصبيانية , سياسة غير مدروسة ولا تحمل ذرة من الحرص والمسؤولية , في الوقت الفقر يتزايد ويتضخم , في الوقت تتوسع البيوت العشوائية وبيوت الصفيح , تنتشر وتتكاثر . واعداد ضخمة من العوائل الفقيرة يعيشون , بين قمامة الازبال والنفايات , بحثا عن الخبز المر , وتغيب الخدمات بكل صنوفها , وانعدام قانون الرعاية الاجتماعية وقانون الذي يحمي العوائل الفقيرة والمحتاجة , بينما قادة البلاد وحواشيهم وخدمهم وعبيدهم , واللاعقين احذيتهم , والفاسدين واللصوص والحرامية والمحتالين والمختلسين , يسرقون بحرية تامة اموال خزينة الدولة , كأننا نعيش في ظل شريعة الغاب , بان يكون الفقراء وليمة سهلة لسمك القرش , وفي ظل دولة اصحاب المقام العالي والجاه والشهرة المعظمة . الذين كانوا في الماضي القريب نكرة في دنيا الضياع والمجهول.
مقالات اخرى للكاتب