Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
"لحاف" قنديلة
الأحد, تشرين الأول 6, 2013
علاء حسن

 

في آخر أيام عمرها اضطرت قنديلة الى كشف سر اعتزازها أمام أبنائها وأحفادها ، بلحافها ، لأنها الوحيدة بين النساء في قريتها احتوى جهاز عرسها على اللحاف ذي اللون الأحمر" نفرين " في وقت كان جهاز العرس ، في يوم اقترانها بزوجها مطلع أربعينات القرن الماضي ، يحتوي سجادة من الصنع المحلي وأغطية صوفية والطشت والإبريق والسلبجة والبريمز النفطي ، مع قدرين نحاسيين ، اما السرير فيكون من جريد النخل والدوشك هو الآخر من الصوف ، يخضع لفحص دقيق قبل الاستخدام ، خشية احتوائه على مايشير الى "عمل" سحر مبيت لبث الكراهية بين الزوجين ، او حرمانهما من انجاب الأطفال .
امتياز قنديلة بامتلاكها اللحاف المصنوع خصيصا لها من قبل اشهر نداف في الولاية ، كان موضع حسد ، وإثارة مشاكل بين العرسان الجدد ، لبروز رغبة لدى الكثير من النساء في الحصول على اللحاف القطني ، والتخلص من الأغطية الصوفية الثقيلة المشبعة برائحة الدخان المنبعث من موقد "المطال والبعرور " ، الرجال اجلوا تلبية الرغبات ، وبعضهم ابدى تذمره واستياءه من حكاية لحاف قنديلة ، ولسان حاله يقول :" المرة المسعدة مو بلحافها بل بحب زوجها " وشعار من هذا النوع من وجهة نظر النساء يعبر عن إفلاس مادي وعاطفي .
أحلام النساء في الحصول على "اللحف القطنية" تبددت بفعل عوامل اقتصادية فرجال "قرية قنديلة" قدرتهم الشرائية لا تتعدى دفع ثمن التتن والشاي والسكر لأسبوع واحد ، وهم ليسوا أصحاب رغبة في اقتناء أشياء كمالية ، واعتادوا على ادخار ما يتبقى من دراهمهم لتغطية نفقات السفر لزيارة المراقد الدينية في المناسبات المعروفة مستصحبين أم الأعيال والأبناء ، والمبيت في "مسافرخانة" ثم التمتع بالنوم ليلة واحدة تحت اللحاف حتى الصباح . 
ما ذكرته قنديلة للأبناء والأحفاد في معرض سردها لحكاية لحافها الشهير أنها كانت تخشى عليه من نظرات الحسد ، والتعرض للسرقة ، فحرصت على ان يكون ملازماً لها حتى في سفراتها مع المرحوم زوجها ، لزيارة الأقارب في المدن والقرى ، فتحملت العتاب واحيانا التجريح لحملها اللحاف في حلها وترحالها، وكأنه حاجة نفيسة لاتقدر بثمن ، من مقتنيات الشيوخ والملوك والباشوات ذوي الثروة المالية الكبيرة ، منهم مالك المسافرخانة صاحب الفضل الكبير في تحقيق حلم النساء في النوم تحت اللحاف بجانب الزوج ليلة واحدة بدرهم واحد.
لحاف قنديله بعد رحيلها انتهى به المطاف لدى البنت الكبرى ، فحظيت بحق الاحتفاظ برمز تاريخي مهم ، لأنه منح سلالة الأسرة شهرة واسعة بين اوساط المعارف والأقارب لتداولهم قصة اللحاف وانتقالها للأجيال اللاحقة ، واثر ذلك انتاب البنت الكبرى الغرور ، وأخذت تتصرف بروح تسلطية مع الآخرين ، وتفرض اراءها ومواقفها حتى على الزوج والأبناء ، وكأنها ارتدت قناع رئيس كتلة نيابية ، يريد تمرير قانون بالقوة يخدم مصالح حزبه ، يهدف الى جعل اللحف القطنية غطاء لجميع العراقيين.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46117
Total : 101