اكثر الدول اللي يصير بيها صراعات طائفية او قومية..الخ
تقسم وتنفصل حسب مكوناتها...وهذا ما حدث في اكثر من بلدان الله وكبر..مثل الهند اللي استقلت منها باكستان...او البوسنة والهرسك...او الكوريتين الجنوبية والشمالية او السودان وانقسامها الى جنوب وشمال مؤخرا................ والامثلة كثيرة..
حين يصل الصراع الى ذروته وتسيل انهار الدم بين ابناء البلد الواحد....تحت ذريعة الاختلاف.. فلا حل امام تلك البلدان غير التقسيم وكلمن ياخذ مالاته وكان الله يحب المقسمين!!!
الشمال او كردستان شبه مستقل ولا سلطة لعربي سواء كان سني او شيعي ان يقول هناك (ميووو)....والمثلث السني ملتهب ولا يمر يوم واحد دون دم .وهو خال بشكل تام من تواجد الشيعة وان وجدوا فهم مغامرين ليس الا ومعرضين للابادة في اي لحظة..ولا سلطة حقيقية للمركز في تلك المحافظات بأستثناء تواجد امني مكثف متجحفل داخل الثكنات او السيطرات العسكرية وليس بينه وبين الشعب هناك اي ود او ثقة وكل يوم تطالعنا الاخبار عن ذبح كذا جندي كانوا بطريقهم الى اهاليهم وهم متنكرين بالزي المدني!!
اما الوسط والجنوب.....فهو بأغلبية ساحقة من المكون الشيعي ولكن يوجد لحد الان مواطنين سنة يسكنون بأمان نسبي في تلك المحافظات(واقول نسبي لأنهم لن يسلموا بين الحين والاخر من ردود الافعال الانتقامية لبعض الشيعة او من تفجيرات القاعدة)...تلك المنطقة من العراق تحت مطرقة الارهاب ليل نهار مع عجز تام من قبل السلطة على حمايتها وخصوصا تلك المحافظات التي يسكنها كلا المكونيين وابرز مثال بغداد وديالى اما المحافظات شبه المغلقة للشيعة فقط فهي تأخذ حصتها من الموت بين الحين والاخر!!
برأيي ان التقسيم قادم وهو تحصيل حاصل وما يحدث الان من صراع عنيف هو مقدمات وتثبيت لسياسة مسك الارض او الامر الواقع يعني بكلمة اوضح ان اغلب اطراف الصراع تتحرك بأقصى ما يمكنها لقضم ما يمكن قضمه من خريطة العراق او ثرواته استعدادا للتفاوض الذي سيأتي بعد الصراع سواء كان برعاية دولية او اقليمة وحينها سيدخل الرابحين الى قاعة التفاوض وهم باردي الاعصاب يبتسمون بخبث لمن خسروا اللعبه...
ولا ادعي معرفة الغيب لكنني متأكد من دخول الساسة الكورد منتصرين اشد الانتصار وبثقة ميسي لاعب برشلونة عند دخوله اي ملعب كرة قدم..لأنهم اجادوا اللعبة وحبكوا تحالفاتهم الدولية واتكأوا على علاقات متينة مع اوربا والولايات المتحدة والكثير من دول المنطقة..
وسيدخل الساسة السنة الى نفس القاعة وهم يدعون الهزيمة وعيونهم ترنو نحو كركوك بعد ان استفادوا من سياسة صدام بأقتطاع اراض شاسعة من كربلاء وضمها للرمادي وكذلك مناطق ما تعرف بحزام بغداد التي وهبها صدام لعشائر موالية له كاللطيفية واليوسفية والتاجي وابو غريب وغيرها ....ولا استبعد تهجير اهالي الدجيل وبلد الواقعة بين منطقتين سنيتين اصلا وخصوصا بأنهما يتعرضان لضربات الارهاب بشكل متتالي..
اما المفاوض الشيعي وعلى ضوء الواقع الحالي...فسيدخل ببواسير متورمة ...وبخسارة ما لا يقل عن مليون انسان وبمساحات جغرافية شاسعة ستقتطع منه بالقوة وهو منشغل بصراعه الداخلي (الشيعي الشيعي) وبتحالفاته السخيفة مع دول مستهدفة ومكروهة دوليا..