تفوقت حكومة نوري المالكي بإنتاج المقابر الجماعية وأعداد المفقودين والمهجرين والضائعين واليائسين على حكومة صدام حسين، كما تفوقت أعداد الجيش والشرطة ومليارات الإنفاق في ثمان سنوات مالكية ، بعشر مرات (عدأونقداً) عن خمسة وثلاثين سنة صدامية ..!
كل يوم مقبرة تأتي بعد مجزرة وسط حياة طبيعية تعيشها الحكومة الفاسدة في المنطقة الخضراء ، وتواطئ الطبقة السياسية ، و صمت مخيب للآمال من المرجعية في النجف الأشرف ، وفرجة أمريكية على مصيبتهم السوداء في العراق .
الكل يعتزل العمل والمسؤولية ،وأحسنهم يتحدث بالشجب على استحياء بينما السلطان أو (الشاه) الجديد ينظم أوراقة وينشر طغيانه بمساعدة ترسانته الكلبية والمخبرين والقضاء المتآمروالإعلام السافل وأبواق الرذيلة ، والتلذذ بمرأى مجازر يومية أصبح اشبه بالقربان الذي يقدم ثمناً ليبقى السلطان الجديد في عرشه .
نفس المعركة نفس الحاكم ونفس الضحية ، أختلفت التسميات فقط ، أختفت اسطوانة العروبة والقومية و(تنعثل) صدام ، وجاءنا الإسلام الحكومي ، إسلام القتلة متشحاً بوشاح الشيعة والسنة ، بينما الإسلام الحقيقي والواقعي المحمدي العلوي مازال غائبا يرتدي ثوبه المضرج بالدماء ..!
الأرهاب اقوى من الحكومة ومؤسستها الأمنية وكل يوم يحصد العشرات والمئات من أرواح العراقيين في رسالة واضحة المقاصد بتعرية ضعف الحكومة وخوائها، هذا واقع يكشف عن معطياته منذ عشر سنوات ، الحكومة غارقة بالفساد والفشل وفالحة بصناعة الأزمات ورعاية الفساد وحماية الفاسدين ، إضافة الى مصادرة حقوق المواطن ونهب ثرواته ..هذا الواقع ماذا يرشح غير التمرد والثورة ..؟
الطبقة السياسية لاتشتغل بمبدأ تكافؤ المسؤولية والدور تكتفي بالتفرج على ضعف المالكي ، وعقليته المأزومة وخطبه الفاقدة للصلاحية، والأخ المالكي بدوره فاقد الثقة بالجميع ، ولايرى سوى نفسه وجوقة مطبلين إنتهازيين يحيطونه بالتسبيح والتمجيد ، ولايهدون له أخطائه .
وسط هذا القدر الأسود تستلب يوميا أرواح الناس وتهدر كرامتهم وحقوقهم ويحتل اليأس بقايا الوجد والحياة .
كم سيبقى على عمر الإنفجار الشعبي الوطني ويسقط وهم النظام الديمقراطي الذي أدخل البلاد في دوامة دموية .؟
متى تشعر الأحزاب السياسية بدورها في التمرد والأنقضاض على هذا الواقع الفاسد المرعب المميت الذي يستجلب الكفر والجريمة والفوضى .؟
أين مرجعيات الحوزة وثوارها من تلاميذ محمد باقر الصدر وصادق الصدر ومهدي الحكيم وفصيل الثوار الذين اقلقوا الدكتاتورية القديمة ، أين هم من هذا الجحود والطغيان الجديد ..؟
هذه الأسئلة تحتشد في ذوات الأغلبية المسحوقة من العراقيين ، وهي لاتحتاج مزيدأ من الإنتظار ولاتستغرق وقتاً لتعبئة الطاقات فليس بعد الموت من شيء يعيق مشروع التغيير والثورة على الباطل والفساد .