Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
رحلة من خلف السحاب
الثلاثاء, كانون الأول 6, 2016
وليد كريم الناصري



عندما أستسلم للقدر، يثملني السكر في الدين، كل نفسٍ برئتي، نبي يصُلب على جدار الكعبة، تعصفني ريح الرجوع لله، فيتمتم جوفي بترانيم وآيات الذكر، فجراً بلون الدماء، يتسارع الندى ليزيل الإحمرار، فيبدأ بالفضاء من حولي، تتساقط أصابع الضوء خجلاً، تجرف معها الطيف المخيف، فيستفز الفجر عنفوان الشمس، لتثأر من الليل، وتذبح الندى على وريقات الحدائق علناً، وتستل منها نسيم الصباح.

ولا زلت أرتمي بأحضان القدر، وريقات على نافذتي، وعصافير تبحث عن فتات الخبز في داخل  ذاكرتي، الخريف يزاحم أنفاسي كثيراً، تشيع الأوراق الى المقبرة عن طريق حجرتي، كل شيء يبحث عن قبر في النهاية، حتى الجبال، الجاذبية هي الأخرى تدفن في الأرض، الطير لو نزل، والورقة الصفراء تسقط من أغصان الشجر، حتى الأنبياء تركوا الصليب وأرتحلوا، أجراس ومأذن من حولي، كلها تدعي في خالقها، هو الرب, هو الحي, هو القدوس, هو الأكبر، كلهم أطالو اللحى، يتاجرون بها، لا فرق بينهم، إلا الحياة التي ستيقظ الضمائر في الصباح.

يرحلون حفاة عبر نافذة مخيلتي، ويصعدون الى السماء بهدوء، زخات ندى ستلامس أفنان الجنة، تستعد وريقاتها بسكون، أعمدة بيضاء، ودخان مسافر، ولفائف بألوان الجحيم الصارخة، تستجمعها الملائكة وتتزين النساء والرجال والأطفال لإستقبالهم، على وسادتي أحلام عالقة، وبقايا من أضغاث مخيفة، وصورا لهم وهم يضحكون، يمرون من فوق سريري كل ليلة بلطف، من تحتهم وادٍ مظلم، ومن فوقهم أفق جميل.

حمامة برية، دق جرس العطش في أحشائها، فتجبرها على النزول بلهفة وحياء، تداعب الماء بحذر شديد، وعيناها لم تتوقف من إستكشاف ما حولها، هكذا كانت أرواحهم البريئة، وهي تنزل واد السلام لأول مرة، إعتقدوا أنهم في فندق فاخر، فتفاجئوا بأنهم لم يعتادوا على تلك المساكن الخربة، لكل جيل أقرانه، ولازال الوقت مبكراً على تلك البيوت ليسكونها، قد يكون من حولهم أجدادهم، لكن إلا يحتاجون الى كرة يلعبون؟ أو بنطلون بموضة تلائم أعمارهم؟ أو تسريحة شعر جديدة؟ أو ضحكة لا يخجلون من صوتها؟

رائحة الموت تملأ المكان، وسيمفونية الرحيل تخدش مسامعهم، موسيقى تملأ فناء الألق، يبحثون عن القمر، وشيئاً من غيمة راقصة على وقع الشتاء، وينتظرون الشمس ليصفعوها، أو يقصون خيوط ضوئها الدافئة، ستصهر خلايا أجسادهم الرقيقة البيضاء، لا حاجة للعطور وروائح الماء، سيتركون منازلهم، ويرحلون مع نسيم الفجر الكاذب.

أغلقوا نوافذ القلوب، وإسكبوا دموعكم في اقداح ليل المعصية، ما عاد العمر يكفن جدائل الأيام، ولا النوارس تنعق على رؤسكم حذر الموت، فم دجلة أيضا ألتهم حقوقنا، وأستقرت بجوفه أجسادنا، ولكن ما هي إلا لحظات، وستسرج لنا النجوم تحملنا حيث الله بلا رجعة، وستنبت على معالمنا الذكريات، وينتهي كل شيء مع رحلة الشعور من فوق السحاب.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37296
Total : 101