كنا نتطلع الى عملية سياسية ديمقراطية نظيفة عبر التدوال السلمي لسلطة بعد احتلال العراق عام 2003 وسقوط بغداد وما حملته لنا الوعود الكاذبة من الولايات المتحدة ومن أتى معها. وما رأيناه هو وحش طائفي زرع وتغذى على أرواح العراقيين يحبس لفترة معينة ثم يطلق سراحه قبل كل انتخابات وأثناء انتظار وتشكيل الحكومة ليقتل كما يشاء ,ويستبيح المناطق كما يريد ,يأكل المال العام ويسرق قوت الفقراء, ويقصف المدن ويحرق المنازل ويهجر العوائل, ويهين المثقفين والأدباء ويدعوا الى هجرة العقول , ويدعى الحفاظ على الدين والقومية , ويخيف السني من الشيعي ويخيف الشيعي من السني ويخيف الكردي من العربي ويخيف العربي من الكردي ويهمش المسيحي وباقي الأقليات .
نعم أنها وحوش الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات على أساس الدفاع عن الطائفة والمذهب والقومية والدين والتي استباحت كل شيء والتي ضحكت على الطبقة البسيطة وهي الأغلبية من الشعب العراقي وحولته الى شعب طائفي ينسى حبه ودفاعه عن بلده ويدافع عن أيران والسعودية وتركيا أكثر مما يدافع عن العراق .
منذو دخول هذه الوحوش السياسية الى البلاد عملت على تجريد المواطن العراقي من وطنيته وأكرهته بحياته وأرضه ويرحل لطلب اللجوء في البلدان الأوربية بسبب القتل والفساد والفقر والظلم مدعومين من أكثرية رجال الدين من كل الطوائف المستفيدين من هذا الوضع , حتى أصبحت صغار الدول ومن كانوا يرتعشون من أسم العراق تتطاول عليه وعلى سيادته وتهين شعبه .
دفعوا المناطق الى الحديث عن التقسيم وأجبروها على ذلك , فلا أحد يلوم الأكراد أذا طالبوا بالأنفصال فصدام حسين قصفهم بالكيماوي ثم ظهر نوري المالكي وقطع عنهم المال والرواتب , ولا أحد يلوم السنة على الانفصال فمناطقهم محاصرة وأبناهم يعتقلون وشيوخهم تهان ويهمشون من وظائف الدولة , ولا أحد يلوم خوف الشيعة من أن يفقدوا السلطة بعد أن كانوا محرومين منها على مدى 1400سنة الماضية .
وفي ضل شعب غير واعي وهذا ما حرصت على بقائه الأنظمة السياسية المتعاقبة في العراق , وفي ضل التدخل الخارجي المستمر في الشأن العراقي ,وفي ضل تشبث أحزاب الإسلام السياسي الشيعي بالحكم بالعراق . فالعراق متجهون الى طريق التقسيم ليس على أساس الطائفة أو القومية فقط و أنما على أساس المناطقية والعشائرية ايظا حتى يبقى في صراع طويل مع داخله حتى بعد التقسيم لأن كل شيء مرتبط ببعضه في العراق وانفصاله لن يأتي بمجرد كلام أو الاتفاق و أنما عن طريق الحرب المدمرة التي سوف تستمر الى سنيين والتي سيخسر فيها الجميع والمستفيد الوحيد هو إسرائيل وأيران لأن هذه الدولتين تعرف ماذا يعني العراق للأمة العربية والإسلامية .
مقالات اخرى للكاتب