إلى كُلِّ مَنْ تفَقّهَ وفهمَ ودَرَسَ ودرَّسَ مفاهيم
ومباديء الإسلام المحمّدي وتحمّلَ مسؤولية دينية في مشارقِ الأرض ومغاربها حتى سُمّيَّ عالِمٌ دينيٌ -
إلى كُلِّ مَنْ إدّعى الوصاية على الإمّةِ ورعايةِ شؤونها بأسم الدين-
إلى
كُلِّ أولئك الذين إدعوا التمسّكَ بفكرِ الصحابةِ ونهجِ السلفِ الصالح -
إلى كُلِّ الذين إدعوا التمسّكَ بنهجِ محمّدٍ وآل بيته الأطهار-
إلى كُلِّ مَنْ تَزعَّمَ وتَرأّسَ مؤسسةً دينيةً
بأسم الإسلام أو حوزةً أو دارا للفتيا أو طرحَ نفسَه حاميا لمباديء الشريعة الإسلامية -
إلى كُلِّ مَنْ حَكَمَ الإمّة والعباد بأسم الإسلام -
إلى كُلِّ المستفيدين والنائمين تحت خيمة
الإسلام -
إلى كُلِّ مسلمٍ بيده سلطة دينية أو سياسية في مشارق الأرض ومغاربها بمختلفِ مذاهبهم ومعتقداتهم الدينية -
لكم النداء جميعا أيها السادة المحترمون أصحاب الشأنيةِ والكبرياء
التي غمركم بها الدين فأجلسكم في مجالسَ لايقتربُ منها العوام...
هل تعلمون أنَّ الوهابية بفروعها التكفيرية قدْ حوّلت الفكرَ الإسلاميّ إلى فكرٍ نازي عالمي وسرقت منكم الإسلام الذي تستترون وتستظلون بفيئه ؟
هلْ تعلمون أنَّ دماء الأطفال والنساء والأبرياء التي تنزفُ في كُلِّ أنحاء العالم وفي العراق تحديدا الذي تفرّد عن العالم أجمع بنوعية ضحاياه التي تُنحر بشكلٍ يومي هي بفعل هذا الفكر الإسلامي المسكوت عنه؟ ومهما حاولنا وحاولتم أن نتلاعب بالمفردات والمصطلحات لنطلق عليه فكراً وهابياً أوتكفيرياً ... يبقى هو ذاك الفكر الإسلامي الذي يُدرّسُ في أغلب جامعاتكم الإسلامية...
وسيبقى يهدم بمباديء الإسلام وقيّمه السامية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وآله وسلم مالم تكن لكم كلمة مسموعة عالميا...كلمةٌ من كلّ الجهات التي تُسمّى إسلامية وتحمل صفة التدين وترتدي لباس التقوى.. لابد أن يُدان هذا الفكر وتُعلن البراءة منه ومن أفعاله الأجرامية...بل أصبحت المطالبة بحظْره عالميا ضرورة شرعية وإخلاقية وإنسانية كما هو الفكر النازيّ ذلك إن كنتم مسلمين كما تدعون وتحبون الله ورسوله وأنّكم حماة
الشريعةِ ...
وإلاّ فإن دماء أطفالنا في العراق ودماء الأبرياء في كل العالم لاتستثنيكم من اللعن وستلاحقكم لعناتهم الى يوم يُبعثون...إنّ هذا الصمت الرهيب أمام المجازر اليومية التي تحدث في العراق وأنا اقول في العراق لأنه دمّي هو النازف هذا الصمت يضعكم ايها المسلمون يادعاة الوصايا على الأمّة في قفص الإتهام التأريخي الذي لايرحم وفي لقاء الآخرة سيكون الأمر أشد
مرارة عليكم أمام محكمة العدل الألهي إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر...لماذا كلّما نزفت دماءُنُا نسمع إدانات وتعاطفا من منظمات غير إسلامية ومنظمات حقوقية أوربية وامريكية تستنكر الجرائم النكراء ؟ ولا نسمع صوتاً ولو لمرّة واحدة من مؤسساتكم الإسلامية الكثيرة المنتشرة في العالم تستنكر وتدين !!! لا أزهركم ولا مجالس علماءكم ولاغيرها من دوائر الإسلام الكبيرة!!!علماً أننا والعالم اجمع لسنا بحاجة الى التنديدات والإستنكارات الشكلية فهي لاقيمة لها ولامعنى في مضمونها أمام الإبادة الجماعية التي تُرتكب يوميا بحق الأبرياء وبأسم
الإسلام !!! العالم ينتظر منكم جميعاً أن تعلنوا بصراحةٍ موقفاً موحداً وواضحاً... هل هذا الإجرام الذي نشهده يوميا والذي تمارسه جماعات إسلامية هو مُبرر في عقائدكم أو غير مُبرر؟ فأذا كان غير مُبرر فعلام السكوت والتواطيء إحيانا مع أعمالهم الإجرامية ؟ هل هو الطمع في الأموال الوهابية أم الخشية من بطشهم ؟ فأذا كان هذا او ذاك فلقد خالفتم قول الله سبحانه وتعالى(الذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ
وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا )كذلك أصحاب المؤسسات الإسلامية الشيعية فهم في وادٍ وإنهار الدماء الشيعية في وادٍ آخر.. يستصرخون إحيانا ولكنهم بأذرعٍ مشلولة... ولايتبعُ قولَهم فعلٌ فصار الأمرُ سيان صمتهم ونطقهم ...لذا نطالب كُلَّ العناوين
السالفة الذكر كُل رجال الدين سنّةً وشيعةً أن يتحملوا مسؤوليتهم الدينية التي ألزموا أنفسهم بها ويقفوا مع العالم أجمع للتصدي للهجمة الوهابية التكفيرية النازية ويدافعوا عن الإسلام الحقيقي الذي رسّخ مبادءه وقيمه رسول الله وعلي واصحابه الأخيار ... إسلام الإنسان أخو الإنسان أما أخ له في الدين وأما نظير له في الخلق وليس إسلام أكلة لحوم البشر.!!! ربما تُحتَقر هذه الصرخة كونها من أحد العوام ...ولكنّ الذي اعرفه ويعرفه الجميع أنكم مهما تجاهلتم الآخرين فأنَّ للدماءِ صوتٌ يُسمِع مَنْ به صممُ ويخترقُ بصرَ مَنْ لابصيرةَ له ...وحتماً سينصر
الله الحق عاجلا أم آجلا عندها (ويوم لاينفع الظالمين معذرتهم) صدق الله العلي العظيم
مقالات اخرى للكاتب