Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
البحران السريع والخفيف ودائرة مشتبههما ! البحور المركبة بتفعيلتيها المرتبة 1 - البحر السريع.. بقلم: كريم مرزه الاسدي
الأحد, كانون الأول 7, 2014

 

لكثرة ما تردني من أسئلة عن بعض بحور الشعر العربي ، إليك البحر السريع والبحر الخفيف من دائرة المشتبه .

واعتذار : الحلقات عن الرصافي والشبيبي الكبير واليعقوبي نقلها من الصحف الورقية إلى جهاز الحاسوب صديق لي - وأحياناً ابنتي - ، فتجاهلا تثبيت بعض الهمزات على الألف ، سأعيد نشرها منقحة بترتيب جديد حسب القدرة والاستطاعة لضعف بصري الشديد ، ولكنني كالحديد !! وسأترك الفواصل كما ثبتت ، والحلقات تستحق التجديد ، لما لأصحابها من مجد تليد .

ذكرنا في الحلقة السابقة , أنّ البحور المركبة تسعة , ثلاثة ضمتها (دائرة المختلف) , وبقت لدينا ستة تحتويها ( دائرة المشتبه ) , إذ يتشكل كلّ بحر منها من تفعيلتين مختلفتين , إحداهما ضعف الأخرى , مرتبتين بتنسيق معين في صدر البيت , وتتكرر التشكيلة نفسها في العجز , ولا تأتي بعض البحور منها إلا مجزوءة , قبل الدخول في عمق الموضوع , لنذكر شيئا عن الدائرة المدورة .

الدائرة الخامسة - المشتبه : لماذا سُميت بالمشتبه ؟ الجواب : لإشتباه أجزائها ,أما أين يقع الإشتباه ؟ هذا من حقـّك أن تـسأل عنه , إذا لم تكن داراسا ً لها , أو باحثاً فيها , الإشتباه يقع بين (مسْتفـْعَلن) مجموعة الوتد , أي فيها وتد مجموع , وسببان خفيفان ( مسْ تفْ علنْ /ه /ه //ه ) - (علن //ه) وتد مجموع , و ( مسْ /ه) و( تفْ /ه) سببان خفيفان - وبين ( مسْتفـْعَ لنْ) مفروقة الوتد , أي فيها سببان خفيفان ووتد مفروق (مسْ تفـْعَ لنْ /ه /ه/ /ه ) - (تفـْعَ /ه/ ) وتد مفروق , و(مسْ/ه ) و (لنْ /ه) سببان خفيفان - .

والإشتباه يقع أيضا بين ( فاعلاتن ) مجموعة الوتد , وبين (فاعَ لاتن) مفروقة الوتد , كيف ؟! (فاعلاتن ) الاولى ,تتشكل من (فا /ه) و (تنْ /ه) , وهما سببان خفيفان , و (علا //ه) , وهو وتد مجموع, وبين (فاعَ لاتن) الثانية , التي تتشكل من (لا /ه) و (تن /ه) , وهما سببان خفيفان , و (فاعَ /ه/ ) , وهو وتد مفروق.

تتشابه البحور التي يضمّها محيط هذه الدائرة في وحدة إيقاعاتها , لأنها تعتمد على نسق إيقاعي دائري واحد للحركات والسكنات , بل تتشابه أوتاد وأسباب أجزائها (تفعيلاتها) , كما هو الحال في (مسْتفْعلنْ) و (مسْتفْعَ لنْ), وكذلك بين (فاعلاتنْ) و (فاعَ لاتن) , ولعلمك عزيزي , إذا نقلنا الوتد المجموع (علن) من آخر تفعيلة (مستفعلن /ه /ه //ه) إلى بدايتها تصبح (مفاعيلن //ه /ه /ه), وإذا نقلنا السبب الخفيف (لن ) من آخر تفعيلة (مستفع لن /ه /ه/ /ه ) إلى بداياتها تصبح (مفعولاتُ/ه /ه /ه/ ) (1) , فإذن التفعيلات المشكلة لهذه الدائرة هي : مسْتفْعلنْ - مسْتفْعَ لنْ - مفاعيْلنْ - مفـْعولاتُ - فاعلاتنْ - فاعَ لاتن , وأساس تكوين الدائرة سببان خفيفان فوتد مجموع ,فمثلها مرة ثانية , فسببان خفيفان فوتد مفروق .(2)

تفعيلات كل من السريع والمنسرح والمقتضب واحدة ( مستفعلن , مفعولاتُ ) , وينحصر الخلاف في ترتيب هذه التفعيلات , وأيضا للخفيف والمجتث والمتئد تفعيلاتها الخاصة ( مستفعلن , فاعلاتن ) , وكذلك بالنسبة للمضارع والمنسرد والمطرد أجزاؤها المختصة بها ( مفاعيلن , فاعلاتن ) ,ومجموع هذه البحور تسعة , ستة منها مستعملة , وثلاثة مهملة , والمهملة هي المتئد و والمنسرد والمطرد , سأشرع بالبحور التي شطورها تأتي بتفعيلتين متشابهتين متسلسلتين بداية , ومن بعدهما تفعيلة مغايرة , ثم في البحور التي بدايتها تفعيلة واحدة , تعقبها تفعيلتان متشابهتان متسلسلتان , , وآخيرا البحور التي تفصل بين تفعيلتيها المتشابهتين تفعيلة أخرى مغايرة (التفعيلة الواحدة المغايرة في الشطر دائما مفروقة الوتد , والتفعيلتان المتشابهتان فيه مجموعتا الوتد):

البحر الحادي عشر - السريع : سماه خليلنا بالسريع , لسرعته في النطق , أو لأنه أسرع إلى الذوق والتقطيع , وتقطيعه سريع ,لأن في ثلاثة أجزاء منه , توجد سبعة أسباب , فالحرفان الأولان من الوتد المفروق سبب , والسبب أسرع في التقطيع من الوتد (3), أصل تفعيلاته (مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ) ,مكررة مرتين , أي بيته ستة أجزاء ,ولكن تفعيلة (مفعولاتُ ) لا تأتي بهذه الصيغة مطلقاً ,لا في عروضه , ولا ضربه ,لإنتهاء هذه التفعيلة بوتد مفروق منتهيا بمتحرك (لاتُ) ,وسندها ضعيف ,ولا يستعمل هذا البحر مجزوءا ,ولامنهوكا لماذا؟!, لأن في هذه الحالة تأتي (مستفعلن ) أربع مرات , أو مرتين على التوالي بدون أي (مفعولاتُ ) , فيلتبس الأمر مع مجزوء الرجز أو منهوكه , فيحسبان على الرجز ,فينحصر نظم السريع على التام منه والمشطور فقط . وله أربع أعاريض , وسبعة أضرب .

1 - العروضة الأولى مطوية مكشوفة (فاعلن )(4): ذكرنا سابقا , أنّك سوف لن تجد (مفعولات ُ) , لا في أعاريض ولا في أضرب السريع , فمن أين جاءت (فاعلن) ؟ الأمر بسيط , طي (مفعولاتُ) بحذف رابعها الساكن (الواو) ,فاصبحت (مفعلاتُ) , ثم كشفت (مفعلاتُ) بحذف متحرك وتدها المفروق (تُ) (5) ,فتصير (مفعلا) , ولغرض عروضي بحت تتحول إلى (فاعلن) , ولا فرق وزني مطلقا بين (مفـْعلا) و(فاعلن) ,ولهذه العروضة (فاعلن ) ثلاثة أضرب , الضرب الأول مطوي موقوف (فاعلان) , الطي عرفته , حذف الواو من ( مفعولاتُ ) , والوقف تسكين المتحرك من الوتد المفروق , ونعني التاء فتصبح التفعيلة ( مفعلات ْ) ,فتتحول الأخيرة عروضيا الى (فاعلان) , , وفي هذه الحالة يلزمه الردف (6) ,ومثاله :

أزمانَ سلمى لا يرى مثلها الـرْ *** رَاؤون في شام ٍ ولا في عراقْ

أزْما نسلْ مى لا يرى مثْ لهر ** راؤونفي شامن ولا في عراق

مستفعلن مستفعلن فاعلن *** مستفعلن مستفعلن فاعلان

/ه/ه//ه /ه/ه//ه /ه//ه *** /ه/ه//ه /ه/ه//ه /ه//ه ه

نظام (- - ب -)(- - ب -)(- ب -)*** ( - - ب -)(- - ب -)( - ب ^ ) المقاطع .

العروض 322 322 32 *** 322 322 32ه الرقمي

الضرب الثاني كعروضته (فاعلن): ومثاله الأمثل :

هاجّ الهوى رسمٌ بذات الغضا *** مخلولقٌ مستعجمٌ مُحْوِلُ

هاجل هوى رسمن بذا تلْ غضا *** مخلولقن مستعجمن محولو

مستفعلن مستفعلن فاعلن*** مستفعلن مستفعلن فاعلن

ومن قصيدة لصاحبكم كاتب هذه السسطور , تحت عنوان (يا بصرة البصائر النائحة) , هذان البيتان:

كمْ منْ خرابٍ ودمار ٍمضى **** والنـّاسُ في أحزانها سارحة ْ

كمْ منْ خرا بنْ ودما رنْ مضى*** ونْ نا سفي أحْ زانها سارحة

مستفعلن مفـْتعلن فاعلن *** مستفعلن مستفعلن فاعلن

/ه/ه//ه /ه///ه /ه//ه *** /ه/ه//ه /ه/ه//ه /ه//ه

العروض 322 312 32 *** 322 322 32 الرقمي

النظام (- - ب -) (- ب ب -)( - ب -) *** ( - - ب -)( - - ب -)( - ب -) المقطعي

كما ترى التفعيلة الثانية في الصدر اعتراها زحاف الطي .

لاتجزعي سلواكِ في حكمةٍ**** دنيا الورى غـــادية ً رائحةْ

لاتجْ زعي سلْ وا كفي حكْ متن *** دنْ يل ورى غا ديتن رائحة

مستفعلن مستفعلن فاعلن ** مستفعلن مفـْتعلن فاعلن

التفعيلة الثانية في العجز أصابها الطي ,و على العموم الضربان السابقان هما المشهوران .

وضربها الثالث أصلم (فعْلن) : وما الأصلم الا ما حذف وتده المفروق , كـ ( مفعولاتُ) , عندما تتجرد من (لات), فتبقى (مفْعو) ,فتتحول عروضياً الى (فعْلن), ولا ضير في الوزن عند التحول , والأصلم ما ذهب وتده كلّه تشبيهاً بالإصطلام (7) , ومثاله:

تأنَّ في الشّيء إذا رمتهُ ***لتـُدركَ الرّشدَ من الغيِّ (8)

تأنْ نفِشْ شيْءإذا رمتهو ***لتدْركرْ رشْدمنلْ غيْيي

مفاعلنْ مفـْتعلنْ فاعلنْ ***متفـْعلنْ مفـْتعلن فعْلنْ

دخل زحاف الخبن - وهو حسن - تفعيلتي (مستفعلن) الأوليتين ,وزحاف الطي - وهو صالح - (9) تفعيلتي (مستفعلن) الثانيتين في صدر البيت وعجزه .

2 - العروض الثانية مخبولة (الطي + الخبن) مكشوفة (فعلن): الخبل زحاف مركب تعرفه , يشمل زحافي الخبن والطي , إذا وقعا في نفس التفعيلة ,(مفعولات ), فالخبل حذف حرفي (الفاء والواو) ,فتصبح (معُلاتُ) ,ثم تُكشف بحذف ( التاء المتحركة) , فتبقى (معُلا) , فتتحول عروضياً الى ( فعِلن) , ولهذه العروضة ضربان واحد مثلها ( فعِلن) , ومثاله :

سبحانَ منْ لا شيْءَ يعـْدلـُهُ *** كمْ منْ غنيٍّ عيْشهُ كدرُ

سبْحانمنْ لاشيْءَيعْ دلهو *** كمْمنْ غنيْ ينـْعيْ شهو كدرو

مستفعلن مستفعلن فعِلنْ *** مستفعلن مستفعلن فعِلن

والضرب الثاني أصلم (فعْلن): والأصلم عرفته سقوط الوتد المفروق من (مفعولات) , وتبقى (مفعو ) ,فتتحول الى (فعْلن) , ومثاله :

منْ أصبحتْ دنياه غايتهُ*** كيفَ ينالُ الغاية َ القصوى

منْ أصْبحتْ دنياهغا يتهو *** كيْ فينا للـْغايتلْ قصْوى

مستفعلن مستفعلن فعٍلن *** مفـْتعلن مستفعلن فعْلن (10)

التفعيلة الأولى من العجز أصابها زحاف الطي .

3 - العروض الثالثة مشطورة موقوفة وزنها (مفعولان): مشطورة تعني البيت يتشكل من ثلاثة أجزاء , والضرب هو العروض نفسها , أما موقوفة , فكما عرفت إيقاف حركة التاء في ( مفعولاتُ) , فتصبح (مفعولاتْ) , فتتحول الى (مفعولان) ,ومثاله :

يا صاح ِ ما هاجكَ منْ ربْع خالِْ

مستفعلن مفـْتعلن مفـْعولان (11)

التفعيلة الثانية , أصابها زحاف الطي , وهو صالح

4 -العروض الرابعة مشطورة مكشوفة (مفعولن) : وكشفت أي حذفت التاء المتحركة من (مفعولاتُ ) , فاصبحت (مفعولا) , فقلبت الى (مفعولن) , لأسباب عروضية , و لا يتغيرالوزن , والضرب هنا العروضة نفسها , ومثاله:

يا صاحبي رحْلي أقلاّ عَذلي

يا صاحبي رحْلي أقلْ لاعَذلي

مستفعلن مستفعلن مفعولن

وذكرنا أثناء التطرق الى أعاريض وأضرب , وحشو هذا البحر , جميع الزحافات والعلل, ولا داع ٍ للإعادة , ولكن من المفيد أن نذكر: أولا - لكي لا يلتبس الأمربين الرجز التام المطوي المقطوع : ( مستفعلن مستفعلن فاعلن) مكررة مرتين , وبين السريع التام المطوي المكشوف أيضاً : (مستفعلن مستفعلن فاعلن) مكررة مرتين , منعوه على الرجز , وأبقوه للسريع (11) , والسبب على ما يبدو لي , أنّّ القطع يستوجب خطوتين حذف الساكن السابع من (مستفعلن ), وإسكان ما قبله , بينما في الكشف (الكسف) يتمُّ بخطوة واحدة , هي حذف آخر الوتد المفروق (مفعولاتُ) ,و آتى الطي من قبلُ على التفعيلتين , والنتيجة واحدة تصل الى (فاعلن). وثانياً - قد يلتبس الأمر أيضا بين (الكامل) و(السريع), كيف..؟ أنت تعرف تفعيلة (الكامل)هي : (متفاعلن) ,ومن الحسن إضمارها بتسكين التاء , فتُحول عروضياً الى (مسْتفعلن) , أو طيّها بحذف ألفها فتصبح (متـْفعلن ــ> مفـْتعلن) ,أو يعتريها الوقص ,فتحذف التاء , فتتولد (مفاعلن),إذا سارت القصيدة على هذا المنوال , واختفت منها (متـَفاعلن) تماما , تحسب من السريع , أمّا إذا وردت (متـَفاعلن ) واحدة فقط في القصيدة كلـّها , يحسم الأمر لصالح (الكامل)(13) , فهذه التفعيلة تخصّه وحده ,وتطرّقنا الى مثل هذا عند كلامنا عن (الرجز) , أطلنا الحديث عن (السريع) ,لأنه سريع , والإطالة تطويع !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع ابن جني : كتاب العروض - ص 47 - 48 مصدر سابق

(2) د . عبد العزيز شرف وزميله : النغم الشعري عند العرب ص 218 مصدر سابق .

(3)ابن جني : المصدر السابق ص 119 الهامش 1 ,الخطيب التبريزي : الكافي ص 95.

(4) بعض المصادر تجعلها (مكشوفة) , الكافي : الخطيب التبريزي ص 95 ,المفصل :عدنان حقي ص 81 ,كتاب العروض :ابن جني ص 119 , وبعضهم يذهب الى أنها (مكسوفة ) من كسفت , راجع د. صبري ابراهيم السيد :اصول النغم في الشعر العربي - 1993 - دار المعرفة - الأسكندرية ص 210 , د. جميل سلطان : كتاب الشعر المكتبة العباسية - المقدمة 1970- ص 67 , السيد أحمد الهاشمي : ميزان الذهب ص 72 وغيرها .

(5) الخطيب التبريزي في (الكافي ) ص 95 يعلل قائلا "سمي مكشوفاً, لأنّ أول الوتد المفروق على لفظ السبب , غير أنّحصول التاء بعده يمنع أن يكون سبباَ, فإذا حذفت التاء فقد كشفته , وجعلته سببا خالصاَ, لأن كون التاء فيه , كان يمنعه من أن يكون سبباً "

(6) الردف يعني وجوب مجيء حرف لين ساكن أو حرف مدّ قبل الروي , سنأتي على ذلك في علم القوافي ,وفي مثالنا (عراق) , حرف القاف الروي , والألف قبله الردف , والألف حرف مد.

(7)التبريزي : المصدر نفسه ص 97.

(8) الهاشمي ..سيد أحمد:ميزان الذهب ص 73, البيت استشهد به الهاشي , ولم يكن تقطيعه دقيقاً, ولا تفعيلات زحافاته صحيحة ,فيها خلط. ولكن يجوز في زحاف الخبن لـ (مْستفـْعلن ), بعد حذف السين , أنّ نكتبها على صيغة (متفـْعلن) أو نحولها لسهولة اللفظ الى (مفاعلن) , والصيغتان صحيحتان .

(9)راجع د سيد البحراوي : العروض وإيقاع الشعر العربي ص 53 مصدر سابق

(10) الهاشمي : ميزان الذهب ص 74.

(11) د. جميل سلطان : ص 68 المثال.

(12) يذكر صاحب ( المفصل) ص 85 , ذلك بشكل موجز ,وغير دقيق .

(13) د.جميل سلطان : ص 69 تطرق إليها بشكل مختصر.

2 - البحر الخفيف - دائرة المشتبه -

كريم مرزة الأسدي

البحر السادس عشر - الخفيف :

قالوا ما قالوا في أسباب خفته الخفيفة , سماه (الخليل) (الخفيف ) , لأنـّه أخف السباعيات , وقيل لأنَّ حركة الوتد المفروق الأخيرة اتصلت بحركات الأسباب التي تلته فخفت , وذكروا لخفته ذوقاً وتقطيعا , إذ تتوالى فيه ثلاثة أسباب ,, والأسباب أخف من الأوتاد (1) , وبالتالي تراه جميلاً في ذوقه , طرياً عند سمعه , سهلاً لدى تقطيعه , خفيفاًعلى الروح في جملته , أشتهر منذ العصر الجاهلي بمعلقة ( الحارث بن حلزة اليشكري) :

آذنتنا ببينها أسماءُ ***ربَّ ثاو ٍيُملُّ منهُ الثواءُ

وذاعت شهرته من بعد حتى أنّه طغى على معظم البحور لدى بعض الشعراء , وتفنن في تنوع أعاريضه وأضربه من تفنن حتى استنفدت كل علله وزحافاته الممكنة , تفعيلاته الأساسية كما وردت في دائرته (المشتبه ) , مركبة من تفعيلة الرمل (فاعلاتن ) مكررة مرتين , و بينهما تفعيلة واحدة للرجز- ذات الوتد المفروق - (مستفعَ لن) في الشطر الواحد :

فاعلاتن مستفعَ لن فاعلاتن ***فاعلاتن مستفعَ لن فاعلاتن ( التام - ست تفعيلات)

ويأتي هذا الوزن مجزوءا (فاعلاتن مستفعَ لن) مكررة مرتين (أربع تفعيلات) , ومشطورا ( فاعلاتن مستفعَ لن فاعلاتن) (ثلاث تفعيلات) , ونادرا منهوكاً (فاعلاتن مستفعَ لن) (تفعيلتان) , , أما الزحافات والعلل التي تعتريه ,نبدأ بـزحافات (فاعلاتن) , إذ يصيبها : الخبن فتصبح (فعلاتن) وهو حسن , والكف فتصير (فاعلاتُ) وهو صالح ,والشكل يحذف ألفها والنون فتصبح (فعلاتُ) وهو قبيح .

ثم زحافات (مستفعَ لن) ,ويعتريها : الخبن فتصبح (مفاعلن) وهو حسن , والكف فتصير(مستفعَ لُ) وهو صالح , والشكل تبقى (متفعَ لُ) بعد حذف سينها والنون ,فتتحول إلى (مفاعلُ) وهو قبيح. ولا يجوز فيها الطي , وإن أجازه ابن رشيق (2) في عمدته , لأن فاء (مستفع َلن) تقع وسط الوتد المفروق , والأوتاد لا تصيبها الزحافات الا الخرم خاصة (3) , ويجوز على (فاعلاتن ) في الضرب (التشعيث ) , و(التشعيث) يعني حذف عينها , فتبقى (فالاتن) , وتتحول عروضيا الى (مفعولن) , و(التشعيث ) علـّة تجري مجرى الزحاف , لأنها لا تلزم كلّ أبيات القصيدة بها ,وتجري على تفعيلتيه (فاعلاتن ) و (مستفعَ لن) المعاقبة ,وذكرناها في الحلقة السابقة , أي أن (النون) فيهما تعاقب (الساكن) من الجزء بعدها, أيهما ما حذذف ثبت صاحبه (4) .

أمّا العلل سنذكرها تباعاً مع عرض أعاريضه وأضربه كالتالي :

1 - العروضة الأولى صحيحة وضربها صحيح مثلها :

وهو أجمل إيقاعات الخفيف, وأكثرها شيوعاً , وقد يدخل ضربه التشعيث من غير لزوم , مثال الحشو الصحيح ,والعروضة الصحيحة , والضرب الصحيح , إليك قول الأعشى ( ميون بن قيس), ويتضمن مواضع قديمة قدمه في سواد بغداد أو واليمامة , وعالية نجد :

حلَّ أهلي ما بين دُرنا فبادوا ****لي وحلـّتْ علوية ٌ بالسّخال ِ

حل لأهـ لي ما بي ندر نا فبا دو **** لي وحلْ لتْ علْ ويْ يتن بلْ سخا لي (5)

فاعلاتن مستفعَ لن فاعلاتن *** فاعلاتن مستفعَ لن فاعلاتن

وإذا أردت الحشو مزحوفا , فهذا قول ابن زيدون :

سرّنا عيشنا الرّقيقُ الحواشي *** لو يدومُ السّرورُ للمستديم ِ

سرْرناعيْ شَ نرْرقيْ قلْ حواشيِ *** لويدومسْ سَ رورللْ مسْ تدي مي (6)

فاعلاتن مَ تفـْعَ لنْ فاعلاتن *** فاعلاتن مَ تفـْعَ لن فاعلاتن

كما ترى ( مستفعَ لن) في الشطرين مخبونة , أي حذفت سينها الساكنة , وكتبتها مجزّأة ليتبين الوتد المفروق. وذكرنا قد يأتي الضرب (مشعثاً) , ومثاله :

ليس من ماتَ فاستراحَ بميتٍ ****إنّـّما الميتُ ميّتُ الأحياءِ

ليْ سمنْ ما تَفسْ ترا حبمي ْ تن*** إنْ نمل ميْ تميْ يتلْ أحْيائي (7)

فاعلاتن متفـْعلن فعلاتن *** فاعلاتن متفـْعلن مفعولن

كما ترى (مستفعلن) في الشطرين أصابها الخبن , واصبحت ( متفـْعلن) , والعروضة خبنت أيضاً فصارت (فعلاتن) , والضرب قد شُعّث , فولدت (مفعولن) ذات الأسباب الثلاثة ,وقبلها سبب , فهذه أربعة , بمعنى أربعة مقاطع طويلة ( - - - - ), فالنهاية ثقيلة " ولذلك فهو إيقاع الغزل والرثاء وتقل فيه الحماسة والفخر" (8) .

والضرب الثاني لهذه العروضة الصحيحة محذوف (فاعلن) , أي سقط السبب الأخير من التفعيلة (فاعلاتن ), فبقت (فاعلا) , وحولت إلى (فاعلن) , وهو نادر , عدّه المعري مهجوراً , وأنقل إليك هذين البيتين من شعر ابن المعتز مثالاً , وأقطّع لك الأول منهما :

قلْ لغصن البان الذي يتثنـّى *** تحتَ بدر الدّجى وفوق النـّقا

رمتُ كتمانَ ما بقلبي فنمـّتْ*** زفراتٌ تـُفشي حديثَ الهوى

قلْ لغصْ نلْ با نلْ لذي يتثنْ نى*** تحْ تبد ردْ دجى وفو قنْ نقا

فاعلاتن مستفعلن فعلاتن ***فاعلاتن متفـْعلن فاعلن

صحيحة صحيحة مخبونة ** صحيحة مخبونة محذوف

ونادرا ما يخبن (المحذوف) في هذا (الضرب ) , فتتحول (فاعلن) إلى (فعِلن) , كما في بيتي عمر بن عبد العزيز , ونقطـّع أولهما :

إنـّما النـّــاسُ ظاعنٌ ومقيمٌ *** فالذي بـــانَ للمقيم عظهْ

ومن الناس مَنْ يعيشُ شقياً *** جيفة ً الليل ِغافلَ اليقظهْ (9)

إنْ نمنْ نا سظاعنن ومقيْ من ***فلْ لذي با نللْ مقيْ معظهْ

فاعلاتن متفـْعلن فعلاتن ***فاعلاتن متفـْعلن فعِلن

صحيحة مخبونة مخبونة *** صحيحة مخبونة محذوف مخبون

2 - العروضة الثانية محذوفة (فاعلن) ولها ضرب واحد مثلها محذوف , مثاله :

إنْ قدرنا يوماً على عامر ٍ *** نمتثلْ منهُ أو ندعهُ لكمْ (10)

إنْ قدرْْنا يومن على عامرن *** نمْ تثلْ منْ هوأوْ ندعْ هولكمْ

فاعلاتن مستفعلن فاعلن *** فاعلاتن مستفعلن فاعلن

صحيحة صحيحة محذوفة *** صحيحة مستفعلن محذوف

و(فاعلن) تأتي مخبونة معظم الأحيان , فتغدو (فعِلن) , وإليك مطلع قصيدة لجميل بتينة :

رسمُ دار ٍ وقفتُ في ظللهْ *** كدتُ أقضي الغداة من جللهْ

رسْ مدا رن وقفـْتفي ظللهْ**** كدْ تأقْ ضلْ غدا تمنْ جللهْ

فاعلاتن متفـْعلن فعِلن *** فاعلاتن متفـْعلن فعِلن

ولصفي الدين الحلي قصيدة جميلة راقصة , خفيفة النغم , رقيقة الحرس , على شاكلة قصيدة (الجميل) السابقة , خذ رجاءً :

زارني والصّبـاحُ قد سفرا ***وظليمُ الظلام ِ قدْ نفرا

جاء يهدي وصالهُ سحرا *** شادنٌ للقلوبِ قد سحرا

فتيقـّــــــــــــنتُ أنـّهُ قمرٌ ***وكذا الليلُ يحملُ القمرا

تعال معي لنشطر هذا الخفيف (الحلي) , والخفيف لا يأتي مشطورا الا متأخراً , و نقطع (فعِلن) بالقطع , ونحيلها الى (فعلْ) (11) , فيتولد لدينا شطر ( فاعلاتن مستفعَ لن فعلْ) ,وإذا خبنت (مستفعلن) , ونرقم التقطيع ( 2 3 2 1 2 3 1 1 ه) ), ونصيغه بتفعيلات جديدة , سيكون (فاعلن فاعلن مفاعلن) , وكل ما نعنيه , حذف ألف الإطلاق في الضرب أو التنوين في العروضة , وتسكين الراء , أرى الوزن الجديد أجمل جرساً , وألطف نغماً , وأخف إيقاعاً , راقصاً بصفقه ! مع وقفة مركزة على نون فاعلن الثانية , ورفع الصوت عند مفاعلن كأنها إجابة على ما تقدم , والسبب لأن ثلاثة أوتاد تشكلت بصورة متتالية عقبى الزحافات والعلل أخف من وتدين وفاصلة صغرى تتوالى ,ولكن هذا خروج عن علم العروض , والأبيات للصفي ! المهم هذه التشكيلة عندي أسلس من أعاريض وأضرب البحر (المتدارك) (فاعلن فاعلن فعلاتن ), أو (فاعلن فاعلن فاعلن) وغيرها ,فهو الحد الفاصل بين (المتدارك) ومقصراته و (الخفيف) وخفائفه ! , أعيد كتابة البيت الأول للصفي بالصيغة الجديدة مع الاعتذار لك وله ! :

زارني والصّباحُ قدْ سفرْ***وظليمُ الظلام ِ قدْ نفرْ

3 - العروضة الثالثة مجزوءة صحيحة (مستفعَ لن) ولها ضربان :

الضرب الأول مثلها صحيح (مستفعَ لن), وأجزاؤه:

فاعلاتن مستفعَ لن **** فاعلاتن مستفعَ لن

ليتَ شعري ماذا ترى**** أمُّ عمرٍو في أمرنا (12)

ليْ تشعْ ري ماذا ترى** أمْ معمْ رن في أمرنا

وقد تأتي (مستفعَ لن) مخبونة فتصبح (متفـْعلن), ولكن الخبن يعرض ولا يلزم كما في المثال الآتي :

نامَ صحبي ولمْ أنمْ **** منْ خيال ٍ بنا ألمْ (13)

والضرب الثاني لهذه العروضة المقصور المخبون (فعولن) : إذ تجري على (مستفعَ لن) علة (القصر) , فتحذف النون , وتسكن الللام , فتصبح (مستفعَ لْ) , ويصيب الأخيرة زحاف (الخبن) , فتغدو (متفعَ لْ) , فتتحول عروضيا إلى (فعولن) ,فتكون أجزاؤه:

فاعلاتن مستفعَ لن**** فاعلاتن فعولن

مثال لتمثيله , بيت ارتجالي لكاتب هذه السطور :

يا بعيداً بُعْدَ الدّنى**** فتَّ قلبي زماني

يا بعي دن بعْ دَدْ دنى *** فتْ تقلْ بي زما ني

فاعلاتن مستفعَ لن **** فاعلاتن فعولن

والحقيقة أنّ أبا العتاهية أول من أدخل هذا الضرب , وجعل عروضته مثله ,وتماهى جذلا : أنا سبقت العروض , وكان قد قال :

يا كثيرَ العنادِ **** أنتَ حبُّ الفؤادِ (14)

فاعلاتن فعولن **** فاعلاتن فعولن

لم يذكر صاحب (المفصل) الذي الذي استشهدنا بشاهده , أنّ بيت أبي العتاهية يمكن تقطيعه على الشكل :

فاعلن فاعلن فعْ ***** فاعلن فاعلن فعْ

وبالتالي يحسب على مقصور (المتدارك), لا على مجزوء (الخفيف) ,أمّا البيت الذي ارتجله داعيكم , لا يمكن حسابه على (المتدارك) , والسبب لأن صدر البيت يتضمن تفعيلة (مستفعَ لن) , وهذه التفعيلة لا ترد مطلقا في أجزاء البحر (المتدارك).

ومن الطبيعي أن يخرج الشعراء بابداعاتهم عن أضرب وأعاريض البحر (الخفيف) وغيره من البحور , ولكن وفق الخط العام للأوزان الخليلية , فمثلا جاءوا بأضرب وأعاريض التام , أو للضرب وحده , أو للعروضة وحدها , على شكل (فاعلاتان) , (فاعلان) , (فعلان) , (فعْلن), ( فعِلن) , وللمجزوء أضربه وأعاريضه المستجدة -غير ما ذكرناه سابقاً - مثل (مستفعَ لاتن ) , و ( مستفعَ لان) , ناهيك بما ولـّد الشعراء المبدعون من مشطور ومنهوك للخفيف بالتشكيلات المستجدة لـ (فاعلاتن) و (مستفعَ لن)المذكورة آنفاً (15).

وقبل أن أودعك بعد الانتهاء من الكلام عن اللغة والشاعر والشعر , ابتداء من أركانه الأساسية , وتفعيلاته بزحافاتها وعللها , وتقطيعه العروضي التفعيلي و الرقمي , والمقطعي بإيقاعه , وانتهاء بالدوائر وبحورها الصافية ,ثم المركبة بتفعيلتيها المرتبة , وبحورها المهملة , أقول كتبت هذه الحلقات , وما كانت هي الغاية , وإنّما للوصول إلى التجديد وهو غايتي , وما أن أبحرت حتى وجدت نفسي غارقا في بحورها شيئاً فشيئاً , لذلك ترى البحور الأولى مختصرة , والأخيرة معمقة , تركت نفسي على سجيتها , واعتبرت كل حلقة مستقلة في حيثياتها , مترابطة في موضوعيتها ومنهجها , وإذا أعاننا الله , وساعدنا الحال , نكمل المشوار المديد مع القوافي والتجديد , ولكل حادث حديث , والحديث حديث !!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)ابن جني : ص 131 الهامش (47) , الخطيب التبريزي : ص 109 مصدر سابق

(2) د سيد البحراوي : إيقاع الشعر ص 49 مصدر سابق.

(3) ابن جني : ص 135 المصدر السابق

(4) المصدر نفسه.

(5) ابن جني : ص 131 - 132 المصدر نفسه

(6) عدنان حقي : المفصل ص 92 مصدر سابق , الشاهد منه , ولكن هنالك خطأ, إذ لم تكتب الراء الساكنة من للراء المشددة في (الرّ,قيق) , ولا السين الساكنة للسين المشددة في ( السّرور) , وكلاهما من الحروف الشمسية .

(7)السيد أحمد الهاشمي : ميزان الذهب ص 81 الشاهد منه , ولكن كتابته العروضية فيها خطأ , إذ همزة الوصل في (فأستراح ) يجب أن لا تكتب عروضيا , وكتبت في المصدر , ثم أنّ (ميـّت) في العجز يجب أن تشدد ليستقيم الوزن , ولم تشدد في المصدر .

(8) د علي يونس : ص 114 مصدر سابق .

(9) راجع د . عمر خلوف : التجديد الوزني في البحر الخفيف - موقع القصيدة العربية

(10) ابن جني : ص 133 مصدر سابق

(11) أصل التفعيلة (فاعلاتن) , نخبنها فتصبح (فعلاتن ), ونبتر الأخيرة , فتتحول إلى (فعلْ) , بمعنى نجري الخبن والقطع ( على الوتد) والحذف على التفعيلة الأصلية .

(12) الهاشمي : ميزان الذهب ص 82 الشاهد غير مقطع , ابن جني : ص 133 مقطع.

(13)عدنان حقي :ص 93 الشاهد

(14) المصدر نفسه : ص 94 راجع .

(15) راجع موقع (منتديات القصيدة العربية) , مقال للدكتور عمر خلوف تحت عنوان ( التجديد الوزني في البحر الخفيف), يورد شواهد على كل الأضرب والأعاريض الجديدة

 

اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45865
Total : 100