قبل يومين ظهر النائب ( هكذا يزعم ) مطشر الذي لا أريد ذكر لقبه لان تحت هذا اللقب ينضوي الملايين من النبلاء والاخيار والاصلاء من العراقيين الذين دافعوا عن العراق وابنائه لعقود عديدة ، ظهر وهو يصف العراقيين بـ ( الدايحين ) و ( البائسين ) . حقيقة هذه هي المرة الاولى التي اشاهد فيها هذا الشخص من على وسائل الاعلام وربما الملايين من العراقيين مثلي كذلك . أستهجن الكثيرون تصريحات النائب المذكور في حين عدها أحد المدافعين عنه بالصراحة التي يرفضها العراقيون الازدواجيو الشخصية على حد وصفه مستشهدا بتحليل العلامة الجليل الدكتور الوردي رحمه الله . لكن هل يعرف المدافع ان الدكتور الوردي كان يسري حب العراقيين في كل قطرة من دمه وانه في تحليله شخصية العراقي لم يتعرض ابدا اليه بالازدراء أو التقليل من كرامته واحترامه ؟ ! واسأل الاستاذ المدافع هل كنت تصمت أمام شخص ينعتك بمثل ما فعل النائب مع العراقيين ؟
الذي يبدو ان السادة النواب يعتبرون انفسهم من طينة مباركة ببركة ألهة الديموقراطية التي منحتهم الحصانة من كل تصرف حتى لو كان اهانة المواطنين بشكل عام وناخبيهم بشكل خاص . لا بل ان هذه الحصانة تعدت الى مسؤولين ووزراء فقد سبق ووصف احد وكلاء وزارة التربية المعلمين بـ ( المطايا ) ونسي انه تلقى العلم على ايديهم !! ووزير آخر يصف العراقيين بـ ( بقايا شعب ) ونسي انه مسجل في دائرة الاحوال المدنية بصفته عراقيا وهو يعيش في زماننا نحن بقايا شعب !!
المدافع عن النائب مطشر يثني على وصف ( البائس ) ويريد من الشعب ان يفعل شيئا في حين هو لم يفعل شيئا سوى الدفاع عن النائب . كثرة كثيرة من الكتاب والنواب يؤيدون حق الناس في التظاهر في حين لم نشاهد نائبا يتقدم الناس في تظاهرة . وعندما تعرضت التظاهرات الاخيرة الى ماتعرضت اليه من قبل القوات الامنية تفتحت شهية النواب الى التصريحات النارية للدفاع عن المتظاهرين من بعيد وكان الاجدربهم وهم الذين توقعوا الرد الامني في تصريحاتهم قبيل التظاهر، كان الاجدر بهم الخروج امام المتظاهرين مستفيدين من حصانتهم التي تمنع عصا الامن من ان تطالهم !!
ما ذا يريد الكلاميون من الشعب ان يفعله وأمامه هذه النماذج ؟
أصحاب القرار لم يفعلوا شيئا لمن وصف خيار الناس بـ (المطايا) ولا لذاك الذي وصفهم بـ ( بقايا شعب ) ولا هذا الاخير .
كان الاجدر برئيس كتلة النائب مطشر ان يفصله من كتلته او في الاقل يجبره على الاعتذار لكنه اكتفى بالبراءة من تصريحاته . مصيبة !
هذه هي الديموقراطية ؟؟
كل من يهين الشعب عليه ان يتوقع يوما ياتي اليه العراقيون في عقر داره ويقولون في وجهه : - تفو عليكم ! وساعتها لن ينفع كل الكلينكس .
مقالات اخرى للكاتب