للأختصاص أهمية بالغة تتعلق بأهمية الموقع, بناء الدولة يتكامل بعدة إختصاصات علمية, ترتكز عليها البنية المؤوسسية شكلت فيما بعد حكومات التكنوقراط ( حكم التكنلوجيا), العراق ليس بلد طاريء في الحضارة ولم يزوٍّر العراقيون تاريخهم من أجل إعطاءه السمات التي تميزه وتعطي الأرث الكبير, منذ أقدم العصور كان السباق في الكتابة والقوانين والسياسة والحكم, أستثمرتها الشعوب وجعلت منها قواعد دراساتها وتقدمها.
التقدم العلمي الهائل والقفزات النوعية لا تجعلنا نقف على أطلال الماضي نمجد تلك الحضارة ونتفاخر بالكتب على الرفوف تأكلها الأتربة ويمزقها قِدمٌها, ترهبنا التكنلوجيا مصابين بحالة من الشلل والإرباك وعجز التواصل العلمي وكإننا من عالم أخرلّلتو وجدنا نفسنا في هذا الكوكب, لا نتماشى من حيث إنتهت الشعوب ونشعر إن المسافات شاسعة بيننا, تلك الشعوب إستخرجت من التراب طاقات بديلة وعلوم وإكتشافات كانت في الماضي خارقة للعقول من الخيال العلمي, ونحن لانَزال نستعين بهم لأستخراج نفطنا والتنقيب عن ما موجود تحت أقدامنا أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية, صارت حقائق في إستخداماتنا اليومية تتسابق المؤوسسات العالمية في العلوم والإكتشافات وإختراع الوسائل الأيسر مختصرة المسافات بالتكنلوجيا الحديثة, تفرعت لذلك الإختصاصات والشهادات العليا والبحوث, تكرم وتصان حقوقها العلمية وقيمتها كونها من الثروات الوطنية.
لا نعرف ما هي المبررات وراء تزوير الشهادات والإستهانة بالعلم, شهادات الماجستير والدكتوراه, وألقاب كبيرة ومناصب تعطى لشخصيات تشعر بنفسها بحالة الجهل الذي يولد ردود فعل لديها تجاه أصحاب العلم وأداة لمحاربتهم, المعلم والمدرس كان مهاب في وقت سابق, كنا نخاف الّلعب في الساحات كي لا يرانا المعلم او مراقب الصف, كان الطالب ينتهبه للمعلم ويعتبره مثله الأعلى في التربية والعلم والثقافة والأخلاق.
هيبة المعلم هيبة في نفس الوقت للطالب من شعورة بالمساواة بين الطلاب ولا وجود للمحسوبيات على حساب العلم والدرجات المدرسية, التي يجد بها والتنافس على أساس التفوق العلمي والإبداع.
الشهادات المزورة ظاهرة إنتشرت في الأونة الأخيرة إتهم بها موظفين كبار في الدولة تشعر الطالب بالغبن وعدم إحترام العلم, الحالة المادية للمعلم تندرج من ضمن الممارسات التي تصب في إضعافه ويجانب بعض الطلاب للكسب بطريقة غير مشروعة, يفسح المجال لتدخل العوائل والدنيا تقوم وتقعد عندما يحاسب الطالب تقصير, يشعر الطالب إنه في مكان غير مقدس حينما يسمح الأب لإبنه الإستهانة بالمعلم في البيت أو إن الأب هو من يستهزأ. في الفترة الأخيرة وجدت ذرائع تعطي الطالب درجات تبرر إنها لظروفه ودور ثالث وحساب سنوات عدم رسوب او إضافة الدرجات للطالب أو التمايز في قبول الجامعات, بناء الدولة من التربية والتعليم بهذا الشكل لا تجعل الطالب مجد مخلص الى بلده مستقبلاً في حاله تسلمه أيّ مسؤولية, يرسم لأبنائه سلوك نفس الطريق, يعلمهم التهاون بالعلم وإنتظار القرارات الحكومية التي تعطيه درجات إضافية, يبقى طيلة عمره يشعر بعقدة النقص وإنه وصل الى الموقع بجهد أقل من الإستحقاق, حينما يجد أصحاب الشهادات المزورة في مراكز متقدمة لهم الحضوة والإمتيازات الأكبر, هذا ما يدفع للتمادي في القوانين والسماح للفساد التغلغل ومثله الأعلى يجده عند كبار الموظفين, تفتقد الدولة التقدم والبحوث الإكتشافات وتراوح في مكانها منتظرة ما تقدمهم الشعوب الأخرى, وتبقى سياساتها مرسومة من الخارج بقوالب قد لا تناسب مجتمعها.