لكل دولة مؤسس يكن له الشعب التقدير والاحترام ويتفاخر به امام الشعوب , وهذا الاحترام والتقدير تتوارثه الاجيال ويكون منطلقاً ووازعاً وطنياً بالاضافة للرقعة الجغرافية والتي تسمى بالوطن , يعني الوطن والمؤسس يصبحان جزء لايتجزء من تأريخ العراق الحديث . شخصيتان اسستا الدولة العراقية , الشخصية الاولى هو الملك فيصل الاول وهو غير عراقي الجنسية ولكنه نصب ملكاً على العراق نصبته بريطانيا ملكا في مؤتمر عقد في القاهرة عام 1921برئاسة ونستن تشرشل , اسمه الكامل ( فيصل بن الحسين بن علي الحسني الهاشمي ) ولد في الطائف في 20 ايار من عام 1883 ومدفون في المقبرة الملكية في مدينة الاعظمية في بغداد لكنه مهمل من الحكومة والشعب
فلا زيارات تنظم لقبره ولا ذكرى لميلاده او وفاته
اما الشخصية الثانية فهي شخصية عراقية وهو نوري باشا السعيد , واسمه الكامل نوري سعيد صالح الملا طه القرغولي , كان ضابطا ومسيرته حافلة بالمتغيرات , هو ضابط يعمل بأمرة الدولة العثمانية ثم تحول الى حليف قوي للحكومة البريطانية , هذه الشخصية السياسية اسست الدولة العراقية الحديثة , نوري السعيد قتل في ثورة 14 تموز وسحل في شوارع بغداد , هو الاخر لايوجد له قبر ولا احتفال ولاذكرى له في حياة العراقيين
عبدالكريم قاسم مؤسس الجمهورية العراقية اذ انه قضى على الحكم الملكي واسس الجمهورية هو الاخر قتل على يد البعثيين ولايوجد له قبر
اذاً مؤسسا الدولة و الجمهورية هما خارج اللعبة السياسية فلا تقدير لهما ولا احترام , هذا يعني ضياع اصل الحكاية , فالشعوب تتباهى بقادتها ومؤسسيها اما نحن فلا نعرف بمن نتباهى
بعد ذلك جاء عبدالسلام عارف هو الاخر مات حرقا بحادث غامض , احمد حسن البكر مات بظروف غامضة , صدام حسين اعدم شنقا حتى الموت
وانعكس الامر على الكثير من مفاصل تأريخ العراق السياسي , مثلا مؤسسي الاحزاب لاذكر لهم ايضا في حياة الشعب العراقي ومسيرته النضالية وجميعهم قتلوا او ماتوا في ظروف غامضة , يوسف سلمان يوسف (فهد ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي اعدم هو ورفاقه في 1949 وهو اول سياسي عراقي يتم اعدامه في العراق , فؤاد الركابي مؤسس حزب البعث في العراق قتل في السجن عام 1971 في ظروف غامضة , محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة قتل في عام 1980 هو واخته في السجن
والظريف بالامر ان الحكومة العراقية بقيادة السيد نوري المالكي تحتفل بثورة 14 تموز ولكنها لاتعتبر قائد الثورة عبد الكريم قاسم شهيدا لان تضحيته لاتخضع للقوانين التي وضعتها لوصف الشهيد , وبهذا لايوجد شيء يحتفل به الشعب سوى المسيرات المليونية لمواكب العزاء الحسينية فأحتفالاتنا موشحة بالسواد
يبقى لكم ان تتصوروا ملامح العراق
مقالات اخرى للكاتب