أبان اشتداد التهديدات الأمريكية بضرب النظام السوري ، على خلفية استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين العزل في بعض المناطق السورية ، أجتمعت الأحزاب و التنظيمات والحركات المتحالفة ضمن " التحالف الوطني ــ الشيعي " الحاكم آنذاك ، ومن ثم شكلوا غرفة عمليات بهدف متابعة التداعيات المترتبة على تلك الضربة الأفتراضية ،لأنهم وجدوا بأنه من واجبهم الأساسي الاهتمام الشديد بهذا الأمر ؟!! ، لمواجهة كل السلبيات التي قد تنتج عن هذه الضربة ناهيك عن أثارها السيئة على العراق ..
غير إن تلك الضربة لم تحدث و قبرت في مهدها ، وهي لا زالت خططا و أهدافا قيد التكوين ، ولكن في مقابل ذلك ازدادت العمليات الإرهابية اليومية في العراق بشكل كارثي مريع ، لتشمل المقاهي و "علوات " لبيع الأسماك زائدا مجالس العزاء و الأعراس و المدارس وغيرها ، إلى حد لا يمر يوم في العراق دون سقوط العشرات من المواطنين العُزل بين قتيل و جريح ..
و التحالف الوطني الحاكم صامت و صامت ..
وبات هذا الوضع الكابوسي غير قابل للتحمل إطلاقا ، لكون هذا الإرهاب الأسود قد تحوّل إلى طاعون يحصد بحياة عشرات من العراقيين يوميا ، دون أن يواجه مواجهة جدية أو يردع بشكل صارم و شديد .
فيا ترى أين هي الآن ، غرفة عمليات التي يجب أن تقيمها التحالف الوطني على غرار تلك التي أقامها أبان اشتداد الأزمة السورية ؟ّ ..
فأليس العراق يمر الآن بأخطر مراحله التاريخية كارثيةِ ومحنةِ رهيبة ، و حيث الإرهاب يطال أبعد المناطق وأعمقها وأينما تريد و تشاء وبشكل استعراضي سافر كله تحدِ و استسخاف ؟!..
بينما جماعة " التحالف الوطني " الشيعي الحالكم بدلا من أقامة غرفة عمليات لمكافحة الإرهاب ومطاردته ، وَقَفَ متفرجا ولا أباليا ، وكأن الأمر لا يعينه لا من بعيد و لا من قريب ..
فهذا الموقف المتفرج و السلبي المخزي يدل على ماذا ؟!..
إنه يدل على إن التحالف الوطني " الحاكم " لم يعد يشعر بأية مسئولية أو عطف إنساني إزاء القتلى العراقيين ، ناهيك عن انعدام المشاعر الوطنية الحقة و الأصيلة اتجاه هؤلاء الضحايا ..
ربما السبب في ذلك يرجع إلى كون غالبية هؤلاء الساسة و الطغمة الفاسدة و المهيمنة يفتقرون إلى مشاعر وطنية حقة ، بوصفهم أما عملاء و مرتزقة أو أتباع و موالين لجهات و أجندة أجنبية ، لا يهمهم من أمر العراقيين أي شيء ، ما عدا المناصب ذات المزايا و الامتيازات الكبيرة و الاستثنائية ، طبعا زائدا المال العام المطروح لعمليات النهب المنظم !!..
و إلا بماذا نفسر هذا التفرج السلبي و الكارثي على موت العراقيين الذين يقتلون بالعشرات يوميا و الحبل على الجرار!..