ما تتعرض له محطة الميادين هذه الايام كصوت اعلامي حقيقي.. هو ما سبق ان تعرضت له وستتعرض له كل وسيلة اعلامية حقيقية.. لأن للاعلام اخلاقيات وسلوك.. وضوابط مقياسها الأول التحرر النفسي والاخلاقي والالتزام الوطني والقومي.ولأن دور الاعلام مهم وفعّال فقد اولاه اليهود الصهاينة اهتماماً اساسياً منذ مئات السنين واكتشفوا انه سلاح فعّال فعمدوا الى اعتماده في مسيرتهم واعتبروه ركيزتهم الاولى لتحقيق مشروعهم وتعتبر بروتوكولات حكماء صهيون الاعلام احد الاعمدة الثلاثة التي تقوم عليها صناعة القرار وعبرها تتم السيطرة على العالم وهذه الاعمدة هي الاعلام، التعليم، المال. وادركوا بشكل مبكر الاثر البنّاء كما الاثر التدميري للسلاح الاعلامي..ويشدد البروتوكول الثاني في الصفحة 191 على اهمية الاعلام ويصفه بالآلة العظيمة ويقول:”ولا يخفى أن في أيدي دول اليوم آلة عظيمة تستخدم في خلق الحركات الفكرية والتيارات الذهنية، الا وهي الصحف، والمتعين على الصحف التي في قبضتنا عمله هو أن تصبح مطالبة بالحاجات التي يفترض أنها ضرورية وحيوية للشعب وان تبسط شكاوى الشعب وأن تثير النقمة وتخلق اسبابها اذ في هذه الصحف يتجسد انتصار حرية الرأي والفكر، غير ان دولة “الغوييم” لم تعرف بعد كيف تستغل هذه الآلة فاستولينا عليها نحن وبواسطة الصحف نلنا القوة التي تحرّك وتؤثر، وبقينا وراء الستار، فمرحى للصحف وكفُناء مليء بالذهب، مع العلم أن هذا الذهب قد جمعناه مقابل بحار من الدماء والعرق المتصبب. نعم، قد حصدنا ما زرعناه ولا عبرة ان جلّت وعظمت التضحيات من شعبنا. فكل ضحية منا إنها لتضاهي عند الله الفاً من ضحايا الغوييم”. “الغوييم تعني الشعوب غير اليهودية”. من هنا نرى كيف تخشى اسرائيل الاعلام الحقيقي وتعده سلاحاً رهيباً ضدها ومن اجل هذا عمدت الى اعتماد الاعلام المزيف المشبوه في اهدافه المتنكر تحت عنوان اللغة العربية راية وهوية فنشأت مؤسسات عربية ذات امتهان اعلامي وقد ادت تلك المؤسسات دوراً غير حميد ولا مشكور في العديد من مراحل مسيرتها واعتبرتها اسرائيل جزءا من الآلة التي استولت عليها وتقول في هذا المجال: “استولينا على هذه الآلة العظيمة نحن وبقينا وراء الستار. ويقول مجدي كامل في كتابه (اكاذيب التاريخ الكبرى 2011): “ان اليهود يشكلون 2% من سكان الولايات المتحدة الا انهم يشكلون 50% من العاملين في الاعلام و24% من القيادات في ذلك البلد. اما شركات الاعلام الكبرى فيكفي ان نقول انهم يسيطرون على 95% من الشركات الاميركية الكبرى. شبكة C.N.NوشبكةA.B.Cالتي يرأسها يهودي وشبكةN.B.Cالتي يترأس قطاع الأخبار فيها يهودي، ناهيك عن القطاعات الآخرى كالسينما التي اسهمت في صياغة المجتمع الأميركي حتى تجرّأ الممثل الفاشل ريغان …Ronald Reaganîالرئيس الأسبق للولايات المتحدة على القول:
“إن الله لا يحب من لا يحب إسرائيل”. لذلك نفسر السبب الذي تتعرض له الوسائل الاعلامية الحقيقية ويتضح سبب ما تتعرض له قناة الميادين اليوم وسواها غداً…
وليعلم من لم يكن يعلم ان حرية الاعلام في لبنان هي التي صانته وحمته وجعلت منه سلاحاً بناء ممسوكاً بيد جعلت القلم سيفاً ودرعاً… وجعلته صوتاً للحرية وسوطاً على ظهر العبيد والاعداء.
مقالات اخرى للكاتب