يبدو أن ( صلاحية ) قوة العرب المناسبة لاسترجاع الحقوق ، والبناء ، وتمكنهم من ادارة شؤونهم وحل مشاكلهم بأنفسهم انتهت منذ مدة ليست بالقليلة ، وقضية فلسطين مثال على ذلك ..
وما يظهر على السطح من فعاليات ليس سوى محاولات بعضها جاد ة ، وبعضها استعراضية ، وهناك من يتصورها دورا ( محوريا ) ، أو ( نشاطا مؤثرا ) ، أو ( فعالية قوية ) ، وهي ليست أكثر من ( جرعات ) ليس لها مفعول كبير ( شافي ) في هذا العصر ، بل لها تأثير بسيط ، وعادة ما يعقب ذلك مدة انتهاء الصلاحية ، وهي ليست بتلك الفعالية المطلوبة ، وبعدها يكون الاستمرار عديم الفائدة ، كالدواء عندما ينتهي ( مفعوله ) بانتهاء صلاحيته ..
ولا يفيد التعكز على اعذار المؤامرات والاطماع الخارجية والتدخلات الاجنبية في تبرير ذلك ، فهي من صنع أيديهم ، طالما لم يستثمروا ما كان لديهم من عناصر قوة كبيرة ، فاصبحوا اليوم ليس خارج التاريخ فقط ، وانما قد يأتي زمان ليس بالبعيد يصبحون فيه عبئا على هذا العصرالمسمى ب ( الحديث) ليس ( زمنيا ) ، وانما ( حديث ) بتطوراته المادية والعلمية والسياسية الخ ، وهي في تسارع رهيب يصعب اللحاق به ومسايرته ، إن لم يستغلوا ما تبقى من ( بقايا ) قوة لديهم ، وسيفقدون النفط ، وهو أخر ورقة ، وليس ذلك ببعيد زمنيا ، ( بحدود 50 سنة أو اكثر بقليل ) ، وقد بدأ فعلا العد التنازلي لدوره المعهود ، حيث يذهب عائده للفساد والسلاح والحروب ، وما الى ذلك من أمور لم تستفد منها الشعوب ، بعد أن رهن العرب مصيرهم بيد النفط والمضاربين فيه .
والمفارقة أنه رغم أننا لم ندخل هذا العصر بذلك الدور والتأثير المطلوبين بين الامم المنتجة والمتطورة ، لكن هناك من لا يزال يعيش في وهم الماضي ويعتقد اننا لازلنا نعيش في تلك العصور الذهبية ، وبتلك المكانة المعروفة في التاريخ والتغني بها فقط دون فعل ..
وليس أدل على ذلك التراجع ، من الازمات العربية التي تتوالد وتتكاثر بشكل مدمر وسريع ، دون أن تكون هناك القدرة على حلها ، فيركضون خلف الحدود للبحث عن سراب يحسبونه ماء ..
أي أن مصيرهم يقرره غيرهم ..
ولا سيادة بعد اليوم للضعفاء بين الاقوياء ..
فهل يعترفون بهذه الحقائق ، ويفيقون من وهم ( القوة التاريخية ) بالكلمات فقط ، أم تنحدر بهم المكابرة الى أبعد مما هم فيه ضعف وهوان ..؟ ..
فماذا وفروا من تطورعلمي وتكنلوجي من الذهب الاسود لذلك اليوم الاسود ، وهم اليوم مستهلكون لما ينتجه العالم الاخر بما في ذلك ابسط مستلزمات حياتهم وغذائهم ، ودوائهم ، ويفتخرون بأنهم يستوردون ارقى ( الماركات ) دون ان تكون لهم اسهامة مؤثرة وواضحة في العالم ، وهم على هذا المستوى في النواحي العلمية والتقنية والزراعية والاقتصادية ، الذي لا يقاس بما وصل اليه العالم المتطور …فما بالك بعد انتهاء النفط .. ؟..
ومنذ نكبة فلسطين والعرب يركضون وراء ( خدعة ) الحلول الخارجية دون جدوى ، وعملية التسوية والسلام الموهوم ، ليس تراوح في مكانها ، وانما في تراجع الى الوراء ..وتوالت بعدها النكسات وازدادت الازمات الى ان وصلنا الى العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال والسودان ..الخ ، وسيأتي الدور على الاخرين تباعا ، وكل في آوانه وميعاده ..
ومع ذلك لا تزال قضية فلسطين ( بندا مزمنا ) على الاجتماعات العربية منذ اول ( قمة عربية ) دون حل ، وتسجل ارقاما قياسية في مارثون اللجان والمؤتمرات والقرارات والمشاريع الوهمية ، وقد حلت غيرها معها رديفا على جداول الاعمال الذي اصبح ( مثخنا ) بالازمات….
وازمة تلد اخرى ، والحلول ليس بأيديهم .. بل ترسم في الخارج .. و تعقد الاجتماعات لها ليس على أراضيها ، بل علي أراضي الغير ، وبعضهم كان سببا فيها ..
وقبل أن نلقي باللوم على الأخر ينبغي أن نحاسب أنفسنا ، وأن نشخص أين مصلحتنا ، مثلما يعرف الأخر مصلحته ..
ومسألة مشروعة أن تهتم بمصالحك أولا ..
فهل لا تزال بقايا من قوة يمكن أن تغير المعادلة ..؟..
ممكن بشرط ان تعتمد على نفسك ، بعد أن جربت غيرك بما فيه الكفاية ..
وقديما قال الشاعر ..
ما حك جلدك مثل ظفرك
فتول انت جميع امرك
فهل يتنبه اصحاب القرار الى وضع الامة اليوم ، وهي في هذا الانحدار..؟..
نتمنى ..
ولكن ليس بالتمنيات وحدها تحيا الشعوب ، وتصان الاوطان وتحترم سيادتها ..
{{{{{{
كلام مفيد :
فائدة لغوية اخرى أنقلها بنص كاتبها أيضا ولا يزال في الجعبة الكثير ..
ما هو الفرق بين شرقت الشمس ، واشرقت الشمس ..؟..
شرقت الشمس : بمعنى طلعت
اشرقت الشمس : بمعنى أضاءت .. و( أشرقت الارض بنور ربها ) ..سورة الزمر: 69
فما أشرفها من لغة كرمها الله سبحانه وتعالى بخلودها المقترن بكلامه الخالد
مقالات اخرى للكاتب